فقد أخرج أبناء السُّنة وأخرجوا في أصولهم عن الرسول الأكرم (عليهما السلام)، أنه قال: أنا وعليٌّ من شجرة واحدة (3).
أقول: وهذا الحديث وحده يكفي للمتأمِّل ولطالب النجاة، فيما إذا ضمَّه إلى الآية التي نبحث فيها، ولا مجال للتفصيل فالوقت ضيق، والغرض الذي دعانا إلى كتابة هذه الوريقات يضيع إذا ما عمدنا إلى إشباع الكلام هنا وهناك.
وعن القرطبي ـ من أبناء السُّنة ـ في تفسيره: قال ابن عباس وعطية العوفي والربيع بن أنس: الشجرة الطيبة هي المؤمن نفسه.
وقال ابن كثير ـ من أبناء السُّنة ـ في تفسيره: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} هو المؤمن، وهكذا قال الضحاك وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وغير واحد.
وعن السيوطي ـ من أبناء السُّنة ـ الدر المنثور وعن غيره أيضاً: وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس، وابن جرير عن الربيع بن أنس وعن عطية العوفي، وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس أنَّ الشجرة هي المؤمن (4).
أقول: إذا ما كان الأمر كذلك، فأيُّ مؤمن أحقُّ بأن يكون الشجرةَ غيرَ سيدنا محمد وآله البررة صلوات الله ربي وسلامه عليهم أجمعين؟!!
وأنت تعرف أنهم (عليهم السلام) أشرفُ الخلق، وإذا ما تأمَّلتَ فيما أشرنا إليه آنفاً، فإنك تُدرِك بحقٍّ أنهم المقصودون والمعنييون.
هذا وقد أخرج الطبراني في المعجم الكبير، والمتقي الهندي في كنز العمال ـ وهما من أبناء السُّنة ـ عن عدي بن حاتم، قال: كنتُ قاعداً عند رسول الله (عليهما السلام) إلى أن قال: فقال (عليهما السلام): إنَّ الله قلَّب العبادَ ظهراً لبطنٍ، فكان خيرَ العرب قريشٌ، وهي الشجرة التي قال الله{مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ} يعني بها قريشا أصلها ثابت.
وأخرج الحاكم الحسكاني ـ من أبناء السُّنة ـ في شواهد التنزيل بإسناده عن سلام الخثعمي قال: دخلت على أبي جعفر محمد بن علي ’ فقلت: يا ابن رسول الله قول الله تعالى {أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} قال: يا سلام الشجرةُ محمد (صلى الله عليه وآله)، والفرعُ عليٌّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، والثمرُ الحسن والحسين ’، والغصن فاطمة (عليها السلام)، وشعبُ ذلك الغصن الأئمة (عليهم السلام) من ولد فاطمة (عليها السلام)، والورق شيعتنا ومحبونا أهل البيت.
وأخرج الحسكاني أيضاً بإسناده عن مينا مولى عبد الرحمان بن عوف قال: قال عبد الرحمان: يا مينا ألا أُحدِّثُك حديثاً قبل أن تشاب الأحاديث بالأباطيل؟ سمعت رسول الله (عليهما السلام) يقول: أنا شجرةٌ، ويعرفهم فرعُها، وعليٌّ لقاحُها، وحسنٌ وحسينٌ ثمرُها، ومحبوهم من أمتي ورقها.
أقول: وأخرجه الحاكم النيسابوري ـ من أبناء السُّنة ـ في المستدرك على الصحيحين، وقال آخر الحديث: هذا حديث صحيح الإسناد.
وأخرج الحسكاني أيضاً وكذا ابن عساكر ـ من أبناء السُّنة ـ في تاريخه بإسناده عن أبي هارون العبدي قال سألت أبا سعيد الخدري عن عليِّ بن أبي طالب خاصةً، فقال: سمعت رسول الله (عليهما السلام) وهو يقول: خُلِق الناسُ من أشجار شتى، وخُلقتُ أنا وعليٌّ من شجرة واحدة، فأنا أصلُها وعليٌّ فرعُها.
وبإسناده ـ وكذا ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين والشيخ الطوسي في الأمالي ـ عن أبي الزبير قال: سمعت جابر بن عبد الله عن النبي (عليهما السلام) «في حديث» قال: يا علي، خُلِقتُ أنا وأنت من شجرة، أنا أصلُها وأنت فرعُها، والحسنُ والحسينُ أغصانها.
وبإسناده وكذا ابن عساكر في تاريخه عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنَّ الله خلق الأنبياء من أشجار شتى، وخُلقتُ أنا وعليٌّ من شجرة واحدة، فأنا أصلُها وعليٌّ فرعُها، والحسنُ والحسينُ ثمارُها، وأشياعُنا أوراقُها.
وأخرج الصفار في البصائر بإسناده عن عمر بن يزيد ـ ومثله أخرج الكليني في الكافي بإسناده عن عمرو بن حريث ـ قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تعالى{أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} فقال: رسول الله (عليهما السلام) واللهِ جذرُها، وأميرُ المؤمنين (عليه السلام) ذروها، ويعرفهم (عليها السلام) فرعُها، والأئمة (عليهم السلام) من ذريتها أغصانُها، وعلمُ الأئمة ثمرُها، وشيعتُهم ورقُها.
وأخرج الصدوق في معاني الأخبار بإسناده عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ’، عن قول الله عزَّوجل{كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ...}قال: أما الشجرة فرسول الله (صلى الله عليه وآله) وفرعها علي (عليه السلام) وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وثمرها أولادها (عليهم السلام) وورقها شيعتنا.
وورد بالإسناد عن الحلبي وعن ابن صهيب وعن زرارة وعن حمران وعن ابن يزيد وعن ابن المستنير وعن أبي مسكين وعن غيرهم كثير فلاحظ (5) .
----------
(1) من وحي القرآن ج 13 ص 105
(2) سورة الآية محمد | الآية 24
(3) كنز العمال ج 11 ص 608، مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي الزيدى المذهب ج 1ص 475 وج 2 ص 229، المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 241، المعجم الأوسط للطبراني ج 4 ص 263، تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 64، شواهد التنزيل ج 1 ص 375، المناقب للخوارزمي ص 143، نظم درر السمطين ص 79، سبل الهدي والرشاد ج 11 ص 296، ينابيع المودة لذوي القربى ج 1 ص 45.
من مصادر أبناء الفرقة الناجية: الخصال ص 20، عيون أخبار الرضا ج 1 ص 68، إعلام الوري بأعلام الهدي ج 1 ص 316، خصائص الوحي المبين ص 242
(4) جامع البيان للطبرى ج13 ص 267، تفسير القرطبي ج 9 ص 358 – 359، تفسير ابن كثير ج 2 ص 549، الدر المنثور ج 4 ص 75
(5) بحار الأنوار ج9 ص112 وج16 ص363 وج24 ص137 ← 143 وج46 ص266 وج65 ص26،بصائر الدرجات ص79ـ80،الكافي ج1ص428،معاني الأخبار ص400،عيون أخبار الرضا (عليه السلام)ج1ص 78،أمالي الطوسي ص610ـ611،الاحتجاج ج1ص 208،الفضائل ص133، شرح الأخبار ج 3 ص 205و548،الخرائج والجرائح ج2ص596،تفسير العياشي ج2ص224،تفسير القمي ج1ص369، تفسير فرات الكوفي ص 219، تفسير مجمع البيان ج 2 ص 311 وج 6 ص 74، تفسير جوامع الجامع ج 2 ص 282، خصائص الوحى المبين ص 242 -243، تأويل الآيات ج 1 ص 228 و241، التفسير الصافي وج 3 ص 57، التفسير الأصفى ج 1 ص 617، تفسير نور الثقلين ج 2 ص 535، مناقب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الزيدى المذهب ج1 ص460 و469
ومن مصادر أبناء السُّنة: المستدرك على الصحيحين ج3ص160،المعجم الكبير ج17ص86، تاريخ مدينة دمشق ج42 ص65ـ 66،، شواهد التنزيل ج1 ص 375 إلى 380و406 إلى 409 وج 2 ص 203 - 204، كنز العمال ج12ص 35، جواهر المطالب ج1 ص27، نظم درر السمطين ص79، ينابيع المودة ج 2 ص74و242و307 و394
|