س2: قوله تعالى (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) يقتضي الاستقبال ، اذ لا يقال فيما وقع اذا جاء واذا وقع ؟
ج : ان هذه السورة نزلت قبل فتح مكة وهو وعد منه سبحانه لرسوله ان ينصره على أهل مكة .
تفصيل الكلام .
قال :تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 20 - ص 376 -377
وعدله "صلى الله عليه وآله وسلم" بالنصر والفتح وأنه سيرى الناس يدخلون في الاسلام فوجا بعد فوج وأمره بالتسبيح حينئذ والتحميد والاستغفار ، والسورة مدنية نزلت بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة على ما سنستظهر .
قوله تعالى : " إذا جاء نصر الله والفتح " ظهور " إذا " المصدرة بها الآية في الاستقبال يستدعي أن يكون مضمون الآية إخبارا بتحقق أمر لم يتحقق بعد ، وإذا كان المخبر به هو النصر والفتح وذلك مما تقر به عين النبي " صلى الله عليه وآله وسلم" فهو وعد جميل وبشرى له " صلى الله عليه وآله وسلم" ويكون من ملاحم القرآن الكريم . وليس المراد بالنصر والفتح جنسهما حتى يصدقا على جميع المواقف التي أيد الله فيها نبيه " صلى الله عليه وآله وسلم "على أعدائه وأظهر دينه على دينهم كما في حروبه ومغازيه وإيمان الأنصار وأهل اليمن كما قبل إذ لا يلائمه قوله بعد : " ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا " . وليس المراد بذلك أيضا صلح الحديبية الذي سماه الله تعالى فتحا إذ قال " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " الفتح :
1 - لعدم انطباق الآية الثانية بمضمونها عليه . وأوضح ما يقبل الانطباق عليه النصر والفتح المذكوران في الآية هو فتح مكة الذي هو أم فتوحاته " ص " في زمن حياته والنصر الباهر الذي انهدم به بنيان الشرك في جزيرة العرب . ويؤيده وعد النصر الذي في الآيات النازلة في الحديبية " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا " الفتح
: 3 فإن من القريب جدا أن يكون ما في الآيات وعدا بنصر عزيز يرتبط بفتح الحديبية وهو نصره تعالى نبيه" صلى الله عليه وآله وسلم" على قريش حتى فتح مكة بعد مضى سنتين من فتح الحديبية . وهذا الذي ذكر أقرب من حمل الآية على إجابة أهل اليمن الدعوة الحقة ودخولهم في الاسلام من غير قتال ، فالأقرب إلى الاعتبار كون المراد بالنصر والفتح نصره تعالى نبيه " ص " على قريش وفتح مكة ، وأن تكون السورة نازلة بعد صلح الحديبية ونزول سورة الفتح وقبل فتح مكة .