دروس أخلاقية : الغيبة الدرس الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم

الغيبة :
وهي أن يذكر الغير بما يكره لو بلغه. سواء كان ذلك ينقص في بدنه أو في أخلاقه أو في أقواله، أو في أفعاله المتعلقة بدينه أو دنياه، بل وإن كان ينقص في ثوبه أو داره أو دابته.
روي عن رسول الله (ص) أنه قال: " هل تدري ما الغيبة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " ذكرك أخاك بما يكره "، قيل له: أرأيت ان كان في أخي ما أقول؟ قال: " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته ".
وما روي: " انه ذكر رجل عنده، فقالوا: ما أعجزه! فقال (ص): اغتبتم أخاكم، قالوا: يا رسول الله، قلنا ما فيه. قال: إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه ".
وما وري عن عائشة قالت: " دخلت علينا امرأة، فلما ولت، أومأت بيدي انها قصيرة، فقال (ص): اغتبتيها ".
وما روى انها قالت: " إني قلت لامرأة مرة وأنا عند النبي (ص): إن هذه لطويلة الذيل. فقال لي: الفظي الفظي! فلفظت مضغة لحم ".
وقد روي: " ان أحد الشيخين قال للاخر: إن فلاناً لنؤم، ثم طلبا أدماً من رسول الله ليأكلا به الخبز. فقال: (ص): قد ائتدمتما. فقالا: ما نعلمه، فقال: بلى ! إنكما أكلتما من لحم صاحبكما ".
وأما ما روى عن الصادق (ص) انه قال: " صفة الغيبة أن تذكر أحداً بما ليس هو عند الله بعيب ويذم ما يحمده أهل العلم فيه. وأما الخوض في ذكر الغائب بما هو عند الله مذموم وصاحبه فيه ملوم، فليس بغيبة، وإن كره صاحبه إذا سمع به وكنت أنت معافى عنه وخالياً منه. وتكون في ذلك مبيناً للحق من الباطل ببيان الله ورسوله، ولكن على شرط ألا يكون للقائل بذلك مراد غير بيان الحق والباطل في دين الله عز وجل وأما إذا أراد به نقص المذكور بغير ذلك المعنى، فهو مأخوذ بفساد مراده وان كان صواباً " فهو مخصوص بما إذا لم يكن صاحبه عالماً بقبحه، أو كان ساتراً على نفسه كارهاً لظهوره.
ويدل على ذلك ما روي عنه (ع) أيضاً، أنه سئل عن الغيبة، فقال: " هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وثبت عليه أمراً قد ستره الله عليه لم يقم فيه حد ". وقال (ع): " الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وأما الأمر الظاهر فيه، مثل الحدة والعجلة، فلا ".
وقال الكاظم (ع) " من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس، لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس، اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته
حقيقة الغيبة :
هو أن يذكر الغير بما يكرهه إذا سمعه، سواء كان ذلك بنقص في نفسه أو بدنه. أو في دينه أو دنياه، أو فيما يتعلق به من الأشياء، وربما قيل إنه لا غيبة فيما يتعلق بالدين، لأنه ذم من ذمه الله ورسوله، فذكره بالمعاصي وذمه جائز.
وأيد ذلك بما روى: " أنه ذكر عند رسول الله امرأة وكثرة صومها وصلاتها ولكنها تؤذي جيرانها. فقال: هي في النار ".
وذكرت امرأة اخرى بأنها بخيلة، فقال: " فما خيرها اذن؟ ".
ولا ريب في بطلان هذا القول: لما عرفت من عموم الادلة. وما ورد من ذم الأشخاص المعينة في كلام الله وكلام حججه إنما هو لتعريف الاحكام وتبيينها، وسؤال الأصحاب عنهم وذكرهم بالمعاصي، إنما كان لحاجتهم إلى معرفة الأحكام لا للذم وإظهار العيب، ولذا لم يكن ذلك إلا في مجلس الرسول (ص). أو الائمة ـ عليهم السلام ـ.
النهاية .. نلقيكم في الدرس القادم .
بسم الله الرحمن الرحيم ~ اللهم صل على محمد وآل محمد ~
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن .. صلواتك علية وعلى آبائه .. في هذه الساعه .. وفي كل ساعة .. ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً .. ودليلاً وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا .. برحمتك ياأرحم الراحمين .
يارب بحق محمد وآل محمد وفقني } ~
|