" بقيت يا صاحبي عشرة أيام، ورجلي هذه، وأشار إلى اليسرى، مرفوعة إلى العلاء بحبل، بعد أن احتبس فيها الدم واعتصم، وأبى أن يدور، وذلك بسبب انخفاض السكر أو ارتفاعه لا أدري... وتهدّد الجسد كلّه، لا الرجل، عندها اجتمع الأصدقاء من الأطباء إليّ في البيت، وكان القرار بالقطع... ولم أعترض إنما قلت : لديّ مشوار إلى عليّ ، فإن قطعتم، فكيف أمشي؟ ولم يفهموا.. إلا صديقتك جورجيت -يعني السيدة قرينته- فقد قالت : كفى بربك ! ودعنا الآن من الشعر، فالمسألة فيها حياتك، يعني نحن جميعًا! وأجبتها : ولأنها كذلك، فهذا موقفي ! وأكمل : ثم انصرفوا، وبعد يوم واحد، فككت رجلي من المشنقة، وقمت ولم أعُدْ بعدها للفراش... أفلا ترى أن الإمام هو الذي أمرني بالرحلة، فكيف أتخلّف ! ثم إلا ترى أنه كان كما يجب، فكيف لا أكون كما يُحبُّ، وبخاصة كما يجب ؟! وأضاف: يا أبا فيصل، لن توحش الطريق، ما دام فيها ذلك الرفيق!.." ثم كتب بعد ذلك ديوانه " في محراب علي " . ( والبقية تأتي ) ...