عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-26-2010, 11:40 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5405 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الآية الأولى : قوله تعالى { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ }



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم


الآية الأولى : قوله تعالى { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } سورة محمد (صلى الله عليه وآله) الآية 30

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} لأنَّ كلَّ جماعة لها أسلوبٌ خاصٌّ في الكلام يُعبِّر عن طريقتها في التفكير والتحرك، فللمؤمنين طريقتهم التي تُعبِّر عن وضوح الفكرة التوحيديَّة واستقامة الطريق في هذا الخط، وللكافرين طريقتهم الوثنيَّة التي تُعبِّر عن المستوي المتخلِّف في عبادتهم للأصنام، وللمنافقين طريقتُهم المتلوِّنة المتحركة القلقة الخائفة المذعورة، التي لا تستقر على موقف ولا تثبت على قاعدة (1).

أقول: إنَّ ما ذكره السيد محمد حسين فضل الله جيدٌ، ولكنَّ الأمرَ أعمقُ مما ذكره.

صحيح بأنَّ المنافقَ مُذبذَبٌ لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ولكنَّ المولى سبحانه قد أعطى علامةً فارقةً واضحةً لكلِّ أحد، بحيث لا يحتاجُ الأمرُ إلى تأمُّلٍ فكريٍّ، أو إلى حدسٍ فوق العادة، أو وحيٍ من السماء.

ولكنْ مما ينبغي أن نُشير إليه أولاً، أنَّ الآيةَ لا يُقصد منها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فإنه (صلى الله عليه وآله) بإجماع أبناءِ الفرقة الناجية يعلمُ بحقٍّ وعن حقٍّ ومن عند الحقِّ تعالى، وإنما الآيةُ تحكي من خلال الخطاب للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) عن وجودِ علامةٍ لمعرفة أهلِّ النفاق، قد عرَّفها المولى سبحانه للناسِ المؤمنين به وبما أنزله على حبيبه (صلى الله عليه وآله).

فللمنافِقِ كما لغيره علاماتٌ لا يهتدي إليها إلا الأوحديُّ من الناس، وفي المقابِل قد هدى اللهُ تعالى خلقَه إلى علاماتٍ واضحةٍ تتميماً للُّطفِ والحُجَّةِ.

ونحن كما لا نرضى بأن يُستهزَأ بنا لنُصدِّق شخصاً ـ كالشافعي مثلاً ـ يدَّعي الحبَّ لأهل البيت (عليهم السلام) ولا نراه إلا مُحجِماً عن الرجوع إليهم والأخذ عنهم، فكذلك لا نرضى بأن يُستهزَأ بنا، ليقال: بأنَّ فلاناً من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثلاً كان مؤمناً، وقد ثبت أنه مكذِّبٌ تكذيباً عمليَّاً لبعض ما جاء به الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).

نعم من السذاجة بمكان، أن ننتظر من أحدٍ من المسلمين أن يقولَ بأنه يُبغِضُ علياً (عليه السلام) بصريح العبارة حتى نجزِمَ بكونه منافقاً، فإنَّ لتجسيد بُغضِ أهل البيت (عليهم السلام)، طرقاً وأساليبَ يعرفها أهلُها، ونعرفهم جيداً بها.

ولعلَّ من أبرز مصاديق البُغضِ، ما عهدناه من الغاصبين للخلافة ومن أَتباعهم ومن اليوم الأول، ما جهدوا به أنفسهم من إقصاء عليٍّ (عليه السلام)، ومن تكذيبهم لما ثبت عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حقه.

وأيضاً قد عرفنا بعضهم بكونه مُبغِضاً لأئمة الهدي (عليهم السلام)، من خلال عدم تصديقهم بهم، وقد أُقِيمت الحُجَّةُ عليهم واستيقنتها أنفسُهم وجحدوا بها.

ولتعرِفَنَّهم في لحن القول، ومن لحن القول كتطبيقٍ للمعنى اللغوي بحسب ما ينقدح في ذهننا في هذه العجالة، هو تحريفُ الحقِّ، وإخفاءُ الحُجَّةِ، وتركُ الانقياد لمَن أمرَ سبحانه بالانقياد لهم والرجوع إليهم.

وتركُ الانقياد لأئمة الهدي (عليهم السلام) على أنحاء، ولعلَّ من أخبث ما يعتمِدُهُ أربابُ النفاقِ هو إظهارُ الحبِّ لعليٍّ وبنيه (عليهم السلام)، ولكنهم لا نري في ما يكتبوه ويحفظوه ذكراً للصفوة من الخلق (عليهم السلام)، إلا في المقدار الذي إن لم يذكروهم فيه، فسيكون فاضحاً لأمرهم.

فهل ترى أنَّ ابن كثير كان يستطيع أن يُنكِر إسلامَ عليٍّ (عليه السلام)؟ ولكنه كان للشيطان قريناً، فعمد إلى إنكار أولِ منقبةٍ لعليٍّ (عليه السلام)، وهو أنه (عليه السلام) كان أولَ المسلمين.

وهكذا الحالُ في مَن يشاكِلُه ويجانِسُه، فإنهم لا يعمدون إلى التصريح ببعض ما تنطوي عليه سرائِرُهم، ظناً منهم أنَّ ذلك يخفى على ذوي العقول.

هذا ونحن الذين اعتقدنا بأئمة الهدي من آل محمد (عليهم السلام)، لا نتأوَّلُ آيةً هنا أو حديثاً هناك، إلا بعد البحثِ عما ورد عنهم (عليهم السلام)، فإننا بهذا أَمَرَنا ربُّنا.

فما هو المراد من اللحن في القول في الآية، هل هو الطريقةُ المتلوِّنةُ القلِقةُ كما ذكر السيد محمد حسين فضل الله، أو أنه أمرٌ آخر؟



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








آخر تعديل السيد عباس ابو الحسن يوم 10-26-2010 في 11:45 PM.
رد مع اقتباس