[ 45 دلالته ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س)
- السيد هاشم الهاشمي - ص 89
سند حديث الكفؤ :
والأحاديث السابقة وإن كانت ضعيفة السند ولكن مر علينا وسيأتي أيضا في مبحث
كسر الضلع أن المقياس في الاخذ بالأحاديث ليس هو ملاحظة الصحة السندية فقط ،
فهناك القرائن العديدة التي تشهد لصحة الخبر بما فيها روح الحديث ولفظه الذي يشهد
بصدوره من المعصوم ، ولهذا تحدث السيد الخوئي عنه بأسلوب القطع ، بصدوره من المعصوم ، ولهذا تحدث السيد الخوئي عنه بأسلوب القطع ، علما بأن فضل
الله قد أقر في عدة مناسبات بمضمون الأحاديث السابقة ( 2 ) ، ولكن يبدو أنه لم يدرك
معناها فاعتبر تفضيل الزهراء عليها السلام على السيدة مريم عليها السلام من الكلام السخيف !
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحديث قد رواه أهل السنة أيضا كما نقله الأربلي عن
كتاب ( الفردوس ) عن النبي صلى الله عليه وآله ( 3 ) وكذلك الخوارزمي في ( مقتل الحسين ) ( 4 ) .
دلالة حديث الكفؤ : أما من ناحية دلالة الحديث فقد قال المولى محمد صالح
المازندراني المتوفي سنة 1081 ه : ( المقصود أن فاطمة عليها السلام أفضل من آدم فمن دونه مع
قطع النظر عن حرمة النكاح أو حله ، فلا يرد أنها عليها السلام كانت حراما على آدم عليه السلام ، وإذا
كانت عليها السلام أفضل من الرجال فهي أفضل من النساء أيضا ، وقد رويت في ذلك أخبار
من العامة والخاصة ، أما من طريق الخاصة فظاهر ، وأما من طريق العامة فكما رواه
مسلم عنه صلى الله عليه وآله قال : ( إنما ابنتي - يعني فاطمة - بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها ) ، وعنه
أيضا : ( يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ) ، وفي رواية أخرى : ( أن
تكوني سيدة نساء هذه الأمة ) ، وأمثال ذلك كثير . قال القرطبي : ( حسبها ما بشرها به
من الكرامة وأخبرها بأنها سيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء أهل
الجنة ، وبه يحتج من فضل فاطمة رضي الله عنها على عائشة ، ثم قال عياض :
واختلف في أن عائشة أفضل من فاطمة أو بالعكس ، فقيل بالأول لان عائشة مع النبي
في درجته وفاطمة مع علي في درجته ، ودرجة النبي أرفع من درجة علي ، وقيل
بالعكس للروايات المذكورة ونحوها ، وتوقف الأشعري في المسألة وتردد فيها ) . إنتهى .
أقول : قد أخطأ في اعتبار النسبة بينهما إذ لا نسبة بين النور والظلمة . . . ) ( 5 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 89 ›
( 1 ) كشف الغمة : ج 2 ، ص 85 .
( 2 ) راجع الندوة : ج 1 ، ص 59 ونشرة فكر وثقافة العدد 57 عن محاضرة بتاريخ 11 جمادى الأولى 1418 ه الموافق
13 / 9 / 1997 م ، ونشرة بينات العدد 51 عن خطبة بتاريخ 17 جمادى الأولى 1418 ه الموافق 19 / 9 / 1997 م ،
ولكننا لاحظنا أنه كان يحذف منها قوله عليه السلام : ( آدم فمن دونه ) ، ولعل الحذف خاضع لاستحساناته المعهودة !
( 3 ) كشف الغمة : ج 2 ، ص 100 .
( 4 ) مقتل الحسين : ج 1 ، ص 66 .
( 5 ) شرح أصول الكافي : ج 7 ، ص 216 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|