المسالة الاولى التي خالف فيها العلماء وهي قيمة المعرفة وقوام الايمان
[ 17 قيمة المعرفة وقوام الايمان ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س)
- السيد هاشم الهاشمي - ص 45 – 46
الفصل الأول :
قيمة المعرفة عقد الشيخ الصدوق بابا خاصا في كتابه ( عيون أخبار الرضا عليه السلام ) تحت عنوان ( ما جاء عن الرضا عليه السلام في الايمان وإنه معرفة بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان ) أورد فيه ستة أحاديث بهذا المضمون ، ونكتفي بذكر واحدة منها لما لها علاقة بمحل بحثنا في هذه المسألة .
قال الشيخ الصدوق : حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمد البزاز ، قال : حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليهم السلام ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( الايمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان ) .
قال حمزة بن محمد العلوي ( رضي الله عنه ) ، وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول : وسمعت أبي يقول : وقد روى هذا الحديث عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح ، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام مثله . قال أبو حاتم : لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرأ ( 1 ) .
وهذا الحديث يؤكد على أن قوام الايمان على ثلاثة أمور هي : التصديق والعقد القلبي ، والاقرار أو التلفظ باللسان ، والعمل .
ومما لا شك فيه أن الآيات والروايات قد أطبقت على ضرورة عدم الانفكاك بين الاعتقاد القلبي والعمل ، قال تعالى : ( ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ) ( 2 ) ، وقال عز وجل : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم
ربهم بإيمانهم ) ( 3 ) ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : ( الايمان ما وقر في القلوب وصدقته الاعمال ) ( 4 ) ، وروي عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال : ( الايمان والعمل أخوان توأمان ورفيقان لا يفترقان ، لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه ) ( 5 ) ، واعتبرت بعض الروايات صدور العمل لا عن الاعتقاد الحق من النفاق . كما أكد القرآن الكريم أيضا
‹ صفحة 46 ›
على تقارن الاعتقاد مع القول وحذر من تغايرهما ، قال الله سبحانه : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين ) ( 1 ) ،
وقال عز وجل : ( قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ) ( 2 ) ،
وجاءت الآيات والأحاديث لتؤكد على تقارن القول والعمل والنهي عن فصل أحدهما عن الاخر ، قال تعالى : ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا ) ( 3 ) ، وقال عز وجل : ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) ( 4 ) ، وقال عز من قائل : ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ( 5 ) ،
وروى عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه الباقر عليهما السلام ، قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : ( الايمان قول وعمل ، أخوان شريكان ) ( 6 ) .
ولو تتبع الانسان في نفسه مراحل الايمان لوجد أنها تبدأ بالعقد القلبي الذي يدعوه إلى الاقرار بما صدق به ثم العمل وفق ما اعتقده ، وهو سير طبيعي في جميع الناس الذين يؤمنون بأديان ومذاهب مختلفة .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 45 ›
( 1 ) عيون أخبار الرضا : ج 1 ، ص 227 ، ح 5 . وكذلك روى مثله في معاني الاخبار : ص 186 ، ح 2 . وراجع أيضا
أمالي الطوسي : ص 36 ، ح 39 ، ص 448 ، ح 1001 - 1004 ط دار الثقافة ) .
( 2 ) الآية 75 من سورة طه .
( 3 ) الآية 9 من سورة يونس .
( 4 ) البحار : ج 50 ص 208 . تحف العقول : ص 276 .
( 5 ) غرر الحكم : ص 55 .
‹ هامش ص 46 ›
( 1 ) الآية 8 من سورة البقرة .
( 2 ) الآية 14 من سورة الحجرات .
( 3 ) الآية 33 من سورة فصلت .
( 4 ) الآيتان 2 و 3 من سورة العنكبوت .
( 5 ) الآيتان 2 و 3 من سورة الصف .
( 6 ) قرب الاسناد : ص 15 ط مكتبة نينوى ، ص 25 ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام .
( 7 ) تحف العقول : ص 276 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|