الغرض من طرح الموضوع
[ 9 الغرض من طرح الموضوع ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س)
- السيد هاشم الهاشمي - ص 24 – 25
3 - الغرض من طرح الموضوع
قال في جوابه الأول : ( إن المسألة كلها تدخل في نطاق التساؤلات التحليلية لمثل هذه
المسألة في أبعادها التاريخية سواء من ناحية السند أو المتن أو الأجواء العامة ، وإنني أعتقد أن
إثارة هذه التساؤلات تدفع الكثيرين للبحث ولتركيز المسألة من ناحية علمية ، لأننا إذا
استطعنا أن نصل بها إلى التحقيق الدقيق الذي يضع القضية في نصابها الصحيح فإننا نركز
علاقتنا بالمأساة على أساس علمي خاضع للنقد والتحليل ) .
وقال في جوابه الرابع : لذلك كنت أحاول دراسة الموضوع تاريخيا من جهة السند ومن
حيث المتن ومن خلال بعض التحليلات التاريخية ، فكان الجواب في ذلك المجتمع النسائي
الصغير مختصرا وسريعا على نحو إثارة الاحتمال . . . وإنني أعتقد أن علينا أن نبحث هذه
الأمور بطريقة علمية قبل أن يبحثها غيرنا من أعداء أهل البيت بطريقة عدوانية ، ولا أتصور
أن البحث العلمي في هذه الأمور يختلف عن البحث العلمي الأصولي والفقهي والكلامي ،
ولا أتصور أن النتائج فيه أيا كانت تختلف عن النتائج هناك ، فإذا كانت الغوغاء هي
الأساس في تقويم الأمور فإن ذلك يمنع من كثير من الأبحاث التي تؤكد الحقائق ، وإنني
أدعو جميع إخواني العلماء والباحثين إلى دراسة هذه الأمور بالدقة والتحقيق لان ذلك هو
سبيل الوصول إلى الصواب ، وهو الطريقة المثلى لتأكيد تراثنا بالطريقة المثلى على أساس
الحق والواقع ) .
وقال في جوابه الخامس : ( لان المسألة إنني أثرت علامة استفهام وأبديت بعض
التحفظات من أجل إثارة البحث حولها ، خاصة وإن ما نعرفه من جمهور المسلمين الشيعة -
في احتفالاتهم بالزهراء عليها السلام - أنهم يتحدثون عن ذلك بشكل يوجب الثقة حتى بالحديث
الضعيف ، وأن المسألة يقينية لا تحتمل الخلاف أبدا ) .
‹ صفحة 25 ›
وقال في الشريط المسجل : ( وقد يقول إنسان لماذا إثارة هذه القضايا مثلا ؟ لولاه الناس
( هؤلاء الناس ) الذين يصطادون في الماء العكر ويستغلون أيام وفاة الزهراء وولادة الزهراء
في مخاطبة غرائز الناس وعواطف الناس وإيمان الناس ما أحد ( لم يكن أحد ) سمع فيها
( بها ) لأنها ليست من الأمور التي تشكل عمقا وأهمية لنا ، بس في بعض الحالات واحد
يجي يسأل سؤالا وبعض الناس يحاول . . . ( كلمة غير واضحة . . . ) .
وقال أيضا في الشريط المسجل : ( وأنا أنصح وقلت هذا في إيران في المجمع العالمي لأهل
البيت في آخر سفر لي ، قلت : إذا لم تناقشوا قضاياكم وإذا لم نناقش نحن قضايانا بطريقتنا
الخاصة فسيناقشها الآخرون ويسقطون القضايا ) .
وقال أيضا في الشريط المسجل : ( ولذلك تحدثت في مقام شرح موقف وجهة نظري ،
وإلا فهذه القضية ليست من المهمات التي أهتم بإثباتها ونفيها لا من ناحية علمية ولا من
ناحية سياسية ) .
ولنا على كلامه عدة ملاحظات :
الأولى : إن هناك تنافيا ظاهرا في إثارة الموضوع بين عدم كون الحديث جماهيريا وبين
كون الجماهير هي المعنية بالامر فهو يقر بأن ( جمهور الشيعة يتعاملون معه معاملة
المسلمات ) ؟
الثانية : إذا كان الغرض هو إثارة الموضوع علميا فهل كان الواجب طرحه على المحققين
والعلماء المتخصصين في شؤون التاريخ أم على مجموعة صغيرة من النساء ؟ ! وخصوصا إنه
يقول في جوابه الثاني ( إنني أعتقد إن إثارة مثل هذه المسألة التي مضى عليها وقت طويل
في مجلس محدود حتى إنها ليست معروفة لدينا في لبنان بشكل عام ) ؟ ! فلماذا بادر إلى
طرح الموضوع غير المعروف في الأجواء العامة ، لا بلحاظ عدد الحضور ، بل بلحاظ عدم
معرفة الحضور بالموضوع ؟
الثالثة : إذا كان فضل الله لا يهتم بإثبات القضية من ناحية علمية - كما يقول في الشريط
المسجل - فهل يحق له بعد ذلك أن يطرح الموضوع لإثارته لان ذلك يدفع الآخرين لتركيز
المسألة من ناحية علمية كما جاء في الجواب الأول والخامس ؟ بل ألا يعتبر قوله السابق غريبا
مع قوله في الجواب الرابع : ( إنني أعتقد إن علينا أن نبحث هذه الأمور بطريقة علمية ) ؟ وما
هو إلا ( بقبقة في زقزقة ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 24 ›
( 1 ) راجع الملحق رقم : 11 و 13 .
( 2 ) راجع الملحق رقم 12 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|