الدعاء في بعض كلمات الامام الصادق ع
[ الدعاء ]
الإمام جعفر الصادق (ع)
- عبد الحليم الجندي - ص 341 – 342
الدعاء
منهج أهل البيت في إصلاح الدنيا هو المعرفة . وأولها معرفة الخالق جل شأنه بالعقل ، وتثبيت الفهم بالخشوع والتقوى . فليس في غير هما قناعة أو جدوى .
يقول عليه الصلاة والسلام وعلى آله ( أعوذ بالله من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ) .
وفي ذات يوم ذهب قوم يقولون للإمام الصادق : ندعو . فلا يستجاب لنا !
فأجاب ( لأنكم تدعون من لا تعرفونه ) فمعرفة الله مطهرة للحياة وصلة وثقى بين الرجاء والرضى وبين الدعاء والاستجابة .
والدعاء تزكية للنفس وسبيل لها إلى خالقها - بإخلاص تام - فهو ترياق من نفس الإنسان ومعراج إلى رضاء السماء بالالتجاء الكامل إلى الله ، والانفصال في وقت الدعاء وحواليه عن الرذيلة . فإذا تعددت أوقاته ، تكرر الانفصال مما يشين . وازداد العبد قربا . وأوقات قرب ، من خالقه سبحانه .
بالتكرار ، وإخلاص النية .
- ومن أجل ذلك يبرز الدعاء في مناهج الشيعة . و
مؤلفاتهم كالصحيفة السجادية - نسبة إلى زين العابدين وفيها عشرات الأدعية . والبعض يسميها مزامير أهل البيت - ومصباح التهجد ومختصر المصباح وهما من مؤلفات الطوسي .
ومن ضروب التربية العصرية الإيحاء إلى الذات . .
وفي الدعاء إيحاء ورجاء ، وتوجه إلى الله ، وسعى لمرضاته . وللأئمة دعوات مأثورة ، تحويها صحف مشهورة ، ولها مناسبات معلومة وأوقات تمارس فيها .
في الاصباح والأمسية والأيام والليالي والشهور . كأدعية ليلة الجمعة ، أو رجب أو شعبان أو رمضان .
وللصادق ‹ صفحة 342 › أدعية تتردد في كتب الصوفية . فيها الإيحاء العميق بالفضائل إلى نفس من يدعو ، في موقف يعلم أن الله حاضره .
وأنه المرجو سبحانه . فهي أدلة إصلاح نفساني مقطوع النظير ، فوق أنها نداء ، يتعالى نحو السماء ، في التماس المغفرة . يقول " الشعبي " شيخ المحدثين من أهل السنة ( عجبت ممن يقنط ومعه الممحاة ) . قيل وما الممحاة . ( قال الاستغفار ) .
ولقد كان الصادق يدعو الله في كال أوقاته . ومنها لقاءاته مع أبي جعفر حيث كان يدعو الله قبل أن يدخل عليه . فيثبت الله جنانه . ويحيل بطش الجبابرة إلى ما يشبه طنين الذباب . ومن المأثور عنه قوله " إن الدعاء يرد القضاء . وإن المؤمن ليذنب فيذهب بذنبه الرزق " .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|