عرض مشاركة واحدة
قديم 08-31-2010, 11:21 AM   #4
محمود الحسيني
مشرف عام


الصورة الرمزية محمود الحسيني
محمود الحسيني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 25
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 11-28-2010 (10:18 PM)
 المشاركات : 256 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



واخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا العباس بن محمد الدورى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبى جعفر المدينى قالسمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف :
(( إن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ادع الله أنيعافيني فقال ان شئت أخرت ذلك وهو خير وان شئت دعوت قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلىركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول اللهم أنى أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد أنى توجهت بك إلى ربىفي حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في وشفعني فيه)) .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في التلخيص .[1]
وأخرجه في عدة مواضع بالمستدرك بأسانيد أخرى قال في أحدها : (( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) وقال في آخر : (( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي في الموضعين .[2]
وقد صرح ابن تيمية بصحة الحديث وقال : وقد روى الترمذي حديثا صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه علّم رجلاً أن يدعوا فيقول :
(( اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد ، يا رسول الله ، إني أتوسل بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي ، اللهم شفعه فيّ)) .[3]

أخرج البخاري في صحيحه بالإسناد عن أنس بن مالك :
(( أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا أستسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال : اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا . قال : فيُسقون)) .[4]
وقد صرح جمع من علماء السنة منهم الألباني والإرناؤوط والحاكم والذهبي والترمذي وغيرهم من العلماء بصحة هذا الحديث وبهذا الحديث تصريح واضح بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم الصحابة كيفية التوسل وان التوسل مشروعيته ثابتة في القرآن والسنة النبوية .
ولم نرى احد من السلف والعلماء قبل ابن تيمية ادعى بحرمة التوسل وقد صرح الإمام احمد بجواز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
يقول أبو الحسن المرداوي الحنبلي في الإنصاف[5] : يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب ، وقيل يستحب . قال الإمام أحمد للمروذي : يتوسل بالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم في دعائه ، وجزم به في المستوعب وغيره ، وجعله الشيخ تقي الدين كمسألة اليمين به قال والتوسل بالإيمان به وطاعته ومحبته والصلاة والسلام عليه وبدعائه وشفاعته ونحوه مما هو من فعله أو أفعال العباد المأمور بها في حقه مشروع إجماعا وهو من الوسيلة المأمور بها في قوله تعالى : )اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة [6]( .
فهل تستطيعون ان تقولوا إنكم فهمتوا الأدلة أكثر من الإمام احمد وان العلماء الذين لم يردوا على الإمام احمد وخصوصا ان في تلك الفترات ان من يأتي بأمر فيه خلاف الشريعة يرد عليه بحزم بحيث يصل الأمر إلى الاستتابة وإلا تضرب عنقه كما قال ابن ابي ذئب عند معارضته لحكم أفتى به الإمام مالك فقال (( يستتاب مالك وإلا تضرب عنقه ) وعدم الرد على الإمام احمد يكشف عن الإجماع , فهل يقولوا أن الإمام احمد مشرك أو تكفيركم للناس جاء من طريق الجهل وان التوسل ثابتة بالقرآن والسنة وسيرة السلف .
والآلوسي في روح المعاني يقول :
(( ... وبعد هذا كلـه لا أرى بأساً في التوسـل إلى الله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى حياً وميتاً ، ويراد معنى يرجع إلى صفة من صفاته تعالى ، مثل أنْ يراد به المحبة التامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته ، فيكون معنى قول القائل : إلهي أتوسل إليك بجاه نبيك صلى الله عليه وسلم أنْ تقضي لي حاجتي ، إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي ، ولا فرق بين هذا وقولك : إلهي أتوسل برحمتك أنْ تفعل كذا ، إذْ معناه أيضاً : إلهي اجعل رحمتك وسيلة في فعل كذا ، بل لا أرى بأساً بالإقسام على الله تعالى بجاهه صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى ، والكلام في الحرمة كالكلام في الجاه ، ولا يجري ذلك في التوسل والإقسام بالذات ، نعم لم يعهد التوسل بالجاه والحرمة عن أحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم .
إلى ان يقول : إنّ التوسل بجاه غير النبي صلى الله عليه وسلم لا بأس به أيضاً إنْ كان المتوسل بجاهه مما علم أنّ له جاهاً عند الله تعالى كالمقطوع بصلاحه وولايته ... ))[7] .
وهل يقولوا أن الآلوسي مشرك شرك اكبر , وهناك كثير من العلماء قد صرحوا بجواز التوسل ولكن نكتفي إلى هنا لعدم الإطالة .
الأمر الثاني الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم شرك اكبر وعلى أساس ذلك أبحتم دماء المسلمين من غير دليل ومزقتم الأمة من غير دليل والأدلة دالة على جواز الاستغاثة كما قال إخوة يوسف ((إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ))[8]
وقد اخرج عدة من الحفاظ بسند صحيح منهم أبي يعلى في مسنده قال : حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا بن وهب عن أبي صخر أن سعيدا المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات
[1] المستدرك على الصحيحين ج1 ص458 ح1180 من الطبعة الحديثة .

[2] المستدرك على الصحيحين ج1 ص519 ، وص 526 ، 527 ط1 ، وج1 ص707 ، 708 ح1929 ، 1930 من الطبعة الحديثة ، وراجع أيضا مسند أحمد بن حنبل ج4 ص138 ط1 .

[3] كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية 171 . ط دار الكتاب العربي/ بيروت .

[4] فتح الباري ج7 ص96 ح3710 .

[5] الإنصاف فيما ترجح من الخلاف ج2 ص 456 ط. دار إحياء التراث العربي / بيروت .

[6] المائدة المائدة 35

[7] تفسير روح المعاني ج4 ص 187 , 188 ط. دار الفكر / بيروت .

[8] يوسف 8 .


 
 توقيع : محمود الحسيني

اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا.

إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم


رد مع اقتباس