أتزوج عمر من بنت علي ع او من بنت ابي بكر
المخالف : وما هو هذا الأمر يا ترى ؟.
الموالي : الأمر الذي تبين لي بان السنة التي ذكر فيها زواج عمر من أم كلثوم غير صحيح قد تقول لي : كيف ذلك وهناك شبه إجماع على هذه المسألة ؟!!.
فأقول تأملوا معاي فيما ذكر متى خطب عمر أم كلثوم بنت علي (ع) ، الواضح إنه بعد بعد أن رد عليه بعدم الموافقة علي بنت أبي بكر فهلموا معي لنعرف متى توفي أبوبكر بن أبي قحافة ، فنجد أن الوفاة كانت في سنة 13من الهجرة في جماد الآخرة وكانت زوجته حامل بأم كلثوم فتوقع في سنة 17من الهجرة كم كان عمر أم كلثوم بنت أبي بكر يكون عمرها على أكثر التقادير أربع سنوات ، فهل يعقل ذلك أن رجل خليفة وأمير للمؤمنين يخطب بنت عمرها أربع سنوات.
أعتقد إنه لا يمكن ذلك فلابد وأن نقول : بأنه خطبها في أواخر حياته عندما كان عمرها 8 أو 9 سنوات وهذا لا يكون إلاّ في السنة 21 أو 22 من الهجرة ، وهذا ما يؤكد ما قلناه سابقاً من أن المرأة التي تزوجها عمر ليست بنت علي بن أبي طالب (ع) ومن هنا بدأت الأمور تتضح أكثر إلينا حول البنت التي تزوجها عمر وإنها هي بنت أبي بكر وليس بنت علي (ع).
وعلى هذا سوف تنحل مشكلة بعض الروايات الصحيحة المتواجدة عند الشيعة والتي تفيد وقوع الزواج ، وبالخصوص ما ورد في الكافي الناصة على أن أمير المؤمنين قد ذهب إلى بيت عمر بعد وفاته وأرجعها إلى البيت ، فتبين لنا بإن من أرجعها الأمير هي ربيته أم كلثوم بنت أبي بكر ، والظاهر أنها تربت في بيت الإمام علي (ع) والدليل على أنها تربت في بيت أمير المؤمنين (ع) مايلي : من الأقوال :
- قال الطبري في تاريخه : وخطب أم كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة وأرسل فيها إلى عائشة فقالت : الأمر إليك فقالت أم كلثوم لا حاجة لي فيه فقالت لها عائشة ترغبين عن أمير المؤمنين قالت : نعم إنه خشن العيش شديداًًً على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته فقال : أكفيك فأتى عمر فقال : يا أمير المؤمنين بلغني خبر أعيذك بالله منه قال : وما هو قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر قال : نعم أفر غبت بي عنها أم رغبت بها عني قال : لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبابكر في ولده بغير ما يحق عليك قال : فكيف بعائشة وقد كلمتها قال : أنالك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ( تاريخ الطبري ج:2 ص:564 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : وخطب أم كلثوم إبنة أبي بكر الصديق إلى عائشة فقالت أم كلثوم : لا حاجة لي فيه إنه خشن العيش شديداًًً على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فقال : أنا أكفيك فأتى عمر فقال : بلغني خبر أعيذك بالله منه قال : ما هو قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر قال : نعم أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عني قال : ولا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أمير المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نرك ، عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبابكر في ولده بغير ما يحق عليك وقال : فكيف بعائشة وقد كلمتها قال : أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ( الكامل في التاريخ ج:2 ص: 450وص451 ).
فما ذكره الطبري وإبن الأثير يبين أنها نشأت تحت كنف أمير المؤمنين فمن هو هذا أمير المؤمنين أيقصد به الخليفة أبوبكر فهذا أمر غير ممكن لأنه متوفى وإسم أمير المؤمنين كحاكم لم يعرف في زمانه ولا يمكن أن يقصد به عمر لأنه هو الخاطب ولأنه جلف غليظ ، فلم يبق لدينا إلاّ الإمام علي (ع) لأنه قد ثبتت التسمية له أمير المؤمنين عن رسول الله (ص) كما مر في العدد الخامس حول من هو الأفضل فتكون إبنته لأنها تربت في بيته وتحت كنفه كما نص القوم على ذلك.
|