التناقض الاخر فيمن زوجها لعمر
المخالف : وما هو التناقض والإشكال الآخر في هذا التناقض في كيفية الخطبة ؟.
الموالي : نعم هناك إختلاف واضح في من قام بتزويج السيدة أم كلثوم من عمر واليكم الروايات في هذا الباب :
- فيقول : صاحب غوامض الأسماء : محمد بن علي : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي إبنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له إنه ردك فعاوده فقال علي : أبعث بها إليك فإن رضيت فهي إمرأتك فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها فقالت : مه لولا أنك أمير المؤمنين لطمت ، المصدر : ( غوامض الأسماء المبهمة ج:2 ص:788 ) ، فهذه الرواية وما كان على شاكلتها ولفظها ظاهرها إنه رده ولم تكن المسألة مسألة صغر وإلا لماقال : من قال : لعمر : إنه ردك فيا ترى لماذا رده لا أعلم.
- ولعل في بعضها قال له عمر : والله ما ذلك أردت 217 قال إبن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب إبنته أم كلثوم فأقبل علي عليه وقال : هي صغيرة فقال عمر : لا والله ما ذلك بك لكن أردت منعي فإن كانت كما تقول فإبعثها ، المصدر : ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:114 ).
وهذا نموذج آخر أيضاًً من الأخبار يكمل القصة ويبين أن الرفض ليس بسبب الصغر ، وإنما هو مجرد عدم إرادة لتحقيق الزواج فكان الإعتذار هنا لأنه يريدها لإبن أخيه.
- ففي فضائل الصحابة : 1069 - حدثنا : محمد بن يونس ، قثنا : المعلي بن اسدنا وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي أم كلثوم فقال : إنكحنيها فقال علي : إني أرصدها لإبن أخي جعفر فقال عمر : إنكحنيها فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصد فأنكحه علي فأتى عمر المهاجرين فقال : ألا تهنئوني فقالوا بمن يا أمير المؤمنين فقال : بأم كلثوم بنت علي وإبنة فاطمة بنت رسول الله إني سمعت رسول الله (ص) : يقول : كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة إلاّ ما كان من سبي ونسبي فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله (ص) سبب ونسب ، المصدر : ( فضائل الصحابة ج:2 ص:625 ).
فأتضح الأمر هنا بان الرفض ليس لأنها صغيرة وإنما لأنه لا يريدها له وإنما يريدها لأحد آخر أو إنه لا يريده أصلاًً وهو الأقرب ، فلقد ذكر الهيثمي وللطبراني في الأوسط أن عمر خطب إلى علي أم كلثوم فقال : إنها لصغيرة عن ذلك قلت فذكر الحديث فقال علي للحسن والحسين زوجا عمكما فقالا : هي إمرأة من النساء تختار لنفسها ( لعله هنا نقص فقام ) علي وهو مغضب فأمسك الحسن بثوبه ، وقال : الصبر على هجرانك يا أبتاه ، ورواه البزار بنحوه بإختصار قصة عقيل وفي المناقب أحاديث نحو هذا باب في المصدر : ( مجمع الزوائد ج:4 ص:272 ).
فلا أعرف لماذا أرجع الإمام الأمر للحسنين وهما صغيران ولماذا لم يقم هو بالعقد والزواج ، ولماذا غضباً إلا أن يكون هناك أمر غير طبيعي أو إن القصة مختلقة.
نواصل نقل الأمر والنقاش ونترك الحكم للقارئ الكريم وهذا قول آخر كما عن الذرية الطاهرة وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، حدثنا : حبيب كاتب مالك بن أنس ، حدثنا : عبد العزيز الداروردي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه مولى عمر بن الخطاب قال : خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فإستشار علي العباس وعقيلاً والحسن فغضب عقيل وقال لعلي : ما تزيدك الأيام والشهور إلاّ العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن فقال علي للعباس والله ما ذاك منه نصيحة ولكن درة عمر أحوجته إلى ما ترى أم والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني : عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله (ص) : يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي 177 المصدر : ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:115 ) وذكرها غير واحد منهم الهيثمي( مجمع الزوائد ج:4 ص:271 ).
وهذه الروية وما كان على شاكلتها من الروايات كسابقتها تشير إلى أن هناك أمر غير طبيعي في هذا الزواج رفض وخلاف في الأسرة لا أعرف له جواب وهناك تناقضات أخرى مهمة أتعرض إليها فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
________________________________________
المخالف : وهل بقي لديك إشكالات أخرى أم أنها قد إنتهت ؟.
الموالي : لا لم تنته بعد ولعل الإشكال القادم من الإشكالات المهمة جداً في البحث وله دور كبير في تغير مسار القضية.
|