الاخبار الضعيفة في الزواج
المخالف : ولكن ماذا ينفعكم أيها الشيعة من التركيز على نفي أن تكون أم كلثوم بنت علي هي بنت الزهراء ، لأن الذي يهمنا هو تثبيت الزواج بين بنت علي وعمر هذا هو الأمر المهم فقط ولا يهمنا غيره ، فهل سوف تدفعوه أو تبطلوا القول الدال عليه وهو أمر صريح وواضح أيضاًً ؟.
الموالي : على هذا الإشكال سوف يتبين لك أخي المستشكل لماذا يهمني نفي هذه النقطة في موردين المورد ، الأول : في نفي إمكان حصول الأولاد من تلك المرأة المزعومة ، وثانياً : عدم إمكان حصول النسب بالنبي (ص) ولعله أيضاًً سوف يثبت لدينا عدم صحة هذا الزواج !!.
________________________________________
المخالف : كيف سوف تنفي الزواج من أساسه وفيه الكم الهائل من الأخبار والموثقات التاريخية إنه لأمر عجيب منكم أيها الشيعة ؟!.
الموالي : أخي العزيز صحيح ما تقوله فإن من يطلع على هذه القضية من بعيد فأنه سوف يرى جبلاً ضخماً من الأدلة ، وهو أمر مخيف لأن الرائي من بعيد سوف يعتقد بأن هذا الجبل الهائل من الأدلة هي جبل من حجر وصخر ولكن لو أقترب من الأدلة فلربما يجد ذلك الجبل أنه جبل من رمل ومن الرمال المتنقلة من هنا وهناك.
________________________________________
المخالف : وكيف ذلك عزيزي ؟ فإني لم أعرف ما تقصد من هذه الكلمات !؟.
الموالي : أخي الفاضل سوف يكون الكلام من عدة جهات وفرضيات متعدده حتى نصل للمراد.
المخالف : وماهي تلك الجهات والفرضيات يا ترى ؟.
الموالي : سوف أقسم الأدلة الدالة على الزواج إلى أقسام :
الأول : مجموعة الأخبار الضعيفة والمرسلة.
الثاني : التناقض بين تلك الأخبار الدالة على الزواج.
الثالث : الكلام في الروايات الدالة على المهر.
الرابع : الروايات التي فيها سوء أدب وسوء خلق إتجاه أهل البيت (ع).
الخامس : البحث في الروايات الدالة على الإنجاب من المرأة المذكورة.
السادس : الروايات المتكلمة عن موت المرأة المذكورة هي وولدها وسوف أكون مختصراًً قدر الإمكان حتى لا يطول البحث ويمل القارئ الكريم.
المخالف : ومن أين سوف تكون البداية أيها الأخ العزيز ؟.
الموالي : أكيد من مجموعة الأخبار الضعيفة التي كثرت في هذا الزواج فمن هذه الأخبار كما يلي :
الأولى : قال إبن إسحاق : حدثني : عاصم بن عمر بن قتادة قال : خطب عمر إلى علي إبنته أم كلثوم فأقبل علي (ع) عليه وقال : إنها صغيرة ، فقال عمر : لا والله ما ذاك بك ولكن أردت منعي فإن كانت كما تقول فإبعثها إلي ن فرجع علي فدعاها فأعطاها حلة ، وقال : إنطلقي بهذه إلى أمير المؤمنين وقولي له : يقول لك أبي كيف ترى هذه الحلة ، فأتته بها فقالت له ذلك فأخذ عمر بذراعها فإجتذبتها منه ، وقالت : أرسلها فأرسلها وقال حصان كريم ، إنطلقي قولي له : ما أحسنها وأجملها ليست والله كما قلت فزوجها إياه : ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للطبري ص167 ) وهذه مرسله فما هو طريق المؤلف إلى عاصم.
الثانية : 13172 - وأخبرنا : أبو الحسين بن بشران ، أنبأ : دعلج بن أحمد ، ثنا : موسى بن هارون ، ثنا : سفيان بن وكيع بن الجراح ، ثنا : روح بن عبادة ، ثنا : بن جريج أخبرني : بن أبي مليكة أخبرني : حسن بن حسن ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب (ر) خطب إلى علي (ر) أم كلثوم فقال له علي (ر) : أنها تصغر عن ذلك فقال عمر سمعت رسول الله (ص) يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي فأحببت أن يكون لي من رسول الله (ص) سبب ونسب ، فقال علي (ر) لحسن وحسين زوجا عمكما فقالا : هي إمرأة من النساء تختار لنفسها فقام علي (ر) مغضباًً فأمسك الحسن (ر) بثوبه ، وقال : لا صبر على هجرانك يا أبتاه قال : فزوجاه ( 13162 سنن البيهقي الكبرى ج:7 ص:64 ) وهذه الرواية ضعيفة بروح بن عبادة وبوكيع بن الجراح.
الثالثة : قال محمد بن عمر وغيره : لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي إبنته أم كلثوم قال : يا أمير المؤمنين إنها صبية ، فقال : إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ، فأمر علي فصنعت ثم أمر ببرد قطعوه وقال : إنطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين ، فقولي : أرسلني أبي يقرؤك السلام ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه ، وأن سخطته فرده ، فلما أتت عمر قال : بارك الله فيك وفي أبيك قد رضينا قال : فرجعت إلى أبيها ، فقال : ما نشر البرد ولا نظر إلاّ إلي فزوجها إياه فولدت له غلام يقال له : زيد : ( الطبقات الكبرى لإبن سعدج6ص312 ) وهذه ضعيفة أيضاًً كصاحبتها.
سؤال : وكيف ذلك ؟ ، الجواب : لما يلي أولاًًً : لأنها مرسله فعن من ينقل محمد بن عمر الواقدي لم يعلم ولم يعرف ، وثانياً : الواقدي ضعيف فراجع كتب التراجم يتبين لك الأمر.
الرابعة : الخطيب البغدادي : أخبرنا : محمد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا : محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا : أحمد بن الحسين الصوفي ، حدثنا : إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي ، حدثنا : الليث بن سعد القيسي مولى بني رفاعة في سنة إحدى وسبعين ومئة في مصر ، عن موسى بن علي بن رباح اللخمي ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب إبنته من فاطمة وأكثر تردده إليه ، فقال : يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلاّ حديث سمعته من رسول الله (ص) يقول : كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة الاسببي ونسبي فأحببتوأن يكون لي : منكم أهل البيت سبب وصهر فقام علي فأمر بأبنته من فاطمة فزينت ثم بعث بها إلى أمير المؤمنين عمر فلما رأها قام اليها فأخذ بساقها وقال : قولي لأبيك قد رضيت قد رضيت قد رضيت فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها : ماقال : لك أمير المؤمنين قالت : دعاني وقبلني فلما قمت أخذ بساقي وقال : قولي لأبيك قد رضيت ، فأنكحها إياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلاًًً فمات : ( تاريخ بغدادج6ص182 ).
الخامسة : عن أسلم مولى عمر بن الخطاب قال : خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فإستشار علي العباس وعقيلاً والحسن ، فغضب عقيل وقال : عقيل لعلي ، ما تزيدك الأيام والشهور إلاّ العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن ، قال علي للعباس : والله ما ذاك منه نصيحة ، وأكن درة عمر أحوجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني : عمر بن الخطاب إنه سمع رسول الله (ص) يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلاّ سببي ونسبي ( ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي :170 ) وهذه الرواية مرسله واضحة الإرسال فما هو طريق المؤلف إلى أسلم مولى عمر ؟.
السادسة : باب في الشريفات ، عن أسلم مولى عمر قال : دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره ثم قام على فجاء الصفة فوجد العباس وعقيلاً والحسين فشاورهم في تزويج عمر أم كلثوم فغضب عقيل وقال : يا علي : ما تزيدك الأيام والشهور والسنون إلاّ العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن لأشياء عددها ومضى يجر ثوبه فقال علي للعباس والله ما ذلك منه نصيحة ولكن درة عمر أحرجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك رغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني : عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول الله (ص) : ( مجمع الزوائد ج:4 ص:271 ) وهذه لم يعلم عمن نقلها الهيثمي فراجعوها.
السابعة : أخبرنا : أنس بن عياض الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب إبنته أم كلثوم فقال علي : إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال عمر : إنكحنيها ياعلي فوالله ما على الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما ارصده فقال علي : قد فعلت ، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف فإذا كان الشيء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك إستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال : رفئوني ، فرفؤوه وقالوا : بمن يا أمير المؤمنين ؟ ، قال : بإبنة علي بن أبي طالب ، ثم أنشأ يخبرهم فقال : أن النبي (ص) قال : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلاّ نسبي وسببي ، وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضاًً ( الطبقات الكبرى لإبن سعد ج6ص312 ) وهذه غير مقبولة لأنها مرسله لعدم معرفة الوسائط بين أنس بن عياض وجعفر بن محمد ولأن الراوي وهو أنس بن عياض رجل مهمل.
الثامنة : 13171 أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : الحسن بن يعقوب وإبراهيم بن عصمة قالا ، ثنا : السري بن خزيمة ، ثنا : معلي بن أسد ، ثنا : وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، ح وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : أحمد بن عبد الجبار ، ثنا : يونس بن بكير ، عن بن إسحاق ، حدثني : أبو جعفر ، عن أبيه علي بن الحسين قال : لما تزوج عمر بن الخطاب (ر) أم كلثوم بنت علي (ر) أتى مجلساًً في مسجد رسول الله (ص) بين القبر والمنبر للمهاجرين لم يكن يجلس فيه غيرهم فدعوا له بالبركة فقال : أما والله ما دعاني إلى تزويجها إلا أني سمعت رسول الله (ص) : يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلاّ ما كان من سببي ونسبي لفظ حديث بن إسحاق وهو مرسل حسن وقد روى من أوجه آخر موصولاًً ومرسلاً ( سنن البيهقي الكبرى للبيهقي ج7ص63 ) وهذه الرواية صرح ناقلها بأنها مرسله ، وأيضا فيها مجاهيل من مثل السري بن خزيمة ومعلي بن أسد.
هذا نموذج من الروايات في الموضوع ولو أردت أن أتخصص في بحث أسانيد هذه الروايات فسوف يسقط منها أكثر من النصف بلا إشكال وهذا أمر قطعي فما عليكم إلا أن تجربوا وتتفرغوا ، فسوف تصلوا إلى هذه النتيجة التي وصلت إليها.
|