الموضوع
:
المرجع المدرسي: على المؤمن ان يحذر من اتباع خطوات الشيطان
عرض مشاركة واحدة
#
1
08-25-2010, 04:35 PM
حسين الخشيمي
موالي جديد
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
100
تاريخ التسجيل :
Aug 2010
فترة الأقامة :
5313 يوم
أخر زيارة :
08-31-2010 (12:03 AM)
الإقامة :
العراق
المشاركات :
8 [
+
]
التقييم :
10
بيانات اضافيه [
+
]
المرجع المدرسي: على المؤمن ان يحذر من اتباع خطوات الشيطان
في معرض حديثه عن الآيات 6 إلى 10 من سورة الروم اكد سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله على ضرورة وجود طموح رفيع عند المؤمنين للوصول الى الدرجات العالية في يوم القيامة، وفي اطار دروسه القرآنية التي يلقيها يوميا على مجموعة كبيرة من العلماء والخطباء وطلبة العلوم الدينية حذر من الغفلة عن ذكر الله عبر الالتهاء بمجريات الحياة الدنيا، وقال: ربنا سبحانه وتعالى يحذرنا في القران قائلا
يا ايها الذين ءامنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله، ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون) فالاموال والأولاد يجب ألا تُغفل الإنسان عن ذكر الله، وفي المقابل نجد قول الله تعالى
رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) فهؤلاء حتى اثناء البيع والشراء بل وفي كل لحظات حياتهم يذكرون الله سبحانه وتعالى.
المقامات العالية عند المؤمنين
فنحن في هذه الدنيا يجب ان نعمل جاهدين حتى نصل الى اليقين، وهي المرتبة التي لم يصل اليها الا القليل، ففي الرواية عن الامام الصادق عليه السلام انه قال: (إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فَنَظَرَ إِلَى شَابٍّ فِي الْمَسْجِدِ وهُويخْفِقُ ويهْوِي بِرَأْسِهِ مُصْفَرّاً لَوْنُهُ قَدْ نَحِفَ جِسْمُهُ وغَارَتْ عَينَاهُ فِي رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص کَيفَ أَصْبَحْتَ يا فُلَانُ قَالَ أَصْبَحْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ مُوقِناً فَعَجِبَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) مِنْ قَوْلِهِ وقَالَ: إِنَّ لِکُلِّ يقِينٍ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ يقِينِکَ فَقَالَ إِنَّ يقِينِي يا رَسُولَ اللَّهِ هُوالَّذِي أَحْزَنَنِي وأَسْهَرَ لَيلِي وأَظْمَأَ هَوَاجِرِي فَعَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيا ومَا فِيهَا حَتَّى کَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي وقَدْ نُصِبَ لِلْحِسَابِ وحُشِرَ الْخَلَائِقُ لِذَلِکَ وأَنَا فِيهِمْ وکَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يتَنَعَّمُونَ فِي الْجَنَّةِ ويتَعَارَفُونَ وعَلَى الْأَرَائِکِ مُتَّکِئُونَ وکَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ وهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ مُصْطَرِخُونَ وکَأَنِّي الْآنَ أَسْمَعُ زَفِيرَ النَّارِ يدُورُ فِي مَسَامِعِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) لِأَصْحَابِهِ: هَذَا عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ. ثُمَّ قَالَ لَهُ: الْزَمْ مَا أَنْتَ عَلَيهِ. فَقَالَ الشَّابُّ ادْعُ اللَّهَ لِي يا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ أُرْزَقَ الشَّهَادَةَ مَعَکَ. فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (ص) فَلَمْ يلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِ النَّبِي (ص) فَاسْتُشْهِدَ بَعْدَ تِسْعَةِ نَفَرٍ وکَانَ هُوالْعَاشِرَ)
فتارة يصل الانسان الى هذا المقام، وهومقام عظيم. فيجب علينا ان نعمل من اجل الوصول الى هذه المرتبة العظيمة وان نطلب من الله ذلك، فكما نقرأ في زيارة عاشوراء (وأسأله ان يبلغني المقام المحمود الذي لكم عند الله) فنحن نسأل الله ان يجعلنا مع الائمة عليهم السلام يوم القيامة وفي مرتبتهم.
ازالة الغفلة واجب اساسي
لكن السؤال الذي يُطرح: لماذا يتكرر ذكر الاخرة في القران الكريم بهذا العدد الكبير؟ للجواب نقول: إن تكرار بحث الاخرة في القران الكريم ليس لعدم الإيمان بل لإزالة الغفلة منا.
فعندما ندقق في الايات والروايات ونتأمل في حياتنا نجد ان الظلمة هي الأساس والنور هوالذي يضاف عليه، كذلك الجهل هوالأصل والعلم هوما يضاف عليه، ومن اعظم جهالات البشر جهله بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه الحسنى.
لكن هناك شبهة شيطانية عند البعض وهي التي تجيب الاية عنها حيث يقول البعض: كيف يعذبنا الله جميعا وهوارحم الراحمين؟ وهذه هي الشبهة التي تشبث بها الكفار في التاريخ، لكن هذا هوالجهل بعينه، فالله ارحم الراحمين لكن من جهة اخرى هوالجبار المتكبر وهواشد المعاقبين. ولذلك نجد ان نوحاً عليه السلام حينما كذّب به قومه اجابهم ( وأعْلَمُ من الله ما لا تعلمون) فالكفار لم يؤمنوا بهذا الجانب.
الاعتبار بآثار الماضين
والله سبحانه وتعالى يجيب على هذه الشبهة في هذه الاية القرانية ويقول (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم) فالايات الالهية بالنسبة الى الاقوام الذين عذبهم الله تعالى في الدنيا لا تزال موجودة، وهؤلاء لم يكونوا ضعفاء بل (أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا ) فكانوا يمتلكون كل جوانب المدنية والحضارة ولكنهم كفروا بالله ورسله فلم تغن قوتهم من الله شيئا (وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
فهذه الايات الالهية لاتزال موجودة، فعلينا أن نشاهدها، فقلاع بعلبك واهرام مصر و... فالله ارحم الراحمين لكنه اشد المعاقبين أيضاً.
فمع وجود كل هذه الشواهد والأدلة على الله سبحانه وتعالى وعلى صفاته، كيف يكفر الناس بالله سبحانه؟ وكما يقول الإمام الصادق عليه السلام:
درب المحجة واضح لمريده ** والناس عن درب المحجى في عمى
ولقد عجبت لهالك ونجاتــه ** مـوجودة ولقد عــجبت لمن نجى
ربنا سبحانه يجيب على هذا التساؤل بأن الإنسان لا يكفر بالله ولا يكذِّب باياته مرة واحدة، بل يتدرج في ذلك شيئا فشيئا، فيقول: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون) وهنا تتضح العلاقة بين الغفلة – التي ذُكرت في الايات السابقة – وبين الكفر ، فحينما يغفل الانسان عن ذكر الله تتوالى عليه خطوات الشيطان واحدة بعد الاخرى، لهذا ربنا يأمرنا ان لا نتبع هذه الخطوات (ولا تتبعوا خطوات الشيطان).
(ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى)
فكلمة (السُّوأَى) لغويا تأنيث (الأسوء) وهي هنا تقع خبراً لكان، فالمعنى ان عاقبة الذين اساؤوا هي السوأى. لكن ما هي العاقبة السوأى؟ ربنا يقول (أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون). فالانسان حينما يستهزئ بفكرة فانه يسد كل احتمالات الايمان بها ويصد الاخرين عن الايمان بها.
وفي ختام حديثه دعى سماحة المرجع المدرسي الى ضرورة الايمان بالحياة وبمعاييرها المزدوجة وعدم فهمها فهما محددا ومن جانب واحد، فهي راحة وتعب ورخاء وشدة، وهذا الفهم هوالذي يوجه الانسان الى التعامل مع الحياة بصورة صحيحة. كما دعى العلماء والخطباء الى الاستفادة من القران الكريم كمصدر اساسي للثقافة الاسلامية وترك الاراء الفلسفية ونظريات غير المسلمين في ذلك.
زيارات الملف الشخصي :
36
إحصائية مشاركات »
حسين الخشيمي
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.00 يوميا
حسين الخشيمي
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حسين الخشيمي
البحث عن المشاركات التي كتبها حسين الخشيمي