الرد على دعوى الخميس بتحريم المتعة
المقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابة الميامين ، ومن تبع نهج محمد وآله إلى قيام يوم الدين وبعد :
الكتاب الذي بين يديك أخي القارىء المحترم هو الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات الرد على أباطيل الشيخ عثمان الخميس التي حشا بها كتابه حقبة من التاريخ وقد خصصت هذه الحلقة لرد عليه بخصوص زعمه حرمة نكاح المتعة ، حيث إثبت فيه وهن كل الأدلة التي أوردها للإستدلال بها على حرمة هذا النكاح كما وأثبت
( 5 )
--------------------------------------------------------------------------------
بالأدلة بقاء الحلية وأن نكاح المتعة حلال إلى يوم القيامة ، لم يرد في حرمته دليل معتبر لا من كتاب الله عزّ وجل ولا من سنة نبيه المصطفى (ص) ، وأنّ الذي نهى عنه وتوعّد فاعله بالعقاب هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، فالحمد لله على توفيقه ، وأسأله سبحانه أن يوفقني لإكمال هذه السلسلة.
( 6 )
--------------------------------------------------------------------------------
دعوى عثمان الخميس حرمة نكاح المتعة !
قال عثمان الخميس : ( إن النهي عنها (1) ثبت عن علي (ر) ، عن النبي (ص) كما في الصحيحين أنّه قال : لإبن عباس لمّا سمع أنّه يبيح متعة النساء إنّك إمرؤٌ تائه فأن رسول الله (ص) قد حرم المتعة ولحوم الحمر الأهلية يوم خيبرة.
والعجيب أنّ هذا الحديث موجود في كتب الشيعة المعتمدة ، وكذلك حديث سلمة بن الأكوع في مسلم أن النبي (ص) حرم المتعة عام الفتح ، وكذلك سبرة الجهني عند مسلم أن النبي (ص) حرم المتعة ).
___________________
(1) يريد متعة النساء.
( 7 )
--------------------------------------------------------------------------------
وقال : ( قالوا : (1) إن عمر بن الخطاب نهى عن متعة الحج ومتعة النساء وهما مشروعتان ، فكيف يحرم عمر : ما أحلّه الله ؟! ).
وقال : ( فعمر : نعم نهى عن المتعة فكان ماذا ؟ نهى عن شيء نهى عنه رسول الله (ص) ، نهى عن شيء نهى عنه رب العزّة تبارك وتعالى لمّا قال : { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَأفِظُونَ * إلاّ على أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ إيمانهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ إبتغى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } فسماهم عادين تبارك وتعالى.
وهم يستدلون بقول الله تبارك وتعالى : { وَألمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلاّ ما مَلَكَتْ إيمانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا
___________________
(1) أي الشيعة.
(8)
بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَأفِحِينَ فَمَا إستمتعتمْ بِهِ مِنْهُنَّ فأتوهُنَّ أجورهنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الفريضةِ }.
نقول : إن هذه القراءة قراءة غير متواترة ، ليست من القراءات السبع ولا من القراءات العشر ، فهي قراءة شاذة ثم إن صحت فهي منسوخة بقول الله تعالى : { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَأفِظُونَ } ومنسوخة بنهي النبي (ص) سواء كان بحديث علي أو سبرة الجهني أوسلمة بن الأكوع أو غيرهم ) (1).
|