[ النبي يقول لعلي ترى ما ارى وتسمع ما اسمع الا انك لست بنبي ]
[ النبي يقول لعلي ترى ما ارى وتسمع ما اسمع الا انك لست بنبي ]
نهج البلاغة
- خطب الإمام علي (ع) –
ج 2 - ص 157 – 160
192 – الخطبة القاصعة
................. ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه ( 3 ) يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به .
ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء ( 4 ) فأراه ولا يراه غيري . ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما .
أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه ‹ صفحة 158 › وآله ، فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة ؟
فقال هذا الشيطان أيس من عبادته .
إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى إلا أنك لست بنبي . ولكنك وزير وإنك لعلى خير . ولقد كنت معه صلى الله عليه وآله لما أتاه الملأ من قريش ، فقالوا له :
يا محمد إنك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ، ونحن نسألك أمرا إن أجبتنا إليه وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول ، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب .
فقال صلى الله عليه وآله : وما تسألون ؟
قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك ، فقال صلى الله عليه وآله : إن الله على كل شئ قدير ، فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق ؟ قالوا نعم ، قال فإني سأريكم ما تطلبون ، وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير ( 1 ) ، وإن فيكم من يطرح في القليب ( 2 ) ، ومن يحزب الأحزاب . ثم قال صلى الله عليه وآله : يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله .
فوالذي بعثه ‹ صفحة 159 › بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير ( 1 ) حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله مرفرفة ، وألقت بغصنها الأعلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وببعض أغصانها على منكبي ، وكنت عن يمينه صلى الله عليه وآله فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا - علوا واستكبارا - :
فمرها فليأتك نصفها ويبقي نصفها فأمرها بذلك ، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا ، فكادت تلتف برسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا - كفرا وعتوا - فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان فأمره صلى الله عليه وآله فرجع .
فقلت أنا : لا إله إلا الله فإني أول مؤمن بك يا رسول الله ، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك .
فقال القوم كلهم : بل ساحر كذاب ، عجيب السحر خفيف فيه ، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا ( يعنوني ) وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين ، وكلامهم كلام الأبرار .
عمار الليل ومنار النهار ( 2 ) .
متمسكون بحبل القرآن . يحيون سنن الله وسنن رسوله . ‹ صفحة 160 › لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلون ( 1 ) ولا يفسدون . قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ملاحظة مني
ان ما يخبر الله به نبيه امور كثيرة متعلقة بالوحي والحوادث واحوال المنافقين وكلها من علم الغيب وعلي ع يعرفها كما يعرفها النبي ص
|