عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2010, 06:34 PM   #13
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي قوم ياتون من بعده



[ قوم ياتون من بعده ]


نهج البلاغة

- خطب الإمام علي (ع) –

ج 2 - ص 30 – 32


147 - ومن خطبة له عليه السلام فبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق ليخرج عباده من عبادة الأوثان إلى عبادته ، ومن طاعة الشيطان إلى طاعته ، بقرآن قد بينه وأحكمه ، ليعلم العباد ربهم إذ جهلوه ، وليقروا به إذ جحدوه ، وليثبتوه بعد إذ أنكروه . فتجلى سبحانه لهم في كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته ، وخوفهم من سطوته .

وكيف محق من محق بالمثلات ( 1 ) ، واحتصد من احتصد بالنقمات . وإنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله .

وليس عند أهل ‹ صفحة 31 › ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته ، ولا أنفق منه ( 1 ) إذا حرف عن مواضعه .

ولا في البلاد شئ أنكر من المعروف ، ولا أعرف من المنكر . فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته .

فالكتاب يومئذ وأهله منفيان طريدان ( 2 ) ، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يؤويهما مؤو .

فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم ، ومعهم وليسا معهم ، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا .

فاجتمع القوم على الفرقة .

وافترقوا عن الجماعة .

كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم . فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ، ولا يعرفون إلا خطه وزبره ( 3 ) .

ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة ( 4 ) ، وسموا صدقهم على الله فرية ( 5 ) ، وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة وإنما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم وتغيب آجالهم ، حتى نزل بهم الموعود ( 6 ) الذي ترد عنه المعذرة ، وترفع عنه التوبة ، وتحل معه القارعة والنقمة ( 7 )

‹ صفحة 32 ›

أيها الناس إنه من استنصح الله وفق ، ومن اتخذ قوله دليلا هدي للتي هي أقوم فإن جار الله آمن ، وعدوه خائف .

وإنه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم ، فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له ، وسلامة الذين يعلمون ما قدرته أن يستسلموا له .

فلا تنفروا من الحق نفار الصحيح من الأجرب ، والباري من ذي السقم ( 1 ) .

واعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه .

فالتمسوا ذلك من عند أهله فإنهم عيش العلم وموت الجهل . هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم . لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق ، وصامت ناطق
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس