م 36 - أبو العرفان الشيخ برهان الدين إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكردي الكوراني ثم المدني المتوفى 1102 ، ذكره في كتابه ( الأمم لإيقاظ الهمم ) ص 63 عن ( الذرية الطاهرة ) للحافظ ابن بشير الدولابي ، قال قال : حدثني إسحاق بن يونس ، حدثنا سويد بن سعيد عن مطلب بن زياد عن إبراهيم بن حيان عن عبد الله بن الحسين عن فاطمة بنت الحسين عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال : كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي وكان يوحى إليه فلما سرى عنه قال لي يا علي صليت الفرض ؟ ! قال : لا . قال : اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه الشمس . فردها عليه فصلى وغابت الشمس . ثم رواه من طريق الطبراني عن أسماء بنت عميس بلفظها الآتي ثم قال : قال الحافظ جلال الدين السيوطي في جزء ( كشف اللبس في حديث رد الشمس ) : إن حديث رد الشمس معجزة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم صححه الإمام أبو جعفر الطحاوي وغيره وأفرط الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي فأورده في كتاب الموضوعات ، وقال تلميذه المحدث أبو عبد الله محمد يوسف الدمشقي الصالحي في جزء ( مزيل اللبس عن حديث رد الشمس ) : إعلم أن هذا الحديث رواه الطحاوي في كتابه شرح مشكل الآثار عن أسماء بنت عميس من طريقين وقال : هذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات .
ونقله القاضي عياض في ( الشفاء ) والحافظ ابن سيد الناس في ( بشرى اللبيب ) ، والحافظ علاء الدين
‹ صفحة 138 › مغلطاي في كتاب ( الزهر الباسم ) ، وصححه الحافظ ابن الفتح ( 1 ) الأزدي ، وحسنه الحافظ أبو زرعة ابن العراقي ، وشيخنا الحافظ جلال الدين السيوطي في ( الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة ) ، وقال الحافظ أحمد بن صالح وناهيك به : لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حديث أسماء لأنه من أجل علامات النبوة . وقد أنكر الحفاظ على ابن الجوزي إيراده الحديث في كتاب الموضوعات ، فقال الحافظ أبو الفضل ابن حجر في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : أحلت لكم الغنائم . من فتح الباري بعد أن أورد الحديث : أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات إنتهى . ومن خطه نقلت ثم قال . إن هذا الحديث ورد من طريق أسماء بنت عميس وعلي بن أبي طالب وابنه الحسين وأبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهم ( 2 ) ثم ساقها وتكلم على رجالها ثم قال : قد علمت مما أسلفناه من كلام الحفاظ في حكم هذا الحديث وتبين حال رجاله أنه ليس فيه متهم ولا من أجمع على تركه : ولاح لك ثبوت الحديث وعدم بطلانه ، ولم يبق إلا الجواب عما اعل به وقد اعل بأمور فساقها وأجاب عن الأمور التي اعل بها بأجوبة شافية ] .
37 - أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 والمترجم 1 ص 142 .
صححه في ( شرح المواهب ) 5 ص 113 118 وقال : أخطأ ابن الجوزي في عده من الموضوعات .
وبالغ في الرد على ابن تيمية وقال : العجب العجاب إنما هو من كلام ابن تيمية .
وقال بعد نقل نفي صحته عن أحمد وابن الجوزي : قال الشامي : والظاهر أنه وقع لهم من طريق بعض الكذابين ولم يقع لهم من الطرق السابقة وإلا فهي يتعذر معها الحكم عليه بالضعف فضلا عن الوضع ، ولو عرضت عليه أسانيدها لاعترفوا بأن للحديث أصلا وليس بموضوع .
قال : وما مهدوه من القواعد وذكر جماعة من الحفاظ له في كتبهم المعتمدة وتقوية من قواه يرد على من حكم بالوضع . وقال : وبهذا الحديث أيضا بان أن الصلاة ليست قضاء بل يتعين الأداء وإلا لم يكن للدعاء فايدة . ( ثم قال ) : ومن القواعد أن تعدد الطريق فيه يفيد أن للحديث أصلا ، ومن لطائف الاتفاقات الحسنة أن أبا المنصور المظفر الواعظ . وذكر القصة كما مرت . ‹ صفحة 139 ›
38 - شمس الدين الحفني الشافعي المتوفى 1181 والمترجم 1 ص 144 ، قال في تعليقه على ( الجامع الصغير ) للسيوطي 2 ص 293 في قوله صلى الله عليه وآله : ما حبست الشمس على بشر إلا على يوشع بن نون : لا ينافيه حديث رد الشمس لسيدنا علي رضي الله عنه لأن ذلك رد لها بعد غروبها وما هنا حبس لها لا رد لها بعد الغروب ، والمراد ما حسبت على بشر غير يوشع فيما مضى من الزمان ، لأن حبس فعل ماض فلا ينافي وقوع الحبس بعد ذلك لبعض أولياء الله تعالى .
39 - ميرزا محمد البدخشي المذكور في ج 1 ص 143 قال في ( نزل الأبرار ) ص 40 : الحديث صرح بتصحيحه جماعة من الأئمة الحفاظ كالطحاوي والقاضي عياض وغيرهما وقال الطحاوي : هذا حديث ثابت رواته ثقات . ثم نقل كلام الطحاوي وذكر حكاية أبي المنصور المظفر الواعظ وقال : إن للحافظ السيوطي جزء في طرق هذا الحديث وبيان حاله .
40 - الشيخ محمد الصبان المتوفى 1206 والمترجم 1 ص 145 ، عده في إسعاف الراغبين ص 62 من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وفي ص 162 من كرامات أمير المؤمنين عليه السلام وذكر الحديث ثم قال : وصححه : الطحاوي ، والقاضي في ( الشفاء ) وحسنه شيخ الاسلام أبو زرعة وتبعه غيره ، وردوا على جمع قالوا : إنه موضوع ، وزعم فوات الوقت بغروبها فلا فائدة لردها في محل المنع لعود الوقت بعودها كما ذكره ابن العماد واعتمد غيره وإن اقتضى كلام الزركشي خلافه ، وعلى تسليم عدم عود الوقت نقول : كما أن ردها خصوصية كذلك إدراك العصر أداء خصوصية .
41 - الشيخ محمد أمين بن عمر الشهير بابن عابدين الدمشقي إمام الحنفية في عصره المتوفى 1252 قال في حاشيته ( 1 ) 1 ؟ ؟ ص 251 عند قول المصنف : لو غربت الشمس ثم عادت هل يعود الوقت ؟ ! الظاهر : نعم . بحث لصاحب النهر حيث قال : ذكر الشافعية أن الوقت يعود لأنه عليه الصلاة والسلام نام في حجر علي رضي الله عنه حتى غربت الشمس فلما استيقظ ذكر له أنه فاتته العصر . فقال : اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاررد عليه . فردت حتى صلى العصر ، وكان ذلك بخيبر و ‹ صفحة 140 › الحديث صححه الطحاوي وعياض وأخرجه جماعة منهم الطبراني بسند صحيح ، وأخطأ من جعله موضوعا كابن الجوزي ، وقواعدنا لا تأباه . ( ثم قال ) : قلت : على أن الشيخ إسماعيل رد ما بحثه في النهر تبعا للشافعية بأن صلاة العصر بغيبوبة الشمس تصير قضاء ورجوعها لا يعيدها أداء ، وما في الحديث خصوصية لعلي كما يعطيه قوله عليه السلام : إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك .
42 - السيد أحمد زيني دحلان الشافعي المتوفى 1304 والمترجم 1 ص 147 قال في ( السيرة النبوية ) هامش ( السيرة الحلبية ) 3 ص 125 : ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم رد الشمس له روت أسماء بنت عميس ( وذكر الحديث ورواية الطحاوي و كلام أحمد بن صالح المصري فقال ) : وأحمد بن صالح من كبار أئمة الحديث الثقات و حسبه أن البخاري روى عنه في صحيحه . ولا عبرة بإخراج ابن الجوزي لهذا الحديث في الموضوعات ، فقد أطبق العلماء على تساهله في كتاب الموضوعات حتى أدرج فيه كثيرا من الأحاديث الصحيحة قال السيوطي : ومن غريب ما تراه فاعلم * فيه حديث من صحيح مسلم ثم ذكر كلام القسطلاني في ( المواهب اللدنية ) وجملة من مقال الزرقاني في شرحه ومنها قصة أبي المنصور الواعظ وشعره ، ثم حكى عن الحافظ ابن حجر نفي التنافي بين هذا الحديث وبين حديث : لم تحبس الشمس على أحد إلا ليوشع بن نون . بأن حبسها ليوشع كان قبل الغروب وفي قصة علي كان حبسها بعد الغروب . ثم قال : قيل : كان علم النجم صحيحا قبل ذلك فلما وقف الشمس ليوشع عليه السلام بطل أكثره ، و لما ردت لعلي رضي الله عنه بطل جميعه .
43 - السيد محمد مؤمن الشبلنجي عده في ( نور الأبصار ) ص 28 من معجزات رسول الله صلى الله عليه وآله . لفظ الحديث عن أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الظهر بالصهباء من أرض خيبر ثم أرسل عليا في حاجة فجاء وقد صلى رسول الله العصر فوضع رأسه في حجر علي ، و ‹ صفحة 141 › لم يحر كه حتى غربت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اللهم إن عبدك عليا احتبس نفسه على نبيه فرد عليه شرقها . قالت أسماء : فطلعت الشمس حتى رفعت على الجبال فقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت الشمس . وهناك لفظ آخر نصفح عنه روما للاختصار . ويعرب عن شهرة هذه الأثارة بين الصحابة الأقدمين احتجاج الإمام أمير المؤمنين بها على الملأ يوم الشورى بقوله : أنشدكم الله أفيكم أحد ردت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلى العصر غيري ؟ قالوا : لا .
( 1 ) وأخرج الخوارزمي في ( المناقب ) ص 260 عن مجاهد عن ابن عباس قال : قيل له : ما تقول في علي بن أبي طالب ؟ ! فقال : ذكرت والله أحد الثقلين ، سبق بالشهادتين ، وصلى بالقبلتين ، وبايع البيعتين ، وأعطي السبطين ، وهو أبو السبطين الحسن والحسين وردت عليه الشمس مرتين بعد ما غابت من الثقلين . ووردت في شعر كثير من شعراء القرون الأولى حتى اليوم يوجد منه شطر مهم في غضون كتابنا . راجع ج 2 ص 293 ج 3 ص 29 ، 57 . فبهذه كلها نعرف قيمة ابن حزم وقيمة كتابه ، ونحن لا يسعنا إيقاف القارئ على كل ما في ( الفصل ) من الطامات ولا على شطر مهم منه إذ جميع أجزاءه ولا سيما الجزء الرابع مشحون بالتحكم والتقول والتحريف والتدجيل والإفك والزور ، وهناك مذاهب مختلقة لا وجود لها إلا في عالم خيال مؤلفه . وأما ما فيه من القذف والسباب المقذع فلا نهاية له بحيث لو أردنا استيفائه لكلفنا ذلك جزءا ، ولا يسلم أحد من لدغ لسانه لا في فصله ولا في بقية تآليفه حتى نبي العظمة قال في ( الأحكام ) 5 ص 171 : قد غاب عنهم ( يعني الشيعة ) إن سيد الأنبياء هو ولد كافر وكافرة . أيساعده في هذه القارصة أدب الدين ؟ ! أدب التأليف ؟ ! أدب العلم ؟ ! أدب العفة ؟ ! أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 137 ›
( 1 ) لا يوجد هذان البيتان في همزية البوصيري .
‹ هامش ص 138 ›
( 1 ) كذا والصحيح ، أبو الفتح . ( 2 ) فالحديث متواتر أخذا بما ذهب إليه جمع من أعلام القوم في التواتر .
‹ هامش ص 139 ›
( 1 ) تسمى برد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار في فقه الحنفية .
‹ هامش ص 141 ›
( 1 ) مر الايعاز إلى حديث المناشدة يوم الشورى ج 1 ص 159 - 163 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|