الموضوع
:
خلاصة بحوث الكتاب وخاتمتها
عرض مشاركة واحدة
08-03-2010, 09:18 PM
#
4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2010
أخر زيارة :
04-27-2022 (11:22 AM)
المشاركات :
2,305 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
تكملة
[ خاتمة البحث ]
عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 410 – 422
ومن أمثلة التحريف عنده تحريف اسم عبد الله بن وهب السبائي
رئيس الخوارج إلى عبد الله بن سبأ الذي زعمه رئيسا للسبئيين .
ومن أمثلة وضعه أسماء مرادفة لاسماء ، وضعه ( السبئية ) للفرقة التي اختلق اسطورتها مرادفا ( للسبئية ) الدالة على الانتساب إلى القبائل اليمنية .
ثم تطورت دلالة السبئية في التاريخ كما يلي : كانت السبئية تدل على الانتساب إلى القبائل اليمانية من سلالة سبأ بن يشجب مدى القرون في كل مكان .
حتى إذا كان أوائل الحكم الأموي استعملت السبئية في الكوفة نبزا لتلك القبائل على ولائها لعلي بن أبي طالب ( ع ) كما وجدنا ذلك في النص الرسمي الذي كتبه زياد إلى معاوية حيث
‹ صفحة 411 › نبزهم بالترابية ( جا ) تعييرا لهم كذلك .
وكلما تقدم الزمن وقويت شوكة خصومهم العدنانيين في مقابل ضعف هؤلاء ازدادت الكلمة دلالة على ذم القبائل المنتسبة إليها وخاصة بعد إخمادهم ثورة المختار ، فإن سلاح الأراجيف بقي مشهورا ضده وضد أنصاره من القبائل السبائية حتى اليوم .
وفي أوائل العهد العباسي وجدنا السبائية استعملت في نص رسمي أقرب ما يكون إلى الواقع من أي نص آخر من قبل خصومهم في أي وقت آخر ، فقد وجدنا الخليفة السفاح يقول في خطبته : " وزعمت السبائية الضلال أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة " .
إذا فكل ذنب هؤلاء أنهم كانوا يرون غير الخلفاء أحق بالرياسة والسياسة والخلافة من الخلفاء . وهذا هو منشأ الخلاف بينهم وبين غيرهم .
وفي هذا العصر بالذات أو قبله بقليل ، وضع سيف أسطورته السبئية ليقول : إن هذه العقيدة إنما نشأت من قبل يهودي اسمه عبد الله بن سبأ وسمي هؤلاء بالسبئية لانتسابهم إليه ( دا ) .
‹ صفحة 412 ›
وكان ذلك مبدأ تطور دلالة اللفظ من الدلالة على المنسوبين إلى القبائل السبائية مع النبز بعقيدتها إلى الدلالة على المنسوبين إلى يهودي جاء بمذهب جديد .
ولكن هذا المذهب لم يكن عند سيف أكثر من عقيدة بأن عليا وصي النبي ، وأن غيره قد غصب حقه .
وقد وضعت الأسطورة تفسيرا للاحداث التي وقعت في عصر عثمان ، وضد من ناوأه .
ولو عرف سيف للسبئية عقيدة أخرى - كما قيل عنها بعد ذلك بقرنين - لما تورع عن نبز السبئيين بها .
جرى في الكوفة خاصة كل ما ذكرنا من تطور مدلول السبئية ، وفي الوقت نفسه كانت السبئية تدل في بلاد بعيدة عن الكوفة - مثل اليمن ومصر والأندلس - على الانتساب إلى القبائل اليمانية ، واستمرت في الدلالة عليها إلى أواسط القرن الثالث الهجري .
وفي بلاد الشرق المسلم نقل علماء كبار ( مثل الطبري ) الأسطورة السبئية عن سيف فانتشرت في كل مكان واشتهرت حتى نسيت دلالة السبئية على المنسوبين إلى قبائل قحطان ودلت في كل مكان على المنسوبين إلى عبد الله بن سبأ .
وحدث تطور آخر في مدلول اللفظ ، فبينما كانت السبئية في النصوص الصحيحة وفي ما وضعه سيف واختلق ، تدل على من يعتقد بأن عليا أحق بالخلافة ، أو أنه وأولاده أحق بها ، وإذا بها في أوائل القرن الرابع تدل على من يعتقد بألوهية علي بن أبي طالب ، فكيف حدث هذا التطور ؟ !
‹ صفحة 413 ›
الجواب : إنه بعد اشتهار أسطورة سيف في كل مكان ، أصبح عبد الله بن سبأ من قبيل الابطال الإسطوريين الذين تحوك الشعوب حولهم من خيالها أساطير لا تقف عند حد ، ولما كان أهل الملل والنحل يسجلون العقائد السائدة في المجتمع كان يلزمهم الرجوع إلى المجتمع لتسجيل ما يعتقدون ، وإلى الكتب لنقل المدون فيها عنهم . لهذا رجعوا إلى الناس وأخذوا منهم ما كانوا يعتقدونه عن السبئية في عصر الامام ، ولما كان الناس لا يقفون عند حد في ما يتخيلون عن السبئية فقد تنامت الأسطورة وتكثرت في كتب أهل الملل والنحل تبعا لتناميها وتكثرها عند الناس ، وكان من عادة القصاصين الشعبيين في المجتمع الاسلامي يومذاك وضع أسانيد لأساطيرهم تقليدا للرواة والمحدثين - كما شاهدنا ذلك في ما رووا من قصص النسناس - وذلك اخترعوا أسانيد لبعض تلك الأساطير . ومن كتب أهل الملل والنحل انتقلت الأسطورة بأسانيدها إلى سائر الكتب ، ومن الجائز تسرب بعضها إلى رجال الكشي الذي قالوا فيه وفي كتابه . " كان ثقة عينا روى الضعفاء كثيرا وصحب العياشي وأخذ عنه وتخرج عليه ، له كتاب الرجال . كثير العلم . وفيه أغلاط كثيرة " . وقالوا عن أستاذه العياشي : " كان يروي عن الضعفاء كثيرا ، وكان أول أمره عامي المذهب ، وسمع حديث العامة فأكثر منه . " . ‹ صفحة 414 › من الجائز تسرب بعض تلك الأساطير إلى رجال الكشي ، ثم تسربت منه إلى سائر الكتب كما شاهدنا ذلك في ما سبق . ولم يقتصر الامر في ذلك على عبد الله بن سبأ وحده ، ولا على كتاب رجال الكشي وحده ، كما لم ينحصر هدفنا في نشر هذه البحوث في البرهنة على أن عبد الله بن سبأ شخصية أسطورية أو أن من بحثنا عنهم من صحابة مختلقين هم شخوص أسطورية أو أن بعض الأماكن المترجمة في الكتب البلدانية مختلقة ، أو نثبت أن بعض الشعر أو الكتب السياسية أو الخرافات الأسطورية التي يتمسك بها المنقبون مدسوسة ، أو أن بعض رواة الاخبار مختلقون لم يوجدوا ليرووا لنا رواية أو خبرا . لم يكن هدفنا من هذه البحوث المضنية ما ذكرناه آنفا فحسب .
بل لأنا وجدنا انصرافا معيبا عن تدارس سيرة النبي وأهل بيته وأصحابه .
ولما كانت روايات السيرة والتاريخ وكتبهما لم يعن بتدراسها والمحافظة عليها منذ احقاب طويلة . فقد ضاعت مع الأسف الشديد آلاف الكتب الموثوقة في الباب ، أمثال كتب أصحاب الأئمة ، ثم حل محلها أمثال تاريخ الطبري الذي يحوي من دس الزنادقة الشئ الكثير .
وبما أن عقائد المسلمين تنشأ بصورة عفوية من تدارس سيرة النبي وأهل بيته وأصحابه ، ومنه ينشأ تصورهم للاسلام وفهمهم له ، وعلى ضوء ذلك الفهم يفسرون القرآن والحديث ويؤولونهما .
‹ صفحة 415 ›
أضف إليه أن أمثال تلك الأحاديث قد تسربت من تلكم الكتب إلى كثير من كتبنا الأخرى أمثال كتب التفسير . ومن ثم فإنا نرى أن أثر تلك الروايات لم يقتصر على تشويش أفكار عامة الناس دون الخاصة بل يوشك أن يكون الجميع فيه على حد سواء !
ومن أجل ما ذكرنا لم ينحصر هدفنا من نشر بحوثنا في بيان عدد المختلقات في كتب السير والتاريخ ، ولا في بيان كيف أن أخبارها تسربت إليها وحسب ، بل استهدفنا - بالإضافة إلى ذلك - التنبيه على مدى ضرورة قيام أمة من العلماء بتدارس كتب السير والتاريخ ، وتدارس حال رواة أخبارها ، وتدارس متون الأحاديث فيها ، وعقد القواعد لتلك الدراسات ، كما عملوا مع أحاديث الاحكام . وأن يقدموا للمجتمع الاسلامي بعد ذلك نتائج بحوثهم في السيرة تباعا ، كما يفعلون ذلك في أبواب الفقه . كان هذا أهم ما استهدفناه من نشر بحوثنا في الحديث والتاريخ . والله من وراء القصد . اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
تم تحريره صبيحة يوم الخميس 18 / ع 2 / 1392 ه بقلم مرتضى العسكري ابن السيد محمد آل شيخ الاسلام ابن السيد إسماعيل بن محمد بن رضي الدين بن أحمد بن رضي الدين بن أحمد الحسيني .
حشرهم الله مع أجدادهم محمد وأهل بيته
‹ صفحة 416 ›
صلوات الله عليهم أجمعين .
مصادر خاتمة الكتاب :
1 - ردة كندة :
أ - ابن أعثم ، الفتوح 1 / 56 - 87 .
ب - البلاذري ، فتوح البلدان ( 120 - 124 ) باب ردة بني وليعة والأشعث .
ج - معجم البلدان بمادة ( النجير ) ( 4 / 762 - 764 ) ، وفي مادة حضرموت ( 2 / 284 - 287 ) بتفصيل أوفى .
2 - حديث " اتقوا كرائم أموالهم " .
أ - البخاري ، باب اخذ الصدقة من الأغنياء وترد في الفقراء ( 1 / 181 ) ، وباب : لا تؤخذ كرائم أموال الناس ، من كتاب الزكاة ( 1 / 176 ) ، وفتح الباري ( 4 / 65 و 99 ) .
ب - مسند أحمد ( 1 / 233 ) في مسند ابن عباس ، وفي كتاب الزكاة من كل من سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارمي وموطأ مالك ، وراجع طبقات ابن سعد ( 4 ق / 2 ص 76 ) ، وكنز العمال الحديث 1194 من كتاب الزكاة .
3 - قصة مالك بن نويرة ، في الفتوح لابن أعثم ( 1 / 20 - 23 ) .
4 - إعانة أهل حمص المسلمين ضد هرقل - البلاذري في الحديث 367 من باب فتح حمص ص 162 .
‹ صفحة 417 ›
5 - إعانة الدهاقين للمسلمين في العراق ، معجم البلدان ( 4 / 323 ) بمادة الكوفة .
6 - أقوال المستشرق - أجناس جولد تسيهر في كتابه ( العقيدة والشريعة ) ط 2 ، مطابع دار الكتاب العربي بمصر - ( د . ت ) ( ص 43 و 48 ) .
‹ صفحة 419 ›
مصادر الكتاب ‹ صفحة 421 › المصادر والمؤلفون حسب التسلسل الزمني : نسجل في ما يلي مصادر القسم الثاني من الكتاب ومراجعه بالإضافة إلى ما سجلناه في اخر القسم الأول .
1 - أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي ( 1820 ه ) . كتاب الخراج ، ط المطبعة السلفية بالقاهرة سنة 1346 ه .
2 - ابن الكلبي - أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب - ( ت : 204 ه ) . جمهرة النسب ورجعنا إلى مختصرها مصورة في مكتبة آية الله المرعشي النجفي بقم ، ويقع المختصر في مجلدين .
الأول في نسب عدنان في 178 صفحة ، والثاني في نسب قحطان صفحاتها ( 179 - 331 ) .
وعلى الكتاب تعليقات مصدرها نيف وعشرون كتابا بعضها غير موجود اليوم كالنواقل لابن الكلبي وتدل على أن المعلق ( ويبدو انه هو الناسخ ) كان علامة في النسب والتاريخ وكتب في اخر المجلدين : " وتم الكتاب المعروف بجمهرة النسب عن ابن الكلبي رواية ابن حبيب عنه ، رواية السكري عنه وذلك بالمنزل المعروف ‹ صفحة 422 › بالزعقة من طريق ديار مصر في العشرين من ذي الحجة سنة عشر وستمائة وانا متوجه إلى مصر ، وكتب ياقوت بن عبد الله مولى عسكر الحموي ، والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين " .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 411 ›
( جا ) يتضح ذلك بجلاء من تصريح زياد بأسمائهم وتعيين جرائمهم كما مر بيانه في فصل ( حقيقة ابن سبأ والسبائية ) .
( دا ) ولا تفوتنا الإشارة إلى أن سيفا كان من ألد خصوم القبائل السبائية ، وانه يرميهم في جل رواياته بأبشع التهم كما ذكرنا ذلك في أكثر من مرة ، وقد اشتفى منهم في ما رماهم به في هذه الأسطورة .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
فترة الأقامة :
5406 يوم
زيارات الملف الشخصي :
635
إحصائية مشاركات »
الشيخ محمد العبدالله
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.43 يوميا
الشيخ محمد العبدالله
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى الشيخ محمد العبدالله
زيارة موقع الشيخ محمد العبدالله المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها الشيخ محمد العبدالله