عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2010, 11:14 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكملة تفسير الفاتحة




وأما لفظ الجلالة فالله أصله الاله ، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ، وإله من أله الرجل يأله بمعني عبد ، أو من اله الرجل أو وله الرجل أي تحير ، فهو فعال بكسر
الفاء بمعنى المفعول ككتاب بمعنى المكتوب سمي إلها لأنه معبود أو لأنه مما تحيرت في ذاته العقول ، والظاهر أنه علم بالغلبة ، وقد كان مستعملا دائرا في الألسن قبل نزولالقرآن يعرفه العرب الجاهلي كما يشعر به قوله تعالى :
( ولئن سئلتهم من خلقهمليقولن الله ) الزخرف - 87 ،
وقوله تعالى :
( فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ) الانعام- 136 .
ومما يدل على كونه علما انه يوصف بجميع الأسماء الحسنى وسائر أفعاله المأخوذة
من تلك الأسماء من غير عكس ، فيقال : الله الرحمن الرحيم ويقال : رحم الله وعلم
الله ، ورزق الله ، ولا يقع لفظ الجلالة صفة لشئ منها ولا يؤخذ منه ما يوصف به
شئ منها .
ولما كان وجوده سبحانه ، وهو آله كل شئ يهدي إلى اتصافه بجميع الصفات
الكمالية كانت الجميع مدلولا عليها به بالالتزام ، وصح ما قيل إن لفظ الجلالة اسم
للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال وإلا فهو علم بالغلبة لم تعمل فيهعناية غير ما يدل عليه مادة إله .
واما الوصفان : الرحمن الرحيم ، فهما من الرحمة ، وهي وصف انفعالي وتأثر خاص يلمبالقلب عند مشاهدة من يفقد أو يحتاج إلى ما يتم به أمره فيبعث الانسان إلى تتميم
نقصه ورفع حاجته ، إلا ان هذا المعنى يرجع بحسب التحليل إلى الاعطاء والإفاضة
لرفع الحاجة وبهذا المعنى يتصف سبحانه بالرحمة .والرحمن ، فعلان صيغة مبالغة تدل على الكثرة ، والرحيم فعيل صفة مشبهة تدل علىالثبات والبقاء ولذلك ناسب الرحمن ان يدل علي الرحمة الكثيرة المفاضة على المؤمنوالكافر وهو الرحمة العامة ، وعلى هذا المعنى يستعمل كثيرا في القرآن ، قال تعالى :
( الرحمن على العرش استوى ) طه - 5 .
وقال ( قل من كان في الضلالة فليمددله الرحمن مدا ) مريم - 75 .
إلى غير ذلك ، ولذلك أيضا ناسب الرحيم ان يدل على
النعمة الدائمة والرحمة الثابتة الباقية التي تقاض على المؤمن كما قال تعالى : ( وكانبالمؤمنين رحيم ) الأحزاب - 43 .
وقال تعالى :
( إنه بهم رؤوف رحيم )التوبة - 117 .
إلى غير ذلك ، ولذلك قيل : ان الرحمن عام للمؤمن والكافر والرحيمخاص بالمؤمن .
وقوله تعالى : الحمد لله ،
الحمد على ما قيل : هو الثناء على الجميل الاختياري والمدحأعم منه ، يقال : حمدت فلانا أو مدحته لكرمه ، ويقال : مدحت اللؤلؤ علي صفائهولا يقال : حمدته على صفائه ، واللام فيه للجنس أو الاستغراق والمال هيهنا واحد .وذلك أن الله سبحانه يقول :
( ذلكم الله ربكم خالق كل شئ ) غافر - 62 .
فأفاد أن كل ما هو شئ فهو مخلوق لله سبحانه ، وقال :
( الذي أحسن كل شئخلقه ) السجدة - 7
فأثبت الحسن لكل شئ مخلوق من جهة أنه مخلوق له منسوبإليه ، فالحسن يدور مدار الخلق وبالعكس ، فلا خلق إلا وهو حسن جميل باحسانه ولاحسن إلا وهو مخلوق له منسوب إليه ،
وقد قال تعالى : ( هو الله الواحد القهار )الزمر - 4 .
وقال : ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) طه - 111 .
فانباء انه لم يخلقما خلق بقهر قاهر ولا يفعل ما فعل باجبار من مجبر بل خلقه عن علم واختيار فما منشئ إلا وهو فعل جميل اختياري له فهذا من جهة الفعل ، وأما من جهة الاسم فقدقال تعالى :
( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) طه - 8 .
وقال تعالى : ( ولله الأسماءالحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) الأعراف - 180 .
فهو تعالى جميلفي أسمائه وجميل في أفعاله ، وكل جميل منه .
فقد بان انه تعالى محمود على جميل أسمائه ومحمود على جميل أفعاله ، وأنه ما من حمديحمده حامد لأمر محمود إلا كان لله سبحانه حقيقة لان الجميل الذي يتعلق به الحمد منهسبحانه ، فلله سبحانه جنس الحمد وله سبحانه كل حمد .


 

رد مع اقتباس