08-02-2010, 11:40 PM
|
#6
|
خادم الحسين
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1
|
تاريخ التسجيل : May 2010
|
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
|
المشاركات :
2,305 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
شأن الرواية في كتب الامامية
شأن الرواية في كتب الامامية : دون أصحاب أئمة أهل البيت مؤلفات متنوعة في مختلف العلوم ، منها ما سمي بالأصول ( والأصل هو الكتاب الذي جمع فيه مصنف الأحاديث التي رواها عن المعصوم ، أو عن الراوي ‹ صفحة 201 › عنه ) ( 33 ) ، ولا تكون أحاديثه منقولة عن كتاب آخر .
وقد بلغ عدد الأصول أربعمائة أصل أو أكثر ، ووصلت تلك الأصول - يدا بيد - إلى علمائنا في القرن الرابع الهجري ، ونقل منها الكليني في موسوعته الحديثية المسماة بالكافي .
وجمع ما كان منها في الاحكام ، الصدوق في كتاب ( من لا يحضره الفقيه ) .
والشيخ الطوسي في كل من كتابيه :
الاستبصار في ما اختلف من الاخبار ، وتهذيب الاحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد المتوفى ( 413 ه ) .
كما أخذ منها ابن بابويه المتوفى ( 329 ه ) وابنه الصدوق ( ع ) وغيرهما مواد كتبهم الحديثية .
وبقيت المجاميع الحديثية الأربعة السابقة الذكر مرجعا للعلماء حتى اليوم .
وبقي من عصرهم - أيضا - الكتب الرجالية الأربعة : اختيار رجال الكشي للشيخ الطوسي ، ورجال الشيخ الطوسي وفهرسته ، وفهرست النجاشي .
وكان لأصحاب الأئمة عدا ما ذكرنا من الأصول الأربعمائة آلاف من الكتب في مختلف العلوم .
فقد ألفوا في أخبار الأوائل : كأخبار ولد آدم ، وأصحاب الكهف وتفرق عاد . ‹ صفحة 202 ›
وفي أخبار الجاهلية مثل كتاب الخيل والسيوف والأصنام وأيام العرب وأنسابها ، ونواقل القبائل ( ف ) ومنافراتها .
وفي أخبار البلدان وأسماء الأرضين والجبال والمياه .
وفي أخبار ما قارب الاسلام كأخبار الاحلاف ومناكح العرب . . . إلخ .
وأخبار الاسلام كيوم السقيفة والردة والجمل وصفين ووقعة الطف والمختار والتوابين وما قبلها وما بعدها . آلاف من الكتب في هذه الأخبار وأمثالها وفي أنواع أخرى من العلوم من أصحاب الأئمة ذهبت مع الأيام ، وأصبحنا لا نجد غير أسمائها وأسماء مؤلفيها في كتب الفهارس كفهرست النديم والنجاشي والشيخ الطوسي والذريعة !
وكان سبب هذا الضياع أمرين :
أولهما:
ارهاب الحكام ومن سار في ركابهم مدى العصور لاتباع مدرسة أئمة أهل البيت - علماء الشيعة - إلى حد قتل النفوس وإحراق المكتبات بما فيها من آلاف الكتب مثل خزانة كتب ( بين السورين ) ببغداد ، قال الحموي : " لم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة واحترقت في ما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد سنة 447 " ( 34 ) .
ذهبت من كتب الشيعة في أمثال هذه الفتن ما لا يحصيها إلا الله .
‹ صفحة 203 ›
والامر الثاني :
نصراف علماء الشيعة في جانب التخصص العلمي إلى تحصيل العلوم الممهدة لاستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية ، ومن ثم عنوا بتدارس آيات الاحكام ، وروايات الاحكام دراسة وافية مستوعبة جيلا بعد جيل حتى عصرنا الحاضر ، إلى حد يحصل معه الاطمئنان عند الباحث المتتبع أن الاحكام الاسلامية - مع كل تلك العناية الشديدة على مر العصور في المحافظة عليها وتدارس رواياتها - وصلت إلينا سليمة في هذا العصر .
وفي مقابل هذه العناية الشديدة بروايات الاحكام ورواتها وكتبها جيلا بعد جيل ، نجد تقصيرا معيبا في تدارس روايات السيرة والتاريخ والتفسير والآداب الاسلامية ، وغيرها من صنوف العلوم الاسلامية .
كان نتيجة ذلك :
أولا - ضياع مصادر الدراسات الاسلامية من مصنفات أصحاب أئمة أهل البيت كما ذكرناه .
ثانيا - تسامح علماء الشيعة لدى رجوعهم إلى روايات التواريخ والسير والتفسير ومعرفة البلاد وفنون أخرى ، واعتمادهم - أحيانا - على كتب مثل تاريخ الطبري ( ص ) وروايات كعب الأحبار ، ووهب بن منبه ( ق ) ونظائرهما في التفسير .
‹ صفحة 204 ›
ومتابعة أهل كتب الملل والنحل في رجوعهم إلى ما يتقوله الناس في ما ألفوا في هذا الباب !
وهكذا تسربت بعض أخبار الزنادقة المنتشرة في أمثال تاريخ الطبري إلى كتب تاريخهم ( ر ) .
وتسربت بعض الإسرائيليات عن طريق بعض التفاسير التي أخذت من كعب الأحبار ونظائره إلى تفاسيرهم .
وتسربت أساطير الخرافة إلى تآليفهم في الملل والنحل .
منوا بكل ذلك بسبب تسامحهم في ما يرجعون إليه من أخبار هذه العلوم خلاف دأبهم في ما يرجعون إليه من روايات الاحكام لشدة تثبتهم وفحصهم صحيحها من سقيمها ، وتدارس ما يعمل لدى تعارض بعضها مع بعض ، أو مع آي من القرآن ، وتوضيحهم قواعد العمل في عامها وخاصها ، ومجملها ومبينها إلى غير ذلك من بحوث واسعة في هذا الفن .
وكان من نتيجة هذا التسامح انتشار روايات غير صحيحة في بعض كتب التراجم مثل رجال الكشي ، والمقالات للأشعري .
فقد روى الكشي في ترجمة المغيرة بن سعيد عن يونس ، عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله يقول :
( كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ، ويأخذ كتب أصحابه ، ‹ صفحة 205 › وكان أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة ، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ، ويسندها إلى أبي !
ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم بأن يبثوها في الشيعة . . . " الحديث .
وقال يونس : ( وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين فسمعت منهم ، وأخذت كتبهم ، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله عليه السلام وقال لي : لعن الله أبا الخطاب !
وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله . . . " الحديث ( 35 ) .
أمثال هذه الروايات سواء أصحت وثبت أن الزنادقة دسوها في أمثال كتب الكشي ، أو أن الكشي وهم في إيراد أمثال هذه الروايات الكاذبة في كتابه - على كلا التقديرين - تثبت انتشار روايات غير صحيحة في أمثال كتاب رجال الكشي ( ش ) .
هذا وبالإضافة إلى ما ذكرنا فإن أخبار غير الاحكام مثل أخبار السيرة والتاريخ ، لم تدرس دراسة وافية ليعرف صحيحها من سقيمها .
وأخبار إحراق أمير المؤمنين الغلاة من ضمن الاخبار التي لم تدرس ، وهي معارضة بالاخبار التي تصرح بأنهم كانوا زنادقة كما وردت في رواية عن ‹ صفحة 206 › الإمام الصادق : ( أنه أتي بالزنادقة من البصرة فعرض عليهم الاسلام فأبوا . . . ) الحديث ( 36 ) .
وفي صحيح البخاري : ( أتي علي ( رض ) بزنادقة فأحرقهم ( 37 ) . . . ) الحديث .
وفي فتح الباري : " إن عليا أحرق المرتدين يعني الزنادقة " ( 38 ) .
وعن أحمد : أن عليا أتي بقوم من هؤلاء الزنادقة ومعهم كتب فأمر بنار فأججت ثم أحرقهم وكتبهم ( 39 ) .
وكذلك نرى أن روايات الاحراق - أيضا - جانبت الصواب ، والصواب ما ذكرته أمثال الرواية الآتية : عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين : أن عليا عليه السلام رفع إليه رجل نصراني أسلم ، ثم تنصر ، فقال علي ( ع ) :
" اعرضوا عليه الهوان ثلاثة أيام ، وفي كل ذلك [ يطعمه ] من طعامه ، ويسقيه من شرابه " فأخرجه يوم الرابع فأبى أن يسلم فأخرجه إلى رحبة المسجد فقتله ، وطلب النصارى جثته بمائة ألف فيه فأبى ( ع ) فأمر به فأحرق بالنار ، وقال : " لا أكون عونا للشيطان عليهم " ( 40 ) .
وفي رواية أخرى بعده : " ولا ممن يبيع جثة كافر " ( 41 ) .
وفي بعض أحاديث الاحراق غير هذا - أيضا - أن الامام أحرق أجسادهم بعد القتل ، والحديث الأخير يبين حكمة فعل الامام وهي خشية أن يتخذ قبره وثنا . ويبدو أن الوضاعين حرفوا هذه الأخبار حتى انقلبت ‹ صفحة 207 › إلى أساطير لا يتقبلها العقل .
.................................................. ....
‹ هامش ص 201 ›
( ع ) صنف ابن بابويه مئتي كتاب - الفهرست للنديم ص 277 ، والصدوق ثلاثمائة مصنف - معاني الأخبار 72 .
‹ هامش ص 202 ›
( ف ) النواقل : هي الجماعة التي تنتقل من قبيلة عربية إلى أخرى وتلتحق بالثانية وتنسب إليها وقد كتب فيهم علماء الأنساب وأحصوهم في كتب سميت باسم النواقل .
‹ هامش ص 203 ›
( ص ) مر علينا في قسمي هذا الكتاب قيمة روايات الطبري . ( ق ) تفاصيله في كتابنا من تاريخ الحديث .
‹ هامش ص 204 ›
( ر ) نقل الشيخ المفيد في كتابه : ( الجمل ) ص 47 عن كتاب أبي مخنف في حرب البصرة انه روى عن سيف بن عمر قال : " بقيت المدينة بعد قتل عثمان خمسة أيام وأميرها الغافقي يلتمسون من يجيبهم . . . " والرواية بسندها ومتنها نقلها الطبري في تاريخه ( 1 / 3073 ) .
‹ هامش ص 205 ›
( ش ) لا نقصد من هذا القول ترك روايات كتب أمثال كتاب رجال الكشي ، بل نقول بلزوم الفحص عن هذه الروايات والبحث فيها ونقدها ومقارنتها بغيرها .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|
|
|