عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-02-2010, 12:07 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وقعة الثني أو المذار



العنوان:
[الولجة وما بعدها ]
عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 80 – 87
‹ صفحة 81 ›
وقعة الثني أو المذار :

ذكر سيف وقعة الثني أو المذار بعد وقعة ذات السلاسل السابقة وقال :
كان سببها أن هرمز كان قد كتب إلى أردشير وشيري بقدوم خالد من اليمامة ، فبعث إليه بمدد مع أمير اسمه قارن بن قريانس ، فلما وصل إلى المذار بلغه مقتل هرمز ، ولقيه المنهزمون :
فلال الأهواز ، وفارس ، والسواد والجبل ، فتذامروا ، واتفقوا على العود لحرب خالد ، وعسكروا بالمذار وعبأ قارن جيشه وجعل على مجنبتيه قباذ وأنوشجان ، فأسرع المثنى وأخوه المعنى بالخبر إلى خالد ، فسار إليهم ، فلقيهم بالثني ، واقتتلوا على حنق وحفيظة ، فقتل أبيض الركبان معقل بن الأعشى النباش قارنا ، وكان قد انتهى شرف قارن ، وقتل عدي قباذ ، وعاصم أنوشجان ، وقتل من الفرس مقتلة عظيمة بلغت ثلاثين ألفا سوى من غرق ، ومنعت المياه المسلمين من طلبهم فقسم خالد الغنائم ، وبعث بالأخماس إلى المدينة ، وكانت الغنائم فيها أعظم من يوم ذات السلاسل ، وسبى عيالات المقاتلة ومن أعانهم .

الولجة :

قال سيف : لما انتهى الخبر إلى أردشير ملك الفرس بأمر ‹ صفحة 82 › المذار وقتل قارن ، بعث أميرا اسمه الاندرزغر من مولدي السواد ، وحشر إليه ما بين الحيرة وكسكر ، وعرب الضاحية ، والدهاقين ، وأمده بجيش آخر مع بهمن جاذويه .

فسار الانذرزغر حتى نزل الولجة في صفر سنة 12 - قال سيف : الولجة مما يلي كسكر من البر - قال :
فسمع بهم خالد ، فسار من الثني إلى الولجة واقتتلوا بها قتالا شديدا أشد من يوم الثني حتى ظن الفريقان أن الصبر قد أفرغ ، وكان خالد قد أرصد كمينين أحدهما بقيادة الصحابي سعيد ابن مرة العجلي ، فخرجوا من ناحيتين ، فانهزمت صفوف الأعاجم ، وولوا ، فأخذهم خالد من بين أيديهم ، والكمين من خلفهم ، فلم ير رجل منهم مقتل صاحبه ، ومضى الاندرزغر منهزما ، فمات عطشا .

وبارز خالد رجلا من أهل فارس يعدل بألف رجل ، فقتله فلما فرغ اتكأ عليه ، ودعا بغدائه . . . الحديث .

أليس : قال سيف :
لما أصاب خالد يوم الولجة طائفة من بكر بن وائل ( من نصارى العرب ، ممن أعان الفرس ) غضبت عشائرهم ، فكاتبوا الفرس ، واجتمعوا إلى أليس ، وعليهم عبد الأسود العجلي ، فكتب أردشير إلى بهمن جاذويه وكان قد أقام بعد الهزيمة بقسياثا ، فقدم بهمن جاذويه جابان إليهم ، وأمره بالتوقف عن المحاربة حتى يقدم عليه ، ثم سار بهمن إلى أردشير ليشاوره في ما يفعل وكان لأهل فارس في كل يوم من أيام الشهر رافد ‹ صفحة 83 › يرفدهم عند الملك وكان بهمن أحدهم .

أما جابان فقد سار حتى أتى أليس في صفر ، واجتمعت إليه المسالح التي كانت بإزاء العرب ، وعبد الأسود في نصارى العرب من بني عجل وتيم اللات ، وضبيعة ، وعرب الضاحية من أهل الحيرة ، وسار إليهم خالد حين بلغه خبرهم - وهو لا يعلم بدنو جابان - فلما طلع جابان بأليس قالت له العجم :
أنعاجلهم ، أم نغدي الناس ولا نريهم أنا نحفل بهم ثم نقاتلهم ؟ فقال جابان :
إن تركوكم فتهاونوا بهم . فعصوه ، وبسطوا البسط ، ووضعوا الأطعمة ، وتداعوا إليها ، وتوافوا إليها ، وإذا بخالد ينتهي إليهم ، فحط الأثقال ، وتوجه إليهم ، وأعجلهم عن طعامهم ، فقال لهم جابان :
ألم أقل لكم ، وحيث لم تقدروا على الاكل ، فسموا الطعام فإن ظفرتم فأيسرها لك ، وإن كانت لهم هلكوا بأكله ، فلم يفعلوا ، واقتتلوا قتالا شديدا ، والمشركون يزيدهم كلبا وشدة ما يتوقعون من قدوم بهمن جاذويه ، فصابروا المسلمين ، وقال خالد : اللهم !

إن لك علي إن منحتنا أكتافهم ألا أستبقي منهم أحدا قدرنا عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم . ثم إن الله نصرهم ، فنادى منادي خالد : الأسر ، الأسر ، لا تقتلوا إلا من امتنع .

فأقبلت الخيول بهم أفواجا مستأسرين ، يساقون سوقا ، وقد وكل بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر ، ففعل ذلك بهم يوما وليلة وطلبوهم الغد ، وبعد الغد ، حتى انتهوا إلى النهرين ، ومقدار ذلك من كل جوانب أليس ، فضرب أعناقهم .

فقال لهم القعقاع وأشباه له :
لو أنك قتلت أهل الأرض لم تجر دماؤهم ، فإن الدم - بعد قتل ابن آدم - قد نهي عن السيلان إلا مقدار بردة ، فأرسل عليها ‹ صفحة 84 › الماء تبر بيمينك ، وكان قد صد الماء عن النهر ، فأعاده ، فجرى دما عبيطا ، فسمى ( نهر الدم ) لذلك الشأن إلى اليوم ، وكانت على النهر أرحاء فطحنت بالماء - وهو أحمر - قوت العسكر ( ثمانية عشر ألفا أو يزيدون ) ثلاثة أيام ، وبلغ قتلاهم من أليس سبعين ألفا جلهم من أمغيشيا .

أمغيشيا ( 1 ) :

قال سيف : لما فرغ خالد من أليس سار إلى أمغيشيا ، وأعجلهم من أن ينقلوا ما فيها ، وجلا أهلها ، وتفرقوا في السواد ، فأمر خالد بهدم أمغيشيا وكل شئ كان حيزها ، قال :
وكانت أمغيشيا مصرا كالحيرة ، وكانت أليس من مسالحها ، فأصابوا فيها ما لم يصيبوا مثلها قط . بلغ سهم الفارس ألفا وخمسمائة سوى النفل الذي نفله أهل البلاء ، فقال أبو بكر لما بلغه الخبر :
" يا معشر قريش ! عدأ أسدكم على الأسد فغلبه على خراذيله ، أعجزت النساء أن ينشئن مثل خالد " .

يوم المقر وفم فرات بادقلي :

قال سيف : ثم سار خالد من أمغيشيا إلى الحيرة ، وحمل الرجال والأثقال في السفن ، فخرج آزاذبه مرزبان الحيرة وتهيأ لقتاله - وكان قد بلغ نصف الشرف ، وقيمة قلنسوته خمسون ألفا - وعسكر عند الغريين ‹ صفحة 85 › وأرسل ابنه فقطع الماء عن السفن ، فجنحت إلى الأرض فسار خالد في خيل نحو ابن الآزاذبه ، فلقيه على فرات بادقلي ، فقتله وجميع من معه ، وفجر الفرات فسلك الماء سبيله ، فجرت سفنه ، وسار نحو الحيرة ، فهرب الآزاذبه بغير قتال ، فنزل خالد بالغريين وحاصر قصور الحيرة .

مناقشة السند :

وزع سيف الأخبار السابقة على خمس عشرة من رواياته ، ورد في أسانيدها : اسم محمد بن عبد الله بن نويرة ست مرات .

واسم كل من بحر بن فرات العجلي ، عن أبيه ، وزياد بن سرجس الأحمري ، وعبد الرحمن بن سياه الأحمري ، والمهلب بن عقبة الأسدي ، مرتين . والغصن بن قاسم ، عن رجل من بني كنانة ، مرة واحدة ، وهم جميعا من مختلقات سيف من الرواة . أوردنا في ما سبق موجز روايات لسيف عن أخبار فتوح خالد قبل الحيرة .


.................................................. ..........


‹ هامش ص 84 ›
( 1 ) يظهر من رواية ذكرها الطبري هنا أن رواية سيف كان قد سأل أهل الحيرة عن أمغيشيا فلم يعرفها أحد بل كانوا سمعوا بموضع يقال له " منيشيا " فذكر ذلك لسيف فأجابه " هذان اسمان " .



................................................




رد مع اقتباس