[فتوح خالد ]
عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 74 – 8
2 - فتوحات موهومة :
ذكرنا في ما سبق أمثلة من تهويلات سيف في ما سماها بحروب الردة .
وفي ما يلي نذكر أمثلة من فتوح موهومة وردت في روايات سيف ، ذكر فيها أعدادا ضخمة من قتلى الجيوش الاسلامية وتهديمهم مساكن الشعوب ، إلى ما شابهها من أعمال وحشية لم يقع شئ منها بتاتا .
فتوح خالد بالعراق وقعة ذات السلاسل : قال سيف :
كتب أبو بكر إلى خالد أن يسير بعد اليمامة إلى العراق ، وأن يبدأ بثغر أهل السند والهند ، والثغر يومئذ الأبلة .
فكتب خالد قبل خروجه مع آزاذبه أبي الزباذبة - الذين باليمامة - إلى هرمز صاحب الثغر :
" أما بعد ، فأسلم تسلم ، أو اعتقد لنفسك وقومك الذمة ، وأقرر بالجزية ، وإلا فلا تلومن إلا نفسك ، فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة " . ‹ صفحة 76 ›
قال سيف :
وكان ثغر الهند أعظم ثغور فارس شأنا ، وأشدها شوكة ، وكان صاحبه يحارب العرب في البر والهند في البحر ،وكان هرمز من أسوأ أمراء ذلك الثغر جوارا للعرب ، فكل العرب عليه مغيظ ، وقد كانوا ضربوه مثلا في الخبث حتى قالوا : أخبث من هرمز ، وأكفر من هرمز ، قال :
فلما قدم كتاب خالد عليه كتب إلى شيري بن كسرى ، وأردشير بن شيري بالخبر وعبأ أصحابه ، وجعل على مجنبتيه قباذ ، وأنوشجان أخوين يلاقيان أردشير وشيري في أردشير الأكبر .
قال سيف : ونزل بجيشه في كاظمة واقترنوا في السلاسل لئلا يفروا والماء في أيديهم .
قال : وجاء خالد حتى نزل على غير ماء ، فلما قال له أصحابه في الماء أمرهم أن يحطوا أثقالهم ، وقال :
لعمري ليصيرن الماء لاصبر الفريقين ، ثم لم يمهلهم بل زحف إليهم ، ولاقاهم ، فأرسل الله سحابة أغدرت ما وراء صف المسلمين فقويت قلوبهم .
فبرز هرمز ونادى : رجل ورجل ، أين خالد ؟
وكان قد واطأ أصحابه على الغدر بخالد ، فبرز إليه خالد راجلا ، فترجل هرمز ، وتضاربا ، فاحتضنه خالد وحملت حامية هرمز ، وغدرت ، واستلحموا خالدا ، فما شغله ذلك عن قتله ، وحمل القعقاع بن عمرو فأزاحهم ، وانهزم أهل فارس ، وركب المسلمون أكتافهم إلى الليل . قال سيف في رواية أخرى :
ما ارتفع النهار وفي الغائط ( 1 ) مقترن . ‹ صفحة 77 ›
وقال : لما تراجع الطلب من ذلك اليوم رحل خالد بالناس حتى نزل بموضع الجسر الأعظم من البصرة اليوم ، ثم بعث المثنى في آثار القوم ، وأرسل معقل بن مقرن إلى الأبلة فجمع بها الأموال والسبايا .
وقال :
سميت الواقعة ب " ذات السلاسل " ونجا قباذ وأنوشجان ، وبعث خالد بالفتح والأخماس وبالفيل مع زر بن كليب ، فطيف به في المدينة ليراه الناس ، فجعل ضعيفات النساء يقلن :
أمن خلق الله ما نرى ؟
ورأينه مصنوعا ، فرده أبو بكر مع زر .
قال : ونفل أبو بكر خالدا قلنسوة هرمز وكانت بمائة ألف مفصصة بالجوهر ، قال : وكان أهل فارس يجعلون قلانسهم على قدر أحسابهم ، وكان هرمز ممنتم شرفه من البيوتات السبعة .
‹ هامش ص 76 ›
( 1 ) الغائط أرض واسعة .