07-31-2010, 11:09 PM
|
|
|
خادم الحسين
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 1 |
تاريخ التسجيل : May 2010 |
فترة الأقامة : 5406 يوم |
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM) |
المشاركات :
2,305 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
المقدمة في دراساتي الأولى
العنوان: [ 1 المقدمة ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 16 – 20
المقدمة في دراساتي الأولى لأحاديث سيف ، ظننت :
أن سيف بن عمر يروم - في ما يضع من رواية ، ويختلق من أسطورة - الدفاع عن ذوي السلطة والجاه من الصحابة ، والحط من مناوئيهم فحسب . وأنه في سبيل ذلك قلب الحقائق ، وجعل قسما كبيرا من أبرار الصحابة سخفاء جناة ، والمطعونين في دينهم ذوي حجى ودين !
وأنه في سبيل ذلك شوه معالم التاريخ الاسلامي بما افترى واختلق !
وأنه استطاع أن يخفي هدفه وعمله تحت غطاء من نشر مناقب عامة الصحابة ، وكذلك الدفاع عن عامتهم . وأن حيلته قد انطلت على العلماء مدى العصور ، وظنوا أن سيف بن عمر - في ما يضع ويختلق - يدافع عن عامة الصحابة وينشر فضائلهم .
فرجحوا رواياته على روايات غيره مع ما وصفوه بالكذب ، ووصفوا رواياته بالوضع ، واتهموه بالزندقة ! وأنه بسبب ذلك راجت رواياته وشاعت ، ونسيت روايات أخرى صحيحة وأهملت حتى اختفت من مصادر الدراسات الاسلامية ، وأن ذلك أضر بالاسلام والمسلمين ! فلما تبين لي كل ذلك خلال دراساتي الأولى ‹ صفحة 18 › حاولت أن أكشف عن هذه الحقائق دفاعا عن أبرار الصحابة ، ووضعا للأمور في نصابها ، وأوردت خلاصات عن بعض أبحاثي في كتاب ( عبد الله ابن سبأ ) وطبعته عام 1375 ه بالنجف الأشرف .
ثم تابعت دراساتي عن سيف وأحاديثه ، فتبين لي بعد ذلك أن سيف ابن عمر لا يهدف الدفاع عن وجهاء الصحابة ويخفي هدفه وراء التظاهر بالدفاع عن عامة الصحابة كما يبديه وحسب ، بل يدفعه إلى ذلك أمران آخران :
أولا :
يدفعه التعصب القبلي إلى تمجيد العدنانيين ونشر فضائلهم ، ثم الوقيعة في القحطانيين من قبائل اليمن ونشر معايبهم ، وبما أن السلطة كانت في قبائل عدنان مدى خلافة أبي بكر وعثمان ( 1 ) ثم الأمويين إلى عصر سيف ، وكانت الفئات المعارضة لهم من آل قحطان ، لهذا يخيل للباحث أن سيفا يضع الرواية ويختلق الأسطورة للدفاع عن أصحاب السلطة والحط من مناوئيهم ، بينما هو يعمل ما يعمل بدافع التعصب القبلي لعامة عدنان ضد عامة قحطان .
ثانيا :
تدفعه الزندقة إلى تشويش معالم التاريخ الاسلامي ، وتشويه حقائقه ، ولذلك صحف أسماء كثيرة وحرف أخبارها ، وغير سني الحوادث التاريخية ، واختلق الأساطير وقلب الحقائق ، ودس الخرافات في عقائد ‹ صفحة 19 › المسلمين إلى غير ذلك مما فعل ! ولعل الأهم من كل ذلك أن الزندقة دفعته إلى إبرازه الجيوش الاسلامية في فتوحها قاسية متوحشة ، وإظهار حروبها حروب إبادة للبشرية ، ومن هنا زعم بعضهم أن الاسلام انتشر بالسيف والدم . وعندما أدركت ذلك أخذت أشير إلى أهدافه في ما استدركته على كتاب ( عبد الله بن سبأ ) في طبعته الثالثة ببيروت ، وفي ما نشرته من أبحاث في كتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) . ثم جمعت من أبحاثي عن سيف ما يكشف عن واقعه المذكور آنفا ،
وجعلته قسما ثانيا لكتاب ( عبد الله بن سبأ ) وهو هذا الكتاب . وختمته ببحث واف عن ( عبد الله بن سبأ ) و ( السبئية ) و ( ابن السوداء ) وهي مما صحف فيها سيف وحرف ، ومنه أخذ المؤرخون ما نقلوه في كتبهم ، ثم تناقلت الألسن أخبارها فكثرتها وطورتها ، ثم أخذ أهل الملل والنحل وغيرهم من أفواه الناس ما تقولوه في تلكم الأسماء على مر السنين ، وخفي على الباحثين هذا التطور والتكاثر .
وقد قصدت - في كل ما بحثت - إنارة السبيل أمام الباحثين عن حقائق التاريخ الاسلامي ، وكشف ما وقع فيه ، وما وقع في الأحاديث الشريفة من زيف وتضليل . ورجاء أن ينبه ذلك العلماء إلى ضرورة قيام جماعة منهم بتدارس روايات السيرة والتاريخ الاسلامي وعقد القواعد لذلك .
وعسى أن يوفق الله بعض حماة الاسلام من علماء المسلمين إلى ذلك ‹ صفحة 20 › ثم القيام بنشر نتيجة دراساتهم على المسلمين . دفعني كل ذلك إلى القيام بهذه الدراسات المضنية في سنوات طويلة ، وتجشمت في سبيل ذلك مصاعب جمة من آلمها على القلب ازورار نفوس كريمة علي ظنا منهم أن ذلك غيرة منهم على وحدة الصف .
وليتهم شعروا أن في إخفاء الحقائق وأدا للعلم والدين ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 18 › ( 1 ) اختلف حكم الإمام علي عن حكم غيره من الخلفاء بأن مناوئي الامام كانوا من قريش العدنانية وحلفائهم وأن أنصاره كانوا من قبائل قحطان ومواليها . ولهذا يبدو سيف فاترا في نشر مناقب الامام ، ونشيطا في نشر الأكاذيب ضده وضد أنصاره السبائيين من آل قحطان .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|