عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2010, 01:20 AM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي العقيدة في الامام المهدي ع



عقيدتنا في المهدي
إن البشارة بظهور ( المهدي ) من ولد فاطمة في آخر الزمان ليملأ
الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا - ثابتة عن النبي صلى
الله عليه وآله بالتواتر ، وسجلها المسلمون جميعا فيما رووه من الحديث
عنه على اختلاف مشاربهم .
وليست هي بالفكرة المستحدثة عند ( الشيعة ) دفع إليها انتشار
الظلم والجور ، فحلموا بظهور من يطهر الأرض من رجس الظلم ، كما
يريد أن يصورها بغض المغالطين غير المنصفين . ولولا ثبوت ( فكرة
المهدي ) عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين وتشبعت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكن مدعو المهدية في القرون الأولى كالكيسانية والعباسيين وجملة من العلويين وغيرهم ، من خدعة الناس واستغلال هذه العقيدة فيهم طلبا للملك والسلطان ، فجعلوا ادعاءهم المهدية الكاذبة طريقا للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليهم .
ونحن مع إيماننا بصحة الدين الاسلامي وأنه خاتمة الأديان الإلهية
ولا تترقب دينا آخر لإصلاح البشر ، ومع ما نشاهد من انتشار الظلم
واستشراء الفساد في العالم على وجه لا تجد للعدل والصلاح موضع
قدم في الممالك المعمورة ، ومع ما نرى من انكفاء المسلمين أنفسهم عن دينهم وتعطيل أحكامه وقوانينه في جميع الممالك الإسلامية ، وعدمالتزامهم بواحد من الألف من أحكام الإسلام - نحن مع كل ذلك لا بد أن ننتظر الفرج بعودة الدين الاسلامي إلى قوته وتمكينه من إصلاحهذا العالم المنغمس بغطرسة الظلم والفساد .
ثم لا يمكن أن يعود الدين الاسلامي إلى قوته وسيطرته على
البشر عامة ، وهو على ما هو عليه اليوم وقبل اليوم من اختلاف معتنقيهفي قوانينه وأحكامه وفي أفكارهم عنه ، وهم على ما هم عليه اليوموقبل اليوم من البدع والتحريفات في قوانينه والضلالات في ادعاءاتهم .
نعم لا يكمن أن يعود الدين إلى قوته إلا إذا ظهر على رأسه مصلح
عظيم يجمع الكلمة ويرد عن الدين تحريف المبطلين ، ويبطل ما ألصقبه من البدع والضلالات بعناية ربانية وبلطف إلهي : ليجعل منه شخصاهاديا مهديا ، له هذه المنزلة العظمى والرياسة العامة والقدرة الخارقة ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا .
والخلاصة أن طبيعة الوضع الفاسد في البشر البالغة الغاية في
الفساد والظلم ، مع الإيمان بصحة هذا الدين وأنه الخاتمة للأديان -يقتضي انتظار هذا المصلح ( المهدي ) ، لإنقاذ العالم مما هو فيه .
ولأجل ذلك آمنت بهذا الانتظار جميع الفرق المسلمة ، بلا الأمم من
غير المسلمين غير أن الفرق بين الإمامية وغيرها هو أن الإمامية تعتقد
أن هذا المصلح المهدي هو شخص معين معروف ولد سنة 256
هجرية ولا يزال حيا ، هو ابن الحسن العسكري واسمه ( محمد ) .
وذلك بما ثبت عن النبي وآل البيت من الوعد به وما تواتر عندنا منولادته واحتجابه .
ولا يجوز أن تنقطع الإمامة وتحول في عصر من العصور ، وإن كان الإمام مخفيا ، ليظهر في اليوم الموعود به من الله
تعالى الذي هو من الأسرار الإلهية التي لا يعلم بها إلا هو تعالى .
ولا يخلو من أن تكون حياته وبقاؤه هذه المدة الطويلة معجزة
جعلها الله تعالى له ، وليست هي بأعظم من معجزة أن يكون إماما للخلق وهو ابن خمس سنين يوم رحل والده إلى الرفيق الأعلى ، ولا هي بأعظم من معجزة عيسى إذ كلم الناس في المهد صبيا وبعث في الناس
نبيا .
وطول الحياة أكثر من العمر الطبيعي أو الذي يتخيل أنه العمر
الطبيعي لا يمنع منها فن الطب ولا يحيلها ، غير أن الطب بعد لم يتوصل إلى ما يمكنه من تعمير حياة الانسان .
وإذا عجز عنه الطب فإن الله تعالى قادر على كل شئ ، وقد وقع فعلا تعمير نوح وبقاء عيسى عليهما السلام كما أخبر عنهما القرآن الكريم .
. ولو شك الشاك فيما أخبر به القرآن فعلى الإسلام السلام .
ومن العجب أن يتساءل المسلم عن إمكان ذلك وهو يدعي الإيمان
بالكتاب العزيز .
ومما يجدر أن نذكره في هذا الصدد ونذكر أنفسنا به أنه ليس
معنى انتظار هذا المصلح المنقذ ( المهدي ) ، أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم ، وما يجب عليهم من نصرته والجهاد في سبيله والأخذ بأحكامه ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
بل المسلم أبدا مكلف بالعمل بما أنزل من الأحكام الشرعية ، وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) .
فلا يجوز له التأخر عن واجباته بمجرد الانتظار للمصلح المهدي والمبشر الهادي ، فإن هذا لا يسقط تكليفا ، ولا يؤجل عملا ، ولا يجعل الناس هملا كالسوائم .


 

رد مع اقتباس