ثانيا - لزوم مراعاة حقوق الأب :
ينبغي للأولاد مراعاة حقوق الأب
وأهمها إطاعته ما لم يلزم منه معصية الله
عز وجل . قال تعالى : ( ووصينا الإنسان
بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله
في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي
المصير * وإن جاهداك على أن تشرك بي
ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما
في الدنيا معروفا . . . ) ( 1 ) .
وقال علي عليه السلام في نهج البلاغة :
" إن للولد على الوالد حقا ، وإن للوالد
على الولد حقا ، فحق الوالد على الولد
أن يطيعه في كل شئ إلا في معصية الله
سبحانه ، وحق الولد على الوالد
أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ، ويعلمه
القرآن " ( 2 ) .
وعلى هذا الأساس أفتى الفقهاء
بوجوب طاعة الأب إلا أن تستلزم فعل
الحرام أو ترك الواجب ، ولذلك لو نهى
عن الحج الواجب أو الصوم الواجب
لا تجب طاعته ، وهذا مما لا خلاف فيه ،
ولكن اختلفوا في اشتراط إذنه في بعض
العبادات المندوبة كالحج المندوب والصوم
المندوب وأمثالهما ، فذهب بعضهم إلى
‹ صفحة 143 ›
لزومه وذهب آخرون إلى عدمه ( 1 ) .
وسوف يأتي تفصيل ذلك في أحكام الأولاد .
راجع : أولاد .
..............................
هامش ص142
( 1 ) لقمان : 14 و 15 .
( 2 ) نهج البلاغة : 546 ( الكلمة : 399 من
الكلمات القصار ) .
‹ هامش ص 143 ›
( 1 ) راجع المستمسك 10 : 17 . ومستند العروة
( الحج ) 1 : 28 و 29 .