آيات الأحكام
لغة :
راجع : آيات .
اصطلاحا :
الآيات القرآنية التي ورد فيها حكم
فقهي .
ويتسلسل البحث في ذلك كالآتي :
أولا - المعروف أن آيات الأحكام
نحو خمسمئة آية ، ولكن مع المتكررات
والمتداخلات ، قال الفاضل المقداد :
" اشتهر بين القوم أن الآيات
المبحوث عنها نحو من خمسمئة آية ، وذلك
إنما هو بالمتكرر والمتداخل ، وإلا فهي
لا تبلغ ذلك " ( 1 ) .
ثانيا - انقساماتها :
ذكروا لآيات الأحكام عدة
انقسامات من قبيل انقسامها إلى :
1 - ما كان زمان نزولها ومكانه
والمناسبة التي من أجلها نزلت الآية
معلوما ، وما لم يكن كذلك .
2 - ما كان منها نازلا في جواب
سؤال ، وما لم يكن كذلك بل نزل ابتداء .
3 - ما كان منها على نحو الأمر
والنهي ، وما لم يكن كذلك ، بل على نحو
الجملة الخبرية .
4 - ما كان منها صريحا في بيان
حكم ما ، وما لم يكن كذلك .
5 - ما كان منها مبينا لحكم كلي
وقاعدة عامة تجري في جميع أبواب الفقه ،
وما كان منها مختصا بباب وعنوان خاص .
فالأول مثل قوله تعالى : ( وجاهدوا
في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل
عليكم في الدين من حرج . . . ) ( 2 ) .
حيث استفيد منها - ومن مثلها -
‹ صفحة 132 ›
قاعدة نفي الحرج .
وكذا قوله تعالى : ( يريد الله بكم
اليسر ولا يريد بكم العسر ) ( 1 ) .
الذي يستفاد منه قاعدة نفي العسر
أيضا ، وربما أدغمت القاعدتان وسميتا
بقاعدة " نفي العسر والحرج " .
ومثل قوله تعالى : ( لا يكلف الله
نفسا إلا وسعها ) ( 2 ) وأمثالها التي ربما
استفيد منها البراءة .
والقسم الثاني أكثر الآيات التي ورد
فيها ذكر حكم ما على نحو الخصوص مثل
آيات الإرث ، وآيات القصاص وما شابه
ذلك ، وهذه وإن كان مفادها كليا أيضا إلا
أن الفرق بينها وبين القسم الأول هو : أن
القاعدة المستفادة من القسم الأول تكون
سارية في جميع أبواب الفقه ، وبعبارة
أخرى تكون ناظرة إلى سائر الأحكام
بخلاف الثاني فالآيات فيه ناظرة إلى باب
خاص من الفقه كما تقدم ( 3 ) .
ثالثا - أول من ألف في هذا المجال :
وأول من ألف في ذلك - على ما
قيل - هو محمد بن السائب الكلبي ، قال
العلامة الطهراني في الذريعة : " آيات
الأحكام الموسوم بكتاب أحكام القرآن
لأبي النضر محمد بن السائب بن بشر
الكلبي من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي
عبد الله الصادق عليهما السلام ، والمتوفى 146 ،
وهو والد هشام الكلبي النسابة الشهير
وصاحب التفسير الكبير الذي هو أبسط
التفاسير كما أذعن به العلامة السيوطي في
" الإتقان " ، قال ابن النديم في الفهرست
عند ذكره للكتب المؤلفة في علم أحكام
القرآن ما لفظه : " كتاب أحكام القرآن
للكلبي رواه عن ابن عباس " " .
ثم استمر العلامة الطهراني فقال :
" أقول : هو أول من صنف في هذا الفن كما
يظهر من تاريخه لا الإمام الشافعي محمد
بن إدريس المتوفى سنة 204 ، كما ذكره
العلامة السيوطي ، وكذا صرح به في كشف
الظنون في عنوان أحكام القرآن ، لأنه ولد
الإمام الشافعي بعد وفاة الكلبي بتسع
سنين ، لأنه ولد سنة 155 ، ولا القاسم بن
أصبغ بن محمد بن يوسف البياني القرطبي
الأندلسي الأخباري اللغوي المتوفى سنة
‹ صفحة 133 ›
340 ، والمولود بعد وفاة الإمام الشافعي
بثلاث وأربعين سنة ، لأنه ولد سنة 247 ،
كما ذكره العلامة السيوطي في بغية
الوعاة " ( 1 ) .
رابعا - الكتب المؤلفة في هذا الفن :
ألفت كتب عديدة في هذا الموضوع
- وفقا لفقه أهل البيت عليهم السلام - ولكن
أهمها كالآتي :
1 - فقه القرآن : للفقيه قطب الدين
الراوندي المتوفى عام 573 .
2 - كنز العرفان في فقه القرآن :
للشيخ الإمام أبي عبد الله مقداد بن
جلال الدين عبد الله السيوري
الحلي ، تلميذ الشهيد الأول ، المتوفى
عام 826 .
3 - زبدة البيان في أحكام القرآن :
للمولى أحمد بن محمد المعروف بالمقدس
الأردبيلي المتوفى عام 993 .
4 - مسالك الأفهام إلى آيات
الأحكام : للعلامة الجواد الكاظمي المتوفى
أواسط القرن الحادي عشر ، وقد فرغ من
تأليفه عام 1043 .
خامسا - طريقة التأليف :
المعروف عند المؤلفين في آيات
الأحكام هو اتخاذ أحد طريقين :
الأول - أن يتبع ترتيب الكتب
الفقهية فيقدم كتاب الطهارة ثم الصلاة ، ثم
الصوم وهكذا . . .
وهذه الطريقة هي أكثر تداولا
وأعم فائدة ، وجميع الكتب المتقدمة اتخذت
هذه الطريقة .
الثاني - أن يتبع ترتيب سور القرآن
فيبدأ بالآيات المذكورة في البقرة مثلا
الأول منها فالأول وهكذا إلى آخر القرآن
وهذه الطريقة هي أقل تداولا من الأولى .
‹ صفحة 134 ›
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 132 ›
( 1 ) البقرة : 185 .
( 2 ) البقرة : 286
( 3 ) أدوار فقه 2 : 4 - 6 ، ( فارسي للأستاذ
محمود الشهابي ) .
‹ هامش ص 132 ›
( 1 ) البقرة : 185 .
( 2 ) البقرة : 286
( 3 ) أدوار فقه 2 : 4 - 6 ، ( فارسي للأستاذ
محمود الشهابي ) .
‹ هامش ص 133 ›
( 1 ) الذريعة 1 : 40 ، وراجع : الشيعة وفنون
الإسلام : 53 ، والفهرست لابن النديم : 57 .