الموضوع: [ السقيفة وسيف ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2010, 11:25 PM   #9
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي بعد دفن النبي ص



العنوان: [ بعد دفن النبي ص ]
عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 1 - ص 124 – 127
بعد دفن الرسول :

اندحر سعد ومرشحوه ، وبقي علي وجماعته - بعد أن أصبحوا أقلية - يتناحرون وحزب أبي بكر الظافر وكل يجتهد في جلب الأنصار لحوزته . قال اليعقوبي ( 4 ) :
" وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع علي بن أبي طالب ( 5 ) منهم العباس بن عبد المطلب ‹ صفحة 125 › والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ( 1 ) ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبراء بن عازب ( 2 ) ، وأبي بن كعب ( 3 ) فأرسل أبو بكر إلى عمر بن الخطاب وأبي عبيدة ‹ صفحة 126 › ابن الجراح ، والمغيرة بن شعبة .

فقال : ما الرأي ؟ .

قالوا : ( 1 ) الرأي أن تلقى العباس بن عبد المطلب فتجعل له في هذا الامر نصيبا يكون له ولعقبه من بعده فتقطعون به ناحية علي بن أبي طالب " وتكون لكما حجة " ( 2 ) على علي إذا مال معكم . فانطلق أبو بكر ، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح ، والمغيرة ، حتى دخلوا على العباس ليلا ( 3 ) فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه ، ثم قال :

إن الله بعث محمدا نبيا ، وللمؤمنين وليا ، فمن عليهم بكونه بين أظهرهم حتى اختار له ما عنده فخلى على الناس أمورهم ( 4 ) ليختاروا لأنفسهم في مصلحتهم مشفقين ( 5 ) فاختاروني عليهم واليا ولأمورهم راعيا ، فوليت ذلك وما أخاف - بعون الله وتسديده - وهنا ولا حيرة ولا جبنا ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ، وما انفك يبلغني عن طاعن بقول الخلاف على عامة المسلمين يتخذكم لجأ فتكونوا حصنه المنيع ، وخطبه البديع ، فإما دخلتم مع الناس فيما اجتمعوا عليه ، وإما صرفتموهم عما مالوا إليه ، ولقد جئناك ونحن نريد أن نجعل لك في هذا الامر نصيبا يكون لك
‹ صفحة 127 › ويكون لمن بعدك من عقبك ، إذ كنت عم رسول الله ، وإن كان الناس قد رأوا مكانك ومكان صاحبك " فعدلوا الامر عنكم " ( 1 ) على رسلكم بني هاشم فإن رسول الله منا ومنكم .

وقال عمر بن الخطاب :
وأخرى إنا لم نأتكم لحاجة إليكم ، ولكن كرها أن يكون الطعن في ما اجتمع عليه المسلمون منكم فيتفاقم الخطب بكم وبهم ، فانظروا لأنفسكم !

فحمد العباس الله وأثنى عليه وقال :
إن الله بعث محمدا كما وصفت نبيا وللمؤمنين وليا ، فمن على أمته به حتى قبضه الله إليه واختار له ما عنده ، فخلى على المسلمين أمورهم ليختاروا لأنفسهم مصيبين الحق لا مائلين بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله طلبت فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين أخذت فنحن منهم فما تقدمنا في أمرك فرطا ، ولا حللنا وسطا ، ولا برحنا سخطا ، وإن كان هذا الامر وجب لك بالمؤمنين فما وجب إذ كنا كارهين . ما أبعد قولك من أنهم طعنوا عليك من قولك إنهم اختاروك ومالوا إليك ، وما أبعد تسميتك خليفة رسول الله من قولك خلى على الناس أمورهم ليختاروا فاختاروك . فأما ما قلت : إنك تجعله لي ، فإن كان حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم ( 2 ) فيه ، وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض ، وعلى رسلك ، فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها . فخرجوا من عنده " .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 124 ›
( 4 ) في تاريخه 2 / 103 ، والسقيفة لأبي بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد 2 / 13 ، والتفصيل في ص 74 منه وبلفظ قريب منه في الإمامة والسياسة 1 / 14 .
( 5 ) في نص الجوهري : " إنهم اجتمعوا ليلا وأرادوا أن يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين والأنصار ، وإن المجتمعين كانوا من الخامس إلى التاسع مضافا إلى عبادة بن الصامت وأبي الهيثم ابن التيهان وحذيفة " .

‹ هامش ص 125 ›
( 1 ) المقداد بن الأسود الكندي هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني .
أصاب دما في قومه فلحق بحضرموت فحالف كندة وتزوج امرأة فولدت له المقداد فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه الأسود فصار يقال له : المقداد ابن الأسود الكندي . فلما نزلت " ادعوهم لآبائهم " قيل له : المقداد بن عمرو . وقال الرسول : " إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي وأخبرني انه يحبهم " . فقيل : من هم ؟ فقال : " علي والمقداد وسلمان وأبو ذر " . توفي سنة 33 ه‍ .
الاستيعاب 2 / 451 والإصابة 3 / 433 - 434 .
( 2 ) أبو عمرو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ، كان ممن استصغره الرسول يوم بدر ورده . وغزا مع الرسول 14 غزوة وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان . سكن الكوفة وابتنى بها دارا وتوفي بها في إمارة مصعب بن الزبير . الاستيعاب 1 / 144 ، والإصابة 1 / 147 .
( 3 ) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهو تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر ، شهد العقبة الثانية وبايع النبي فيها وشهد بدرا وما بعدها ، وكان من كتاب النبي ، مات في آخر خلافة عمر أو صدر خلافة عثمان . الاستيعاب 1 / 27 - 30 ، والإصابة 1 / 31 - 32 .

‹ هامش ص 126 ›
( 1 ) في نص الجوهري أن قائل هذا الرأي هو المغيرة بن شعبة وهذا هو الأقرب إلى الصواب .
( 2 ) هذه الزيادة في نسخة الإمامة والسياسة 1 / 14 .
( 3 ) في رواية ابن أبي الحديد أن ذلك كان في الليلة الثانية بعد وفاة النبي .
( 4 ) إن ضمير ( هم ) موجود في رواية ابن أبي الحديد .
( 5 ) في نسخة الإمامة والسياسة وابن أبي الحديد ص 74 ( متفقين ) وهو الأشبه بالصواب .

‹ هامش ص 127 ›
( 1 ) الزيادة في نسخة ابن أبي الحديد والإمامة والسياسة .
( 2 ) في نسخة الجوهري والإمامة والسياسة : فإن يكن حقا لك فلا حاجة لنا فيه .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس