07-26-2010, 06:16 PM
|
|
|
خادم الحسين
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 1 |
تاريخ التسجيل : May 2010 |
فترة الأقامة : 5455 يوم |
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM) |
المشاركات :
2,305 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
مناظرة أروى بنت الحارث بن عبد المطلب مع معاوية
المناظرة الخامسة عشرة مناظرة أروى ( 1 ) بنت الحارث بن عبد المطلب مع معاوية روى ابن عائشة عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك ، قال :
دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية بن أبي سفيان بالموسم وهي عجوز كبيرة ، فلما رآها قال :
مرحبا بك يا عمه .
‹ صفحة 116 › قالت :
كيف أنت يا بن أخي ، لقد كفرت بعدي بالنعمة أسأت لابن عمك الصحبة ، وتسميت بغير اسمك ، وأخذت غير حقك ، بغير بلاء كان منك ، ولا من آبائك في الإسلام ، ولقد كفرتم بما جاء به محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فأتعس الله منكم الجدود ، وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق إلى أهله ، وكانت كلمة الله هي العليا ، ونبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون ، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا ، حتى قبض الله نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - مغفورا ذنبه مرفوعا درجته ، شريفا عند الله مرضيا ، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون ، يذبحون أبناءهم ، يستحيون نساءهم ، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى ( 1 ) ، حيث يقول :
( ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) ( 2 ) ولم يجمع بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لنا شمل ولم يسهل لنا وعر وغايتنا الجنة وغايتكم النار .
‹ صفحة 117 › قال عمرو بن العاص :
أيتها العجوز الضالة ، أقصري من قولك ، وغضي من طرفك . قالت : ومن أنت لا أم لك ؟ قال : عمرو بن العاص .
قالت :
يا بن اللخناء النابغة ، أتكلمني أربع على ظلعك ، وأعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ، ولا كريم منصبها ، ولقد ادعاك ستة من قريش ، كل يزعم أنه أبوك ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر ( أي فاجر ) فأتم بهم فإنك بهم أشبه فقال مروان الحكم :
أيتها العجوز الضالة ، ساخ بصرك مع ذهاب عقلك ، فلا يجوز شهادتك . قالت :
يا بني ، أتتكلم فوالله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم وإنك لشبهه في رزقه عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته ، ولقد رأيت الحكم ماد القامة ، طاهر الأمة سبط الشعر ، وما بينكما قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب ، فاسأل أمك عما ذكرك لك فإنها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت .
ثم التفتت إلى معاوية فقالت :
والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك للقائلة في يوم أحد في قتل حمزة - رحمة الله عليه - :
نحن جزيناكم بيوم بدر * والحرب يوم الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر * أبي وعمي وأخي وصهري شفيت وحشي غليل صدري * شفيت نفسي وقضيت نذري فشكر وحشي علي عمري * حتى تغيب أعظمي في قبري فأجبتها :
‹ صفحة 118 ›
يا بنت رقاع عظيم الكفر * خزيت في بدر وغير بدر صبحك الله قبيل الفجر *بالهاشميين الطول الزهر بكل قطاع حسام يفري * حمزة ليثي وعلي صقري إذ رام شبيب وأبوك غدري * أعطيت وحشي ضمير الصدر هتك وحشي حجاب الستر * ما للبغايا بعدها من فخر
فقال معاويية لمروان وعمرو ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره ، ثم قال لها :
يا عمة اقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطير النساء .
قالت : تأمر لي بألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار .
قال :
ما تصنعين يا عمة بألفي دينار ؟
قالت :
أشتري بها عينا خرخارة في أرض خوارة تكون لولد الحارث بن المطلب .
قال :
نعم الموضع وضعتها ، فما تصنعين بألفي دينار ؟
قالت :
أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم .
قالت : أستعين بها على عسر المدينة وزيارة بيت الله الحرام .
قال :
نعم الموضع وضعتها ، هي لك نعم وكرامة ، ثم قال : أما والله لو كان علي ما أمر لك بها .
قالت :
صدقت إن عليا أدى الأمانة ، وعمل بأمر الله ، وأخذ به ، وأنت ضيعت أمانتك ، وخنت الله في ماله ، فأعطيت مال الله من لا يستحقه ، وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبيئها ، فلم تأخذ بها ودعانا ( أي علي ) إلى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا فشغل بحر بك عن وضع الأمور ‹ صفحة 119 › مواضعها ، وما سألتك من ما لك شيئا فتمن به إنما سألتك من حقنا ولا نرى أخذ شئ وغير حقنا ، أتذكر عليا فض الله فاك وأجهد بلاءك ، ثم علا بكاؤها وقالت :
ألا يا عين ويحك أسعدينا * ألا وابكي أمير المؤمنينا رزينا خير من ركب المطايا * وفارسها ومن ركب السفينا ومن لبس النعال أو احتذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا إذا استقبلت وجه أبي حسن * رأيت البدر راع الناظرينا ولا والله لا أنسى عليا * وحسن صلاته في الراكعينا أفي الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا
فأمر معاوية لها بستة آلاف ، وقال لها :
يا عمة أنفقي هذه في ما تحبين ، فإذا احتجتيني فاكتبي إلى ابن أخيك يحسن صفدك ومعونتك إن شاء الله ( 1 ) .
‹ هامش ص 115 ›
( 1 ) هي : أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، ابنة عم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، أمها غزية بنت قيس بن طريق بن عبد العزيز بن عامر بن عميرة ابن وديعة بن الحارث بن فهر ، تزوجها أبو وداعة بن صبرة بن سعيد بن سعد ابن سهم فولدت له : المطلب ، وأبا سفيان ، وأم جميل ، وأم حكيم ، والربعة بني أبي وداعة ، توفيت حدود سنة 50 ه .
وهي : من ربات الفصاحة والبلاغة ، كانت أغلظ الوافدات على معاوية بن أبي سفيان ، حيث أسمعته ومن معه كلاما قارصا - ووبخته على أخذه ما ليس له واحتجت بأدلة وبراهين على خلافة أمير المؤمنين - عليه السلام - بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأظهرت مظلوميته .
نعم هكذا كن نساء العقيدة والمبدأ يتحلين بالشجاعة والصبر والثبات على ما أنعم الله عليهن بمعرفة الولاية الحقة ، والمبدأ يتحلين بالشجاعة والصبر والثبات على ما أنعم الله يجاهدن بمعرفة الولاية الحقة ، فتراهن في حياة الإمام علي - عليه السلام - يقفن إلى جنبه يجاهدون بلسانهن ، ويحضرون معه واقعة صفين يحرضن الرجال على القتال بشعر أو نثر ، وبعد استشهاده - عليه السلام - واغتصاب معاوية الخلافة نراه يبعث وراءهن قاصدا إذا لا لهن وإظهار نفسه أمام الناس بأنه يتحلى بالعفو عند المقدرة إذ يعفو عنهن ويكرم بعضهن ، إلا إنهن يقفن موقفا بطوليا ويسمعن معاوية ومن معه كلاما قارصا يدل على ثبات عقيدتهن ورسوخها ، نعم إنها كلمة حق عند سلطان جائر . عن كتاب أعلام النساء المؤمنات ص 99 - 103 ( لمحمد الحسون وأم علي مشكور ) . راجع ترجمتها في : الطبقات الكبري لابن سعد ج 8 ص 50 ، أعلام النساء ج 1 ص 28 ، الأعلام للزركلي ج 1 ص 290 ، أعيان النساء ص 24 .
‹ هامش ص 116 ›
( 1 ) تقدمت تخريجاته .
( 2 ) سورة الأعراف :
الآية 150 . جاء في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج 1 ص 20 :
تحت عنوان : ( كيف بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ) . . .
وبقي عمر ومعه قوم ، فأخرجوا عليا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع ، فقال :
إن أنا لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرت عنقك ، قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبد الله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا ، وأبو بكر ساكت لا يتكلم ، فقال له عمر : إلا تأمر فيه بأمرك ، فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه ، فلحق علي بقبر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يصبح ويبكي ، وينادي ( يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) . . . الخ .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|