07-23-2010, 06:15 AM
|
|
|
خادم الحسين
|
|
|
|
لوني المفضل
Cadetblue
|
رقم العضوية : 1 |
تاريخ التسجيل : May 2010 |
فترة الأقامة : 5406 يوم |
أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM) |
المشاركات :
2,305 [
+
]
|
التقييم :
10 |
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
باب رد كلام ابن سعد صاحب الطبقات
فالحري بنا أن نتكلم على ما ذكره كبار علماء العامة في هذه القضية الموهومة تفصيلا، ومرسل على هفواتهم وطاماتهم وسقطاتهم وخزعبلاتهم عذابا واصبا ، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا ( 2 ) . ‹ صفحة 131 ›
باب رد كلام ابن سعد صاحب الطبقات باب رد ما ذكره محمد بن سعد بن منيع الزهري البصري المتوفى سنة 230 ثلاثين ومائتين في كتابه المعروف ب - الطبقات الكبرى ( 1 ) وهو أقدم كتاب رأينا فيه هذ الأفك والبهتان قال فيه ما نصه : أم كلثوم ، بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وأمها فاطمة بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي ، تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لو تبلغ فلم تزل عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ، ورقية بنت عمر ، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فتوفي عنها ، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب ، فقالت أم كلثوم : إني لأستحي من أسماء بنت عميس ، إن أبيهما ماتا عندي وإني لأتخوف على هذا الثالث فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئا .
أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن جعفر بن محمد عن أبيه ، إن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فقال علي : إنما حبست بناتي على بني جعفر ، فقال عمر : أنكحنيها يا علي فوالله يا علي ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحبتها ما أرصد ، فقال علي : قد فعلت ، فجاء عمر إلى مجلس ‹ صفحة 132 › المهاجرين بين القبر والمنبر ، وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف ، فإذا كان الشئ يأتي من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك واستشارهم فيه ، فجاء عمر فقال : رفئوني ، فرفئوه وقالوا : بمن يا أمير المؤمنين قال : بابنة علي بن أبي طالب ، ثم أنشأ يخبرهم فقال : إن النبي ( ص ) قال : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلا نسبي وسسببي وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا .
أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن هشام بن سعد عن عطاء الخراساني : إن عمر أمهر أم كلثوم بنت علي أربعين ألفا ، قال محمد بن عمر وغيره : لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم قال : يا أمير المؤمنين إنها صبية فقال : أنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ، فأمر علي بها فصنعت ثم أمر ببرد فطواه وقال : انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين فقولي : أرسلني أبي يقرئك السلام ويقول إن رضيت البرد فأمسكه ، وإن سخطته فرده ، فلما أتت عمر قال بارك الله فيك وفي أبيك وقد رضينا ، قال : فرجعت إلى أبيها فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلا إلي ، فزوجها إياه فولدت له غلاما يقال له زيد ( 1 ) انتهى .
وكل ما ذكره ابن سعد في هذه العبارة باطل فاسد كما لا يخفى على أهل البصائر ، أما قوله : تزوجها عمر إلى قوله ولم تلد لأحد منهم شيئا فهو مما لم يذكر له سند ولو واهيا فكيف يلتفت إليه أهل التحقيق ، ومع ذلك فيدل على بطلان تزوج عمر لها ما سبق من الدلائلالساطعة والبراهين القاطعة ، وإذا ظهر بطلان التزوج بان لك أن ولادة زيد ورقية منها أبين فسادا وأوضح بطلانها .
ثم ما ذكره ابن سعد من تزوج عون بن جعفر ومحمد بن جعفر لها بعد عمر أظهر ما يكون من الأكاذيب والأباطيل لأن عونا ومحمد قد قتلا في حرب تستر ، ‹ صفحة 133 › وحرب تستر كانت في عهد عمر كما لا يخفى على أهل النظر في كتب التاريخ والرجال ( 1 ) .
قال الحافظ ابن عبد البر المغربي القرطبي في كتاب الاستيعاب : عون بن جعفر بن أبي طالب ، ولد على عهد رسول الله ( ص ) أمه وأم أخويه عبد الله ومحمد بن جعفر بن أبي طالب أسماء بنت عميس الخثعمية ، وأستشهد عون بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر بتستر ولا عقب ( 2 ) .
وقال عز الدين ابن الأثير الجزري في كتابه - أسد الغابة - : عونبن جعفر بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي والده جعفر هو ذو الجناحين ولد على عهد رسول الله ( ص ) ، أمه وأم أخويه عبد الله ومحمد أسماء بنت عميس الخثعمية ، أستشهد بتستر ولا عقب له ، روى عبد الله بن جعفر إن النبي ( ص ) قال لعون : أشبهت خلقي وخلقي ، وهذا إنما قاله رسول الله ( ص ) لأبيه جعفر بن أبي طالب ، أخرجه الثلاثة ( 3 ) .
وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه - الإصابة - :
عون بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي ابن عم النبي ( ص ) ولد بأرض الحبشة وقدم به أبوه في غزوة خيبر ، وأخرج النسائي وغيره من طريق محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : لما قتل جعفر بن أبي طالب قال رسول الله ( ص ) أدعو إلى بني أخي فجيئ بنا كأنا أفراخ فقال :
ادعوا إلى الحلاق فأمره فحلق رؤوسنا ثم قال : أما محمد فشبيهه عمنا أبي طالب ، وأما عون فشبيهه خلقي وخلقي ، ثم أخذ بيدي فأمالها ، فقال : أخلف جعفر في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه . ‹ صفحة 134 ›
وهذا سند صحيح أورده ابن منده من هذا الوجه مختصرا مقتصرا على قولهإن النبي ( ص ) قال : لعون أشبهت خلقي وخلقي ، ولما أورده ابن الأثير في ترجمته قال : هذا إنما قاله النبي ( ص ) لأبيه جعفر فأومأ إلى إنه وهم وليس كما ظنوا بل الحديثان صحيحان ، وكل منهما معدود فيمن كان أشبهه بالنبي ( ص ) واختلف في أي ولدي جعفر ، محمد وعون كان أسن ، فأما عبد الله فكان أسن منهما ، وذكر موسى بن عقبة ، إن عبد الله ولد سنة اثنتين وقيل غير ذلك كما سبق في ترجمته ، وقال أبو عمر : أستشهد عون بن جعفر في تستر وذلك في خلافة عمر وما له عقب ( 1 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
( 2 ) سورة النساء : 84 .
‹ هامش ص 131 ›
( 1 ) طبع في مصر للمرة الأولى 1 - 4 عام 1358 . وأعيد ثانية في بيروت 1 - 9 بإشراف الدكتور إحسان عباس سنه 1388 ، 1968 .
‹ هامش ص 132 ›
الطبقات الكبرى 8 : 463 - 464 .
‹ هامش ص 133 ›
( 1 ) حرب تستر كانت سنة 16 / 17 / 19 ومقتل عمر حدث عام 23 . تاريخ الطبري 4 : 213 . معجم البلدان 2 : 29 . الكامل في التاريخ 2 : 546 . البداية والنهاية 7 : 83 . ( 2 ) الاستيعاب 3 : 161 ، هامش الإصابة . ( 3 ) أسد الغابة 4 : 157 .
‹ هامش ص 134 ›
( 1 ) الإصابة 3 : 44 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|