ذكر كراهة أم أبان لعمر وامور اخرى
ذكر كراهة أم أبان لعمر وإبائها عن زوجيته ولسوء عشرته قال الطبري في تاريخه في ذكر أسماء ولد عمر ونساءه : قال المدائني ، وخطب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة فكرهته وقالت : يغلق بابه ، ويمنع خيره ، ويدخل عابسا ، ويخرج عابسا ، ( 3 ) . ‹ صفحة 116 ›
وقال ابن الأثير الجزري في تاريخه - الكامل - في ذكر أسماء ولد عمر ونسائه : وخطب أم أبان بنت عتبة بن ربيعة فكرهته وقالت : يغلق بابه ويمنع خيره ، ويدخل عابسا ويخرج عابسا ( 1 ) . وأنت إذا أحطت خبرا بهذه الواقعات التي تشهد بغلظة عمر وفظاظته وشدة ظلمه وسوء خلقه مع النساء خاصة لا تستغرب في بطلان دعوى عقد سيدتنا أم كلثوم ( ع ) مع عمر . .
ومن العجائب أن ثقات العلماء من العامة يروون أن عمر لما أراد أن يتزوج أم كلثوم بنت أبي بكر وخطبها إلى عائشة ، استنكفت وأبت أم كلثوم وقالت : إنه خشن العيش ، شديد على النساء ( 2 ) .
وقالت أيضا : تزوجيني عمر وقد عرفت غيرته وخشونة عيشه . وقالت أيضا لعائشة : والله لئن فعلت لأخرجن إلى قبر رسول الله ( ص ) ولأصيحن به .
ويروون أيضا أن عمرو بن العاص الذي كان من مشاهير الصحابة جاء إلى عمر وقال له : بلغني خبر أعيذك منه بالله قال عمر : وما هو قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر قال عمر :
نعم فقال عمرو بن العاص :
إن أم كلثوم بنت أبي بكر حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق ، وفيك غلظة ونحن نهابك ، وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شئ سطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك قال عمر : فكيف بعائشة وقد كلمتها ، قال عمرو بن العاص :
أنا لك بها ( 3 ) .
ويروون أيضا : إن عمر بن الخطاب لما سمع هذا الكلام من عمرو بن العاص ترك أم كلثوم بنت أبي بكر .
وهذا الذي ذكرنا في هذا المقام لا يخفى على من راجع تاريخ الطبري ، ‹ صفحة 117 › والاستيعاب لابن عبد البر القرطبي وغيرهما من كتب أعلام القوم ، وتأتي عبارات هذه الكتب فيم بعد إنشاء الله تعالى ، وما جرى في هذه القصية يدلك على أمور عديدة فيها عبرة لألي الأبصار . منه : إن سوء خلق عمر بلغ من الاشتهار إلى حد التواتر حتى علمته واستيقنته ذوات الخدور من الأبكار . ومنها : إن سوء خلق عمر كان معلوما لعائشة بنت أبي بكر .
ومنها : إن سوء خلق عمر كان محققا عند عمرو بن العاص .
ومنها : إن سوء خلق عمر كان معلوما لعمر نفسه حتى أنه لم يقدر على رد كلام عمرو ابن العاص ، في هذا الباب ولذا ترك أم كلثوم أبو بكر ولم يعد إلى خطبتها على زعم هذا القول .
ومنها : إن مراعاة حق أبي بكر على عمر أوجبت عليه أن لا يتزوج بنت أبي بكر لأجل غلظته وفظاظته وخشونته وسوء خلقه ، وإذا دريت هذا انكشفت لك واستبان إن الذين يدعون إن عمر تزوج سيدتنا أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ( ع ) يثبتون اجتراء عمر بن الخطاب على أمر عظيم ، وخطب جسيم ، وهو مراعاة حق أبي بكر ، وترك مراعاة حق رسول الله ( ص ) وحق علي ( ع ) وحق الزهراء ( ع ) وحق الحسنين ( ع ) ومن هنا ينكشف لك أنما ذكره بعض الرواة إن عمر ترك بعد كلام ابن العاص السابق ذكره ، أم كلثوم بنت أبي بكر وخطب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بمشورة عمرو بن العاص ، من أبني الكذب والمحال ، ويسوق إليهما شديد الوزور والوبال ، ويوجب عليهما أليم العقاب والنكال . ذكر شرب عمر الشراب في عهد رسول الله ( ص )
الهامش
( 3 ) تاريخ الطبري 5 : 17 .
‹ هامش ص 116 ›
( 1 ) الكامل 3 : 55 . ( 2 ) الكامل 3 : 55 . ( 3 ) الكامل 3 : 55 .
تم . . . . . . . . . . . . .
|