ذكر شدة عمر على النساء الباكيات في عهد رسول الله ( ص )
قال أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني في المسند : حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : لما مات عثمان بن مظعون ( 2 ) قالت امرأته : هنيئا لك الجنة يا عثمان بن مظعون ، فنظر رسول الله ( ص ) إليها نظر غضبان فقال : وما يدريك قالت : يا رسول الله ، فارسك وصاحبك ، فقال رسول الله ( ص ) : والله إني رسول الله وما أدري ما يفعل بي فأشفق الناس على عثمان ، فلما ماتت زينب ( 3 ) ابنة رسول الله ( ص ) قال رسول الله ( ص ) ألحقوها بسلفنا الخير عثمان بن مظعون ، فبكت النساء ، فجعل عمر يضربهن بصوته فأخذ رسول الله ( ص ) يده وقال : مهلا يا عمر دعهن يبكين ، وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الله عز وجل ، ومن ‹ صفحة 115 › الرحمة ، وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان ( 1 ) .
وفي مسند أحمد أيضا : حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال : لما مات عثمان بن مضعون قالت امرأته : هنيئا لك يا ابن مضعون بالجنة قال : فنظر إليها رسول الله ( ص ) نظرة غضب فقال لها : ما يدريك فوالله إني لرسول الله ما أدري ما يفعل بي قال عفان : ولا بد قالت : يا رسول الله فارسك وصاحبك فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله ( ص ) حين قال ذلك لعثمان وكان من خيارهم . حتى ماتت رقية بنت رسول الله ( ص ) فقال : ألحقوها بسلفنا الخير عثمان بن مظعون قال : وبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فقال النبي ( ص ) لعمر : دعهن يبكين ، وإياكن ونعيق الشيطان ، ثم قال رسول الله ( ص ) : مهما يكون من القلب والعين فمن الله والرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان ، وقعد رسول الله ( ص ) على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي فجعل النبي ( ص ) يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها ( 2 ) ، وسيأتي خبر هذه الواقعة فيما بعد إنشاء الله تعالى من كتاب الطبقات لابن سعد البصري ، وكتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني أيضا .
الهامش
‹ هامش ص 114 ›
( 1 ) فتح البيان 7 : 270 .
( 2 ) أبو السائب عثمان بن مضعون بن حبيب بن وهب بن حذافة المتوفى 2 ه الزاهد العابد كان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية ، وهو من الصحابة . تنقيح المقال 2 : 249 . جامع الرواة 1 : 536 . ( 3 ) توقيت زينب سنة ثمان من الهجرة فخزن عليها رسول الله ( ص ) حزنا عظيما . ‹ هامش ص 115 › ( 1 ) مسند أحمد 1 : 237 . مستدرك الحاكم 3 : 191 . مسند أبي داود الطيالسي : 351 . مجمع الزوائد 3 : 17 . الغدير 6 : 159 . ( 2 ) مسند أحمد 1 : 335 . ( 3 ) تاريخ الطبري 5 : 17 .
|