فضاضته وغلظته تمنع من تزويجه
فصل . .
فضاضته وغلظته
ومن الدلائل الواضحة على بطلان دعوى هذا العقد أن عمر بن ‹ صفحة 97 › الخطاب كان فضا غليظا بل أفظ وأغلظ ، وقد ورث الفظاظة والغلظة عن أبيه الفظ الغليظ ، وأحوال سوء عشيرته مع النساء خاصة تدهش الناظر ، فكيف جاز له أن يخطب إلى أمير المؤمنين ( ع ) ابنته ، وهي ريحانة من رياحين الرسول ( ص ) ، وكيف جاز لأمير المؤمنين ( ع ) أن يزوجها منه مع علمه بسوء خلقه وغلظته وفظاظته ، هل هذا إلا ظلم قبيح ، وجور فضيح قد عصم الله أمير المؤمنين ( ع ) من الركون إليه ، فضلا عن الأقدام عليه ، والأخبار التي تتعلق ببيان هذه الخصلة الذميمة التي شاعت وذاعت عن عمر كثيرة جدا ، لكننا نقتصر في هذا المقام على نبذة يسيرة منها . ذكر كونه وارثا للفضاضة والغلظة . . عن أبيه الخطاب . . قال ابن سعد في الطبقات : أخبرنا يزيد بن هارون ، وعفان بن مسلم ، وعارم بن الفضل ، قالوا : حدثنا حماد بن زيد ، قال يزيد بن حازم ، عن سليمان ابن يسار ، قال : مر عمر بن الخطاب بضجنان فقال : لقد رأيتني ، إني لأرعى على الخطاب في هذه المكان ، وكان والله ما علمت فظا غليظا ، ثم أصبح إلى أمر أمة محمد ( ص ) ثم قال متمثلا : لا شئ فيما ترى إلا بشاشته يبقى الإله ويؤدي المال والولد ثم قال : لبعيره ، حوب ( 1 ) . أخبرنا سعيد بن عامر وعبد الوهاب بن عطاء قالا : أخبرنا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال : أقبلنا مع عمر بن الخطاب قافلين من مكة حتى إذا كنا بشعاب ضجنان وقف الناس فكان محمد يقول : مكانا كثير الشجر والأشب ، قال فقال : لقد رأيتني في هذا المكان وأنا في إبل الخطاب ، وكان فظا غليظا ، أحتطب عليها مرة ، وأختبط عليها أخرى ، ثم أصبحت اليوم يضرب الناس بجنابتي ليس فوقي أحد ، قال ثم مثل بهذا البيت : ‹ صفحة 98 › لا شئ فيما ترى إلا بشاشته يبقى الإله ويودي المال والولد ( 1 ) قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه : حدثنا عمر بن شبة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، عن ابن جعدة ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، عن سعيد بن المسيب ، قال : حج عمر فلما كان بضجنان قال : لا إله إلا الله العلي العظيم ، المعطي ما شاء من شاء كنت أرعى إبل الخطاب بهذا الوادي في مدرعة صوف ، وكان فظا يتعبني إذا عملت ، ويضربني إذا قصرت ، وقد أمسيت وليس بيني وبين الله أحد ( 2 ) . وقال ابن عبد بر القرطبي ، في الاستيعاب : وروي عن عمر رضي الله عنه ، أنه قال في انصرافه من حجته التي لم يحج بعدها : الحمد لله ولا إله إلا الله يعطي من يشاء ما يشاء لقد كنت بهذا الوادي - يعني ضجنان - أرعى إبلا للخطاب وكان فظا غليظا يتعبني إذا عملت ، ويضربني إذا قصرت ، وقد أصبحت وأمسيت وليس بيني وبين الله أحد أخشاه ( 3 ) . وقال ولي الله الدهلوي في إزالة الخفاء : روي عن عمر أنه قال في انصرافه من حجة لم يحج بعدها : الحمد لله ولا إله إلا الله يعطي من يشاء ما يشاء ، لقد كنت بهذا الوادي يعني ضجنان أرعى إبلا للخطاب ، وكان فظا غليظا يتعبني إذا عملت ويضربني إذا قصرت ، وقد أصبحت وليس بيني وبين الله أحد أخشاه ( 4 ) . ذكر كون عمر فظا غليظا بنص أصحاب رسول الله ( ص ) قال أبو يوسف يعقوب ابن إبراهيم البغدادي ( 5 ) صاحب أبي حنيفة في كتاب الخراج الذي صنفه للرشيد العباسي ما لفظه : ‹ صفحة 99 › حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد بن الحارث ، عن ابن سابط ، قال : لما حضره الوفاة أبا بكر ( رض ) أرسل إلى عمر يستخلفه ، فقال الناس : أتستخلف علينا فظا غليظا ، لو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ ، فماذا تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر ، قال : أتخوفونني ربي ، أقول : اللهم أمرت عليهم خير أهلك ( 1 ) .
وقال محمد بن سعد البصري في كتاب الطبقات في ترجمة أبي بكر في قصة استخلاف أبي بكر لعمر ما لفظه : وسمع بعض أصحاب النبي ( ص ) بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم : ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر ، لعمر علينا وقد ترى غلظته ، فقال أبو بكر : أجلسوني ، أبالله تخوفوني ؟ خاب من تزود من أمركم بظلم ، أقول : اللهم استخلفت عليهم خير أهلك ( 2 ) .
وقال أبو بكر عبد الله بن محمد العبسي المعروف بابن أبي شيبة في كتابه المصنف : حدثنا وكيع ، وابن إدريس ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن زبيد بن الحرث ، أن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه فقال الناس : تستخلف علينا فظا غليضا ، ولو قد ولينا كان أفظ وأغلظ ، فما تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر ( 3 ) ، الخ .
وقال محمد بن جرير الطبري في تاريخه ما لفظه ، لما نزل بأبي بكر رحمه الله الوفاة دعا عبد الرحمن ابن عوف فقال : أخبرني عن عمر فقال : يا خليفة رسول الله ( ص ) هو والله أفضل من رأيت فيه من رجل ولكن فيه غلظة ( 2 ) ، الخ .
وقال محب الدين الطبري في الرياض النضرة : وعن محمد بن سعيد بإسناده إن جماعة من الصحابة دخلوا على أبي بكر لما عزم على استخلاف عمر فقال له ‹ صفحة 100 › قائلون منهم : ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته ( 1 ) ، الخ .
وقال ابن تيمية ، في منهاج السنة ، في ضمن كلام له يذكر فيه عمر ما لفظه : ولهذا لما استخلفه أبو بكر كره خلافته طائفة حتى قال له طلحة : ماذا تقول لربك إذا وليت علينا فظا غليظا ، فقال : أبا لله تخوفوني ، أقول : وليت عليهم خير أهلك ( 2 ) .
وقال ابن حجر المكي في الصواعق ، في ذكر استخلاف أبي بكر لعمر ما لفظه : ودخل عليه بعض الصحابة فقال قائل منهم : ما أنت قائل لربك إذا سألك عن تولية عمر وقد ترى غلظته ، فقال أبو بكر : بالله تخوفوني أقول : اللهم إني استخلفت عليهم خير أهلك أبلغ عني ما قلت من ورائك ( 3 ) .
وقال علي المتقي ، في كنز العمال في كتاب الخلافة ، في ذكر خلافة عمر في ضمن خبر ما لفظه : وسمع بعض أصحاب النبي ( ص ) بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به ، فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم : ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته ، فقال أبو بكر : أجلسوني بالله تخوفونني ، خاب من تزود من أمركم بظلم أقول : اللهم استخلفت عليهم خير أهلك أبلغ عني ما قلت لك من ورائك ، ثم اضطجع ( 4 ) . وقال علي المتقي أيضا في كنز العمال ، في ذكر خلافة عمر ، عن زيد بن الحارث : أن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه فقال الناس : تستخلف علينا عمر فظا غليظا فلو قد ولينا كان أفظ وأغلظ فما تقول لربك إذا لقيته ، قد استخلفت علينا عمر ، فقال أبو بكر : أبربي تخوفونني ،
أقول :
اللهم ‹ صفحة 101 › استخلفت عليهم خير أهلك ( 1 ) . ورواه ابن جرير عن أسماء بنت عميس ، وكان عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر ابن الخطاب : قال ، لما حضر أبا بكر الصديق الوفاة ، دعا عثمان بن عفان فأملى عليه عهده ، ثم أغمي على أبي بكر قبل أن يملي أحدا فكتب عثمان عمر بن الخطاب ، فأفاق أبو بكر فقال لعثمان كتبت أحدا فقال : ظننتك لما بك وخشيت الفرقة ، فكتبت عمر بن الخطاب ، فقال : يرحمك الله أما كتبت نفسك لكنت لها أهلا ، فدخل عليه طلحة بن عبيد الله ، وقال : أنا رسول من روائي إليك يقولون : قد علمت غلظة عمر علينا في حياتك فكيف بعد وفاتك إذا أفضيت إليه أمورنا والله يسألك عنه ، فانظر ما أنت قائل ، فقال : أجلسوني ، أبالله تخوفونني ، قد خاب امرئ ظن من أمركم وهما ، إذا سألني الله قلت : استخلفت على أهلك خيرهم لهم ، فأبلغهم هذا عني ( 2 ) .
وقال إبراهيم بن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي في كتاب الاكتفاء ، في فضل الأربعة الخلفاء في ضمن رواية مشتملة على حال استخلاف أبي بكر لعمر ما لفظه : وسمع بعض أصحاب النبي ( ص ) بدخول عبد الرحمن وعثمان على أبي بكر وخلوتهما به فدخلوا على أبي بكر فقالوا له : ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته فقال أبو بكر : أجلسوني ، أبالله تخوفونني ، خاب من تزود من أمركم بظلم ، أقول اللهم استخلفت عليهم خير أهلك أبلغ عني ما قلت لك من ورائك ثم اضطجع ( 3 ) .
وقال الوصابي أيضا في كتاب الاكتفاء : وعن عثمان بن عبد الله بن الخطاب قال : لما حضر أبا بكر الصديق الوفاة دعا عثمان بن عفان فأملى عليه عهده ثم أغمي على أبي بكر ، قبل أن يسمي أحدا فكتب عثمان عمر بن الخطاب ، فأفاق أبو بكر . ‹ صفحة 102 › فقال لعثمان : كتب أحدا فقال : ظننتك لما بك فخشيت الفرقة فكتبت عمر بن الخطاب : فقال : يرحمك الله أما والله لو كتبت نفسك كنت لها أهلا ، فدخل عليه طلحة بن عبد الله فقال : أنا رسول من ورائي إليك يقولون : قد علمت غلظة عمر علينا في حياتك فكيف بعد وفاتك إذا أفضت إليه أمورنا ، والله سائلك عنه فأنظر ما أنت قائل له ، قال : أجلسوني ، بالله تخوفوني قد خاب امرئ يظن من أمركم وهما ، إذا سألني الله قلت : استخلفت على أهلك خير لهم ، فأبلغهم هذا عني ، أخرجه اللالكائي في السنة ( 1 ) .
وقال الوصابي أيضا كتاب الاكتفاء : عن زبيد بن الحارث ، أن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخله فقال الناس : تستخلف علينا عمر قال أبو بكر : أبربي تخوفوني أقول : اللهم استخلفت عليهم خير أهلك ، أخرجه عبد الرحمن بن سعد في الطبقات ، وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار عن أسماء بنت عميس .
وقال حسين بن أحمد الديار بكري ( 2 ) في كتابه المسمى بالخميس ، في قصة استخلاف أبي بكر لعمر ما لفظه : فقال طلحة والزبير : ما كنت قائلا لربك إذا وليته مع غلظته ، وفي رواية قال طلحة : أتولي علينا فظا غليضا ما تقول لربك إذا لقيته ( 3 ) إلى آخره .
وقال ولي الله الدهلوي في إزالة الخفاء ، في المقصد الأول في الفصل الرابع : وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة عن زيد بن الحارث ، أن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه فقال الناس : تستخلف علينا فظا غليظا ولو قد ولينا كان أفظ وأغلظ فما تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت عليهم خير هلك ( 4 ) الحديث انتهى ‹ صفحة 103 ›
وقد ذكر ولي الله الدهلوي في إزالة الخفاء ، في المقصد الأول أيضا في بيان أفضلية المشايخ الثلاثة هذا الخبر في المقصد الثاني أيضا هذا الخبر في مآثر أبي بكر ( 1 ) .
وذكر ولي الله الدهلوي ، في قرة العينين أيضا هذا الخبر في : إن أبا بكر حين حضره الموت أرسل إلى عمر يستخلفه فقال الناس : تستخلف علينا فظا غليظا ولو قد ولينا كان أفظ وأغلظ فما تقول إلى ربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر قال أبو بكر : أبربي تخوفوني أقول : اللهم استخلفت عليهم خير خلقك ، ثم أرسل إلى عمر فقال : إني موصيك بوصية الحديث ( 2 ) أخرجه ابن أبي شيبة .
ذكر اعتراف عمر بكونه غليظا وشديدا قال ابن سعد في الطبقات في ترجمة عمر ما لفظه : أخبرنا وهب بن جرير قال : أخبرنا شعبة عن جامع بن سداد عن ذي قرابة له قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : ثلاث كلمات إذا قلتها فهيمنوا عليها ، اللهم إني ضعيف فقوني ، اللهم إني غليظ فليني ، اللهم إني بخيل فسخني .
وقال ابن سعد أيضا في الطبقات : أخبرنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن جامع بن شداد عن أبيه قال : كان أول كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال : اللهم إني شديد فليني ، وإني ضعيف فقوني ، وإني بخيل فسخني ( 3 ) .
وقال ابن الجوزي ( 4 ) في كتاب سيرة عمر ما لفظه : عن جامع بن شداد عن ‹ صفحة 104 › أبيه ، قال : كان أول ما تكلم به عمر حين صعد إلى المنبر ، اللهم إني شديد فليني ، وأني ضعيف فقوني ، وأني بخيل فسخني ( 1 ) .
وقال علي المتقي في كنز العمال : عن جامع بن شداد عن أبيه قال : كان أول كلام تكلم به عمر بن الخطاب حين صعد المنبر قال : اللهم إني غليظ فليني ، وأني ضعيف فقوني ، وأني بخيل فسخني ( 2 ) .
وقال حسين بن محمد بن الحسن الديار بكري في تاريخه المسمى بالخميس ، وعن جامع بن شداد عن أبيه قال : كان أول من تكلم به عمر حين صعد المنبر أن قال : اللهم إني شديد فليني ، وأني ضعيف فقوني وأني بخيل فسخني ( 3 ) .
ذكر كون عمر أفظ وأغلظ بنص أزواج النبي ( ص ) قال محمد بن سعد البصري في كتابه الطبقات : أخبرنا محمد بن عمر ، حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، ، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال : استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن ، فلما استأذن عمر تبادرن الحجاب فدخل عمر ورسول الله يضحك فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله ، فقال رسول الله : ضحكت من هؤلاء اللائي كن عندي ، فلما سمعن صوتك بادرن الحجاب ، فقال عمر : يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ، قلن : ألست أغلظ وأفظ ، فقال رسول الله : والذي نفسي بيده ما لقيت الشيطان قط سالكا فجاء إلا سلك فجا غير فجك ( 4 ) .
‹ صفحة 105 ›
وقال مسلم في صحيحه في كتاب المناقب : حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد ، وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد قال عبد : أخبرني وقال حسن حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبر أن أباه سعد قال : استأذن عمر على رسول الله ( ص ) وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب ، فأذن له رسول الله ( ص ) ورسول الله ( ص ) يضحك ، فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله ( ص ) فقال رسول الله ( ص ) عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر : فأنت يا رسول الله أحق أن يهبن ، ثم قال عمر : أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ( ص ) ؟ قلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ( ص ) ، قال رسول الله ( ص ) : والذي نفسي بيده ما لقيت الشيطان قط لك فجا إلا سلك فجا غير فجك ( 1 ) .
أخبرنا محمد بن عمر قال : وحدثني أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص بن أبيه عن جده قال : كن عنده نساء النبي ( ص ) يستكسينه فدخل عمر على ذلك فذكر كذلك ( 2 ) .
وقال أحمد بن حنبل الشيباني في سنده : حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح قال : ابن شهاب أخبرني عن عبد الحميد بن عبد الرحمان بن محمد بن زيد ، أن محمد بن سعيد بن أبي وقاص ، أخبرنا أن أباه سعد بن أبي وقاص قال : أستأذن عمر على رسول الله ( ص ) وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ( ص ) يعني فدخل برسول الله ( ص ) يضحك فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله ( ص ) ‹ صفحة 106 › قال رسول الله ( ص ) عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن بالحجاب قال عمر : فأنت يا رسول الله أحق أن يهبن ثم قال عمر : أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ( ص ) قلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ( ص ) قال رسول الله ( ص ) والذي نفسي بيده ما لقيت الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك ( 1 ) .
وقال أحمد في مسنده أيضا : حدثنا زيد أنبأنا إبراهيم بن سعد وهاشم في حديثه ، قال حدثني صالح بن كيسان ، وقال يزيد : عن صالح الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمان ، عن محمد بن سعد عن أبيه قال : دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله ( ص ) وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرن رافعات أصواتهن فلما سمعن صوت عمر انقمعن وسكتن فضحك رسول الله ( ص ) فقال عمر : يا عدوات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول الله ( ص ) فقلن : أنك أفظ وأغلظ ، فقال رسول الله ( ص ) ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك ( 2 ) .
وقال البخاري ( 3 ) : في مناقب عمر بن الخطاب حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، وحدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا أبي صالح عن ابن شهاب ، أخبرني عبد الحميد بن عبد الرحمان بن زيد أن محمد بن سعيد بن أبي وقاص أخبره أن أباه قال : استأذن عمر على رسول الله ( ص ) وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله ( ص ) ورسول الله ( ص ) يضحك ، فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله ، قال : عجبت من هؤلاء ‹ صفحة 107 › اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب قال عمر : فأنت يا رسول الله كنت أحق أن يهبن ثم قال عمر : إي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ( ص ) قلن : نعم أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ( ص ) قال رسول الله ( ص ) : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك ( 1 ) .
وقال البخاري في صحيحه أيضا في باب التبسم والضحك : حدثنا إسماعيل قال : حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمان بن زيد بن الخطاب عن محمد بن سعيد عن أبيه قال : استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله ( ص ) وعنده نسوة من قريش يسألنه ويستكثرنه عالية أصواتهن على صوته فلما أستأذن عمر تبادرن الحجاب فأذن له النبي ( ص ) فدخل والنبي ( ص ) يضحك ، فقال : أضحك الله سنك يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي فقال : عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي لما سمعن صوتك تبادرن الحجاب فقال : أنت أحق أن يهبن يا رسول الله ، ثم أقبل عليهن فقال : يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ( ص ) فقلن : أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ( ص ) قال رسول الله ( ص ) أيها يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك ( 2 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 97 ›
( 1 ) الطبقات الكبرى 3 : 266 .
‹ هامش ص 98 ›
( 1 ) الطبقات 3 : 266 . ( 2 ) تاريخ الطبري 5 : 29 . ( 3 ) الاستيعاب - هامش الإصابة - 2 : 472 . ( 4 ) إزالة الخفاء . ( 5 ) أبو يوسف يعقوب ابن إبراهيم بن حبيب الأنصاري البغدادي مات 182 فقيه أصولي مجتهد محدث حافظ عالم بالتغيير والمغازي وأيام العرب . تاريخ بغداد 14 : 242 . الكامل لابن الأثير 6 : 53 تذكرة الحافظ 1 : 269 . البداية 10 : 180 تاج التراجم : 60 . مفتاح السعادة : 100 .
‹ هامش ص 99 ›
( 1 ) الخراج : 11 . ( 2 ) الطبقات الكبرى 3 : 199 . ( 3 ) المصنف 5 : 449 .
‹ هامش ص 99 ›
( 1 ) الخراج : 11 . ( 2 ) الطبقات الكبرى 3 : 199 . ( 3 ) المصنف 5 : 449 .
‹ هامش ص 100 ›
( 1 ) تاريخ الطبري 4 : 51 . ( 2 ) الرياض النضرة 1 : 237 . ( 3 ) منهاج السنة 2 : 170 ط بولاق . ( 4 ) الصواعق الحرقة 53 ط بولاق 1324 . ( 5 ) كنز العمال 5 : 449 . الطبقات 3 : 199 . 274 عن عائشة .
‹ هامش ص 101 ›
( 1 ) المصدر السابق . ( 2 ) تاريخ الطبري 4 : 54 . ( 3 ) الاكتفاء .
‹ هامش ص 102 ›
( 1 ) الاكتفاء . ( 2 ) حسين بن محمد بن الحسن المالكي القاضي مات 982 الكنى والألقاب 2 : 236 . تاريخ آداب اللغة العربية 3 : 308 كشف الظنون 203 . 725 . ( 3 ) تاريخ الخميس 2 : 241 . ( 4 ) إزالة الخفاء .
‹ هامش ص 103 ›
( 1 ) نفس المصدر . ( 2 ) الطبقات 3 : 274 . ( 3 ) المصدر السابق . ( 4 ) أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي المتوفى 597 كان له يد طولى في التفسير والحديث والصناعة الوعظ في كل العلوم . تذكرة الحفاظ 4 : 131 . النجوم الزاهرة 6 : 174 . طبقات المفسرين 17 مرآة الجنان 3 : 489 . مفتاح السعادة 1 : 207 روضات الجنات 5 : 35 . الغدير 1 : 117
‹ هامش ص 104 › ( 1 ) سيرة عمر : 178 . ابن أبي الحديد 3 : 100 . ( 2 ) كنز العمال 4 : 423 . ( 3 ) تاريخ الخميس 2 : 241 . ( 4 ) الطبقات 8 : 181 الغدير 8 : 94 نقلا عن البخاري .
‹ هامش ص 105 ›
( 1 ) صحيح مسلم 2 : 233 . ( 2 ) الطبقات 8 : 181 .
‹ هامش ص 106 ›
( 1 ) مسند أحمد 1 : 171 . ( 2 ) مسند ابن حنبل 1 : 171 . ( 3 ) أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزية البخاري المتوفى 256 . أوثق المحدثين وأقدمهم رتبة عند علماء الجمهوري . الغدير 1 : 93 . الكنى والألقاب 2 : 71 . وفيات 4 : 189 . معجم البلدان 1 : 355 .
‹ هامش ص 107 ›
( 1 ) صحيح البخاري مناقب عمر : 256 . وباب صفة إبليس 5 : 89 . ( 2 ) صحيح البخاري : 382 ط الهند 1272 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|