عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2010, 02:36 AM   #2
الصديق الاكبر
موالي مميز


الصورة الرمزية الصديق الاكبر
الصديق الاكبر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 03-27-2024 (01:46 PM)
 المشاركات : 153 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي السبب الثاني للفارق النسبي بينهما



السبب الثاني لرذالة نسبه

ومما يدل على مهانة نسب عمرو ودنائة أصل أمه ما جرى بين خالد بن الوليد وبين عمر في قصة قتل خالد ، مالك بن نويرة ، وهذه قصة طريفة تبدي عورات الأصحاب المبجلين بين السنة حيث أن المقام لا يسع ذكرها برمتها فلنقتصر على ذكر بعض ما يتعلق بها .

قال الطبري ( 1 ) في تاريخه عند قصة قتل خالد ، مالك بن نويرة وأصحابه ، فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال : عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ثم نزى على امرأته وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما ، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ثم قال : اربأ ، قتلت امرءا مسلما ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بأحجارك ، ولا يكلمه خالد بن الوليد ، ولا يظن إلا أن رأى أبي بكر على مثل رأي عمر فيه حتى دخل علي فلما دخل عليه أخبره الخبر وأعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه وعن ‹ صفحة 58 › ما كان في حربه تلك .

قال : فخرج خالدا حين رضي عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد فقال : هلم ألي يا ابن أم شملة قال : فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه ودخل بيته ، انتهى ( 2 ) .

فقال أبو المظفر يوسف بن قزا وغلي المعروف بسبط ابن الجوزي ( 3 ) في كتابه المسمى - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان - ، في قصة قتل خالد ، مالك بن نويرة : ولما بلغ عمر بن الخطاب خبر خالد وقتله مالكا وأخذه لامرأته قال : أي عباد الله قتل عدو الله امرءا مسلما ثم وثب على امرأته والله لنرجمنه بالحجارة ، فلما قدم خالد المدينة ودخل المسجد وعليه ثياب عليها سدء الحديد ، معتجرا بعمامة قد غرز فيها ثلاثة أسهم فيها أثر الدم ، فوثب إليه عمر فأخذ السهم من رأسه فحطمها وقال : يا عدو الله عدوت على امرئ مسلم فقتلته ثم نزوت على امرأته ، والله لنرجمنك بأحجارك وخالد لا يرجع عليه بلا ولا نعم ، وهو يظن أن رأي أبي بكر فيه كرأي عمر فدخل خالد على أبي بكر وعمر في المسجد فذكر لأبي بكر عذره ببعض الذي ذكر له فتجاوز عنه ، ورأى ، أنها الحرب وفيها فرضي عنه فخرج خالد من عنده وعمر في المسجد فقال له خالد : هلم يا ابن حنتمة إلي يريد أن يشاتمه ، فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فقام فدخل بيته ( 4 ) انتهى .

ولا يخفى على المتتبع بأخبار الصحابة إن خالدا لم يكتف على ذكر أم عمر وتوهينه مرة واحدة بل ذكر أمه مرارا عديدة ، بل كان دأبه الاستخفاف به وإطراح جانبه ، وما كان يسميه إلا باسم أمه وبالأعيسر .

‹ صفحة 59 ›

قال الطبري أيضا في تاريخه : في ذكر فتح العراق ، فكتب أبو بكر إلى خالد وهو بالحيرة أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ، ويستخلف على ضعفة الناس رجلا منهم فلما أتى خالد كتاب أبي بكر بذلك قال : هكذا عمل الأعيسر ابن أم شملة ، يعني عمر بن الخطاب ، حسدني أن يكون فتح العراق على يدي فسار خالد بأهل القوة من الناس ورد الضعفاء والنساء إلى المدينة ، مدينة رسول الله ( ص ) وأمر عليهم عمير بن سعد الأنصاري ( 1 ) .

وقال الطبري في تاريخه في حوادث سنة ثلاث عشر من الهجرة في خبر اليرموك : كتب إلى السري عن شعيب عن سيف عن أبي عثمان البناني عن أبيه قال : قال عكرمة بن أبي جميل يوم إذ قاتلت رسول الله ( ص ) في كل موطن ، وأفر منكم اليوم ، ثم نادى من يبايع على الموت فبايعه الحارث بن هشام ، وضرار بن الأزود في أربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم ، فقاتلوا قدام فسطاط خالد حتى أثبتوا جراحا وقتلوا إلا من برأ منهم ضرار بن الأزود ، وقال وأتى خالد بعدما أصبحوا بعكرمة جريحا ، فوضع رأسه على فخذه وبعمرو بن عكرمة فوضع رأسه على ساقه وجعل يمسح عن وجوههما ويقطر في حلوقهما الماء ويقول : كلا زعم ابن الحنتمة لا نستشهد ( 2 ) .


وقال سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان : لم يزل عمر ساخطا على خالد مدة خلافته أبي بكر لكلام كان يبلغه عنه من الاستخفاف به ، واطراح جانبه ، وما كان يسميه إلا باسم أمه وبالأعيسر ، وكان أكبر ذنوبه - خالد - عنده قتل مالك بن نويرة بعد إسلامه وأخذه لامرأته ، ودخوله المسجد وعلى رأسه السهام فيها دم ، وكان يحث أبا بكر على عزله ، ويحرضه على قتله بسبب قتله لمالك ، وكان أبو بكر يتوقف فلما مات أبو بكر ، وولي عمر قال : والله لا يلي لي خالد عملا أبدا . ‹ صفحة 60 ›

وقال ابن سيرين ( 1 ) قال عمر بن الخطاب : والله لأعزلن خالدا عن الشام ، ومثنى بن سنان عن العراق حتى علما أن الله ينصر هذا الدين ، ولسنا ناصريه . قال سيف : فكتب عمر إلى أبي عبيدة : سلام عليك أما بعد . . فإني عزلت خالدا عن جند الشام ووليتك أمرهم فقم به والسلام . فوصل الكتاب إلى أبي عبيدة فكتم الحال حياء من خالد ، وخوفا من اضطراب الأمور ولم يوقفه على الكتاب حتى فتحت دمشق ، وكان خالد على عادته في الأمرة ، وأبو عبيده يصلي خلفه ( 2 ) انتهى .


وقال سبط ابن الجوزي أيضا في مرآة الزمان ، في وقائع السنة الثالثة عشرة : وكتب عمر إلى أبي عبيدة : أما بعد . . فإن أكذب خالد نفسه فهو أبين على من معه ، وإن لم يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه ، ثم أنزع عمامته عن رأسه وقاسمه ما له نصفين . وبلغ خالدا فقال : فعلها الأعيسر ، ابن حنتمة لا يزال كذا ، ودخل على أخته فاطمة بنت الوليد وكانت عند الحرث بن هشام فقال : ما ترين في كذا وكذا فقالت : والله لا يحبك عمر أبدا ، وما يريد إلا أن تكذب نفسك ، فيعزلك ، فقبل رأسها ، وأرسل إلى أبي عبيدة وقال : لا أكذب نفسي أبدا ، فقال : فقاسمني ما لي ، فقاسمه حتى أخذ بغلا وأعطاه بغلا ، فتكلم الناس في عمر وقالوا : هذه والله العداوة . ولم يعجب الصحابة ما فعل بخالد ، وقد روي إن خالدا أمتنع من ذلك ‹ صفحة 61 › فقام إليه بلال ابن حمامة المؤذن ليعقله بعمامته فقال له : أيها ما تريد ؟ ونال منه ، ثم قال لبلال : إفعل ما تريد ، فيقال أنه عقله بعمامته ، إنتهى ( 1 ) .

الهامش
‹ هامش ص 57 ›
( 4 ) قاضي القضاة أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الصديقي الشافعي الشيرازي المتوفى 819 / 817 . روضات الجنان 8 : 101 مفتاح السعادة 1 : 103 . المؤلفين 12 : 118 . ( 5 ) القاموس . ( 6 ) أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد الله الأشبيلي القرطبي المتوفى 379 كان أوحد عمره في علم النحو وحفظ اللغة ، وأخبر أهل زمانه بالأعراب والمعاني والنوادر له كتب . بغية الوعاة 34 معجم الأدباء 18 : 179 . هدية العارفين 2 : 51 . وفيات الأعين 4 : 372 . ( 7 ) تاج العروس 4 : 281

‹ هامش ص 58 ›
( 1 ) أبو جعفر محمد بن يزيد الطبري المتوفى 310 المحدث الفقيه المؤرخ علامة وقته ووحيد زمانه طبقات القراء 2 : 106 طبقات المفربي : 30 . تنقيح المقال 2 : 90 . الفوائد الرهنوية : 446 . وحنات الحباث 7 : 292 معجم الأدباء 14 : 94 . المنتظم 6 : 170 2 تاريخ الطبري 3 : 243 . الغدير 7 : 158 . ( 3 ) أبو المضفلأ يوسف بن قزا وغلي البغدادي المتوفى 954654 عالم فاضل مؤرخ كامل معجم المؤلفين 13 ( 4 ) مرآة الزمان
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس