عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2010, 11:37 PM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي






31 - أخرج أحمد بن حنبل عن عفان : حدثنا يحيى بن سعيد قال : حدثني أبو جعفر عمير بن يزيد : حدثني الحرث بن الفضيل وعمارة بن خزيمة بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال : خرجت مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) حاجا فرأيته خرجمن الخلاء . . . ثم قبض الماء بيد واحدة ، ثم مسح على رأسه ، ثم قبض الماء قبضا بيده ، فضرب به على ظهر قدمه ، فمسح بيده على قدمه ، ثم جاء فصلى لنا الظهر ( 1 ) .

وفي لفظ آخر كما ذكره الهيثمي : ( ثم قبض الماء قبضا بيده ، فضرب به على ظهر قدميه فنضح بيده على ظهر قدميه ) .

ثم قال الهيثمي : ( قلت : كذا هو الأصل ، رواه أحمد ، وروى النسائي وابن ماجة منه : ( كان إذا أراد الحاجة أبعد ) - يعني بحذف صدر الخبر - ورجاله ثقات ) ( 2 ) .

قال الساعاتي وفيه أنه ( صلى الله عليه وآله ) مسح على رأسه مرتين ومسح على ظهر قدمه وكان محدثا قبل ذلك ( 3 ) .

32 - أخرج أحمد بن حنبل عن محمد بن جعفر : حدثنا سعيد عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري أنه قال لقومه : اجتمعوا أصل بكم صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

فلما اجتمعوا قال : هل فيكم أحد غيركم ؟ قالوا : لا ، إلا ابن أخت لنا . قال : ابن أخت القوم منهم . فدعا بجفنة فيها ماء ، فتوضأ ومضمض واستنشق ، وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ، ومسح برأسه وظهر قدميه ثم صلى بهم فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة . . . ( 4 ) .

وأخرجه الطبراني في الكبير عن قتادة بعدة أسانيد ، فقال : حدثنا علي بن عبد العزيز : حدثنا عفان بن مسلم : حدثنا أبان بن يزيد : حدثنا قتادة : حدثنا شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري أنه جمع أصحابه فقال : هل أصلي بكم صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

وكان رجلا من الأشعريين ، فدعا بجفنة من ‹ صفحة 105 › ماء فغسل يديه ثلاثا ، ومضمض واستنشق ثلاثا . . . . ومسح برأسه وأذنيه ، ومسح قدميه ، وصلى الظهر .

وقال : حدثنا معاذ بن مثنى : حدثنا يزيد بن زريع : حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري أنه قال : اجتمعوا أصل بكم صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فاجتمعوا ، فقال : هل فيكم أحد من غيركم ؟ فقالوا : لا ، إلا ابن أخت لنا . قال : فذلك من القوم . فدعا بجفنة فيها ماء فتوضأ - وهم شهود - فمضمض واستنشق ثلاثا ، وغسل وجهه ثلاثا ، ومسح برأسه وظهر قدميه ، ثم صلى بهم الظهر .

وقال : حدثنا أسلم بن سهل الواسطي : حدثنا القاسم بن عيسى الطائي : حدثنا طلحة بن عبد الرحمن عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك الأشعري أنه قال : اجتمعوا أصل بكم صلاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فاجتمعوا ، فقال : أفيكم أحد من غيركم ؟ قالوا : لا ، إلا ابن أخت لنا . قال : ابن أخت القوم منهم . فدعا بجفنة ، فتوضأ منها ، فمضمض واستنشق ، وغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا ، ومسح برأسه وظهر قدميه ، وتقدم فصلى بهم الظهر ( 1 ) .

أقول :

إذا تفكر القارئ الكريم في علة خوف أبي مالك الأشعري من الإجهار بصلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو في الصدر الأول ، وفي خير القرون على حد تعبير القوم ، فإنه سيعرف ما جاء على شريعة الإسلام من المصيبة والبلاء وهي في عنفوانها ، وسيفهم بأن هناك سلطة أموية جبرية غاشمة عازمة على تغيير السنة النبوية " الهاشمية " ! فهذا هو السبب في خوف أمثال أبي مالك الأشعري من إظهار صلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل أن يعرف الحاضرين .

وإذا كان الصحابة يستعملون التقية من الدولة حتى في المسائل العبادية ، ‹ صفحة 106 › فكيف تتوقع منهم أن يتحدثوا بصراحة عن مسألة الوصية والخلافة والإمامة ؟ .

ثم إن جو إرهاب السلطة حتى في المسائل غير السياسية هو السر وراء استعمال الرواة ألفاظا مجملة مثل ( وضأ قدميه ) أو : ( طهر رجليه ) أو : ( ذكر رجليه ) بدل التصريح بالمسح في بعض الأخبار .
أو التصريح بالمسح بدون الإجهار باسم الراوي والإتيان بلفظ مبهم : ك‍ ( رجل ) بدل اسمه . وإليك على سبيل المثال ما رواه الطحاوي عن أبي هريرة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توضأ فمضمض واستنشق ثلاثا وغسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ومسح برأسه ووضأ قدميه . فإن كان مراد الرواة من تلك الألفاظ هو غسل الرجلين فليس هناك مانع من إبدائه ، بل على العكس فإنه يوجد الدافع إلى إظهاره بخلاف ما إذا كان مرادهم مسح القدمين ، فإن في المقابل سلطة أموية جائرة .

وهذا هو السبب لحكمنا في الحديثين المتعارضين برد الحديث الموافق لرأي الزمرة الحاكمة والقول بتحريفه . وهو السر في إصرار حجة الله في ذلك الزمان ( باقر علم النبيين ) ( عليه السلام ) على الإسفار بالوضوء النبوي الشرعي .

33 - قال ابن أبي شيبة : حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) توضأ فغسل وجهه ثلاثا ويديه مرتين ، ومسح برأسه ورجليه مرتين ( 1 ) .

قال الدارمي : أخبرنا يحيى : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) نحوا منه ( 2 ) .

فأنت ترى أن سماحة الدارمي لا يحب أن يذكر لفظ الحديث ، حتى لا يرى أحد في سننه ما أخرجه بسند صحيح مخالفا لمذهبه فاكتفى بقوله : ( نحوا منه ) ! !

قال الدارقطني : أنبأنا جعفر بن محمد الواسطي : أنبأنا موسى بن إسحاق : أنبأنا ‹ صفحة 107 › أبو بكر : أنبأنا ابن عيينة عن عمر بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد ( الذي أري النداء ) قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توضأ . . . ومسح برأسه ورجليه مرتين ( 1 ) . ونقله المتقي الهندي في كنزه عن ( مسند عبد الله بن زيد المازني ) ( 2 ) . وهو الظاهر من سند الخبر ، لا ما ذكره الدارقطني من أنه هو الذي أري النداء .


34 - قال الطبراني : حدثنا هارون بن ملول المصري : حدثنا أبو عبد الرحمن المقري : حدثنا سعيد بن أبي أيوب : حدثني أبو الأسود عن عباد بن تميم عن أبيه قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توضأ ومسح بالماء على لحيته ورجليه ( 3 ) . أخرج أحمد بن حنبل قال : قرأت على عبد الرحمن عن عبد الله بن زيد المازني قال : حدثنا عبد الله بن يزيد ( أبو عبد الرحمن ) المقري قال : حدثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب قال : حدثني أبو الأسود عن عباد بن تميم المازني عن أبيه أنه قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتوضأ ويمسح بالماء على رجليه ( 4 ) .

وهذا عين لفظ الطبراني في الأوسط أخرجه بسنده المذكور في الكبير . قال الهيثمي : رواه الطبراني في ( الأوسط ) ، ورجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني ( 5 ) . يعني هارون بن ملول المصري .

أقول :

إن كان مراد الهيثمي بهذا الكلام ، الطعن في سند ما رواه الطبراني في ( الأوسط ) فلا يضر بصحة الخبر بعدأن روى غيره بطرق صحيحة . وإن كان مراده أن البخاري لم يرو عنه في الصحيح فلا بأس به لامكان عدم الملاقاة بينهما أصلا .

أو لاقاه وهو في فترة صباه . لأن الطبراني روى عن شيخه هارون بن عيسى ( الملول ) بعد وفاة البخاري بتسع وعشرين سنة يعني في عام مائتين وخمس وثمانين وكان وفاة البخاري في عام مائتين وست وخمسين .

هذا فضلا عن أن ‹ صفحة 108 › كثيرا من الثقات لم يرو عنهم البخاري في صحيحه .

قال الحافظ العسقلاني : ( روى البخاري في تاريخه وأحمد بن أبي شيبة ( وأحمد وابن أبي شيبة ) وابن أبي عمر البغوي والطبراني والبارودي وغيرهم - كلهم من طريق أبي الأسود - عن عباد بن تميم المازني عن أبيه قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتوضأ ويمسح الماء على رجليه . رجاله ثقات ) ( 1 ) .

ونقل المتقي الهندي هذا الخبر في ( الكنز ) عن ( مسند تميم بن زيد المازني ) ووضع عليه رمز كل من ابنأبي شيبة ، وأحمد بن حنبل ، والبخاري في تاريخه ، والعدني ، والبغوي ، والبارودي ، والطبراني ، وأبي نعيم . ثم قال : ( قال في ( الإصابة ) : رجاله ثقات ) ( 2 ) .

قال ابن الأثير : أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم : أخبرنا ابن أبي شيبة وأبو بشر بكر بن خلف قالا : حدثنا عبد الله بن زيد : أخبرنا سعيد بن أبي أيوب : أخبرنا أبو الأسود : أخبرنا عباد بن تميم عن أبيه قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) توضأ ومسح الماء على رجليه ( 3 ) . ونقل الشوكاني خبر عباد بن تميم عن أبيه قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتوضأ ويمسح على رجليه ( 4 ) .

أقول : وقد عرفت أن البخاري أخرج الخبر في تاريخه ولم يخرجه في الصحيح مع وثاقة جميع رجاله عنده .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



‹ هامش ص 103 ›
( 1 ) السنن الكبرى 1 : 4844 . ( 2 ) التحقيق في أحاديث الخلاف 1 : 380 / 498 . ( 3 ) سنن الدارقطني 1 : 202 / 736 . ( 4 ) سبل الهدى والرشاد 8 : 54 .

‹ هامش ص 104 ›
( 1 ) مسند أحمد 3 : 443 و 4 : 237 . ( 2 ) مجمع الزوائد 1 : 230 . ( 3 ) بلوغ الأماني 3 : 13 ذيل ح : 229 . ( 4 ) مسند أحمد 5 : 342 .

‹ هامش ص 105 ›
( 1 ) المعجم الكبير 3 : 280 - 281 / 3412 - 3414 . ‹ هامش ص 106 › ( 1 ) المصنف 1 : 8 . ( 2 ) سنن الدارمي 1 : 177 . ‹ هامش ص 107 › ( 1 ) سنن الدارقطني 1 : 82 . ( 2 ) كنز العمال 9 : 451 / 26922 ، الاستيعاب 1 : 188 . ( 3 ) المعجم الكبير 2 : 60 / 1286 . ( 4 ) مسند أحمد 4 : 40 . ( 5 ) مجمع الزوائد 1 : 234 . المعجم الأوسط 10 : 155 ، ح : 9328 .

‹ هامش ص 108 ›
( 1 ) الإصابة في تمييز الصحابة 1 : 187 . ( 2 ) كنز العمال 9 : 429 / 26822 . ( 3 ) أسد الغابة 1 : 217 . ( 4 ) نيل الأوطار 1 : 168 . ( 5 ) شرح معاني الآثار 1 : 35 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس