عرض مشاركة واحدة
قديم 07-21-2016, 09:02 AM   #49
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني 1.13




إليك ملخص الجلسة الثالثة عشر من سلسلة محاضرات سماحة الشيخ بناهيان في موضوع «الطريق الوحيد والاستراتيجية الرئيسة في النظام التربوي الديني» حيث ألقاها في ليالي شهر رمضان المبارك عام 1434هـ. في مسجد الإمام الصادق(ع) في مدينة طهران.
إن موضوع العناء موضوع تربوي وعرفاني بمستوى عال/ لا يمكن نيل الحبّ لله بلا عناء



لقد طرحنا في الجلسات الأخيرة بعض الأبحاث في آثار العناء وبركاته وضرورة الاهتمام بهذه الاستراتيجية والرضا بالمعاناة التقديرية والتكليفية. ومن جملة ما ذكرناه في الجلسة السابقة هو أنه لا يمكن نيل الحبّ لله بلا عناء. فمن اشتمل على حبّ الله في قلبه، يودّ النصب والعناء في سبيل الله.

إن موضوع العناء أعمق وأرقى مستوى من أن نبقى نقول: «الكبد والعناء من ذاتيات هذه الدنيا». إن شأن العناء أعلى وأشرف من هذا المستوى وإنه يتضمن بحثا تربويا وعرفانيا راقيا.
من صعوبات المعاناة هو عدم المعرفة بأسبابها وأهدافها


لا يمكن الاهتمام بموضوع العناء وكسب آثاره التربوية بلا برنامج، فلابدّ أن نتعرف على «برنامج العناء» في كلا صعيدي التكليف والتقدير. لا شكّ في أن العناء الخالي من البرنامج لا يكون عناء جيدا ولا يترك آثارا جيدة على روح الإنسان. أما «العناء المبرمج» فلابدّ أن يكون مصمّما على يد مدرّب ومدير ومصمّم بارع، وهو الله سبحانه ربّ العالمين. فلنعرف أن معاناتنا في الحياة مبرمجة من قبل ربّنا عز وجل.

من صعوبات المعاناة هي أنك جاهل بأسبابها وأهدافها. عندما يفرض مدرّب كمال الأجسام بعض التمارين على أعضاء الفريق، غالبا ما يوضّح لهم الهدف من هذه التمارين الصعبة ويخبرهم بأثرها على عضلاتهم، بيد أن الله سبحانه لا يتحدث عن فلسفة البلايا والمعاناة التي يفرضها علينا بشكل خاص، ولكن يجب أن تؤمن وتثق به وتتوكل عليه.
ما هي علاقة العناء بإحساس لذّة الإيمان؟


من المسائل المهمّة في قضيّة العناء هو أن نعرف ما يرتبط به من القضايا. فعلى سبيل المثال، يرتبط العناء بعشق الله والصبر. أما إحدى القضايا المهمّة التي ترتبط بالعناء هي «الإيمان».

انظروا إلى هذه الروايات فقد قال رسول الله(ص): «مَنْ کَانَ أَکْثَرُ هَمِّهِ نَیْلَ الشَّهَوَاتِ، نَزَعَ‏ مِنْ‏ قَلْبِهِ‏ حَلَاوَةَ الْإِیمَانِ»[مجموعة ورام/ج2/ص116] وقال الإمام الصادق(ع): «حرامٌ على قلوبِکُم أنْ تعرِفَ حَلاوةَ الإیمانِ حتّى تَزهَدَ فی الدّنیا»[الكافي/2/128]. ما هي حلاوة الإيمان؟ هل من الحلاوة أن يعيش الطفل تحت ظل والديه وينمو في أحضانهم؟ هل من الحلاوة أن يكون الإنسان صاحب زوجة وأهل وأسرة؟ وهل من الحلاوة أن يعاد المريض في فراشه إذا مرض؟ وهل من الحلاوة أن يحظى الإنسان بصديق حميم وعزيز؟ وهل من الحلاوة أن يحظى الإنسان بإعجاب وتشجيع الناس؟ كل هذه الحالات حلوة وجميلة، ولكن حلاوة الإيمان أقوى وأشدّ حلاوة منها، وإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان سينسى طعم غيره من العلاقات الحلوة.

يتبع إن شاء الله...






 
 توقيع : الرحيق المختوم



رد مع اقتباس