عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-2010, 12:30 PM   #9
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي [ احتجاجهم على سكوت علي ] الصراط المستقيم



[ احتجاجهم على سكوت علي ]
الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج 3 - ص 113 - 116
فصل
ثم احتجوا بسكوت علي وغيره عند النص على عمر ، وبدفن أبي بكر في الحجرة ، وقد كانت مقفولة ففتحت من غير فتح ، وسمع فيها صوت : أدخلوا الحبيب على الحبيب . ‹ صفحة 114 › قلنا : لا نسلم السكوت لما أخرجه ابن قتيبة في كتابه أن أبا بكر قال في وجعه ما ألقى منكم يا معاشر المهاجرين أشد من وجعي وليت أمركم خيركم فكلكم ورم من ذلك أنفه ، أراد أن يكون هذا الأمر له . ومن الكتاب قول علي للحسن : ما زلت مظلوما منذ هلك جدك وقد ذكرنا طرفا مما يدل على كراهة الناس لعمر ، عند قولنا في قوله : ( إنما وليكم الله و رسوله ) ( 1 ) إذا كان إذا قد صدر * فأين الرضا بخلافة عمر * ولئن سلم سكوته فهو أعم من رضاه ، وقد عرف في الأصول بطلان الاجماع السكوتي ، إذ لا ينسب إلى ساكت قول ، بل دلالة السكوت على السخط أولى من دلالته على الرضا . قالوا : يكفي في الرضا ترك النكير ، قلنا : لا فإن السخط أسبق للاجماع على تأخره عن البيعة كراهة لها . قالوا : في وصية النبي صلى الله عليه وآله له أن لا توقع فتنة ، دليل صحة خلافتهم ، قلنا : قد أمر الله نبيه بالصبر على أذى الكفار حتى نزلت آية السيف وقد أخرج صاحب جامع الأصول عن أبي ذر قول النبي صلى الله عليه وآله : كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفئ ؟ قلت : أضرب بسيفي حتى ألقاك قال : هل أدلك على خير من ذلك ؟ تصبر حتى تلقاني . وفي صحيح مسلم والبخاري عن حذيفة نحو ذلك وأمره النبي صلى الله عليه وآله أن يسمع ويطيع وإن ضرب ظهره ، وأخذ ماله ، فهذا نص كتبهم وهم يستدلون بذلك على إمامة صاحبهم ، فما أحسن قول بعضنا : خصرك يا من حوت محاسنه * غرائبا ما روين في عصر أضعف من حجة النواصب في * أن إمام الهدى أبو بكر وأما الدفن ، ففيه جرءة على الله ورسوله ، حيث قال : ( لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ) ( 2 ) ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ( 3 ) ) وحيث قال : ‹ صفحة 115 › حرمة المؤمن من ميتا كحرمته حيا . قيل : الحجرة لعائشة قلنا : يكذبه البخاري حيث روى في صحيحه قوله عليه السلام لبني النجار : ثامنوني وغير ذلك ولم يذكر أنها انتقلت إليها بسبب ناقل . قيل : أضافها الله إليها بقوله : ( وقرن في بيوتكن ( 1 ) ) قلنا : الإضافة إليهن لا توجب الملك لقوله تعالى : ( لا تخرجوهن من بيوتهن ( ( 2 ) وقد سلف ( لا تدخلوا بيوت النبي ) . فروا إلى أخذها إياها بإرثها ، أدركناهم بقول إمامهم ( لا نورث ) فخصمها جميع المسلمين فيها ، وبأن النبي مات عن تسع نصيبها لا يسعه . فروا إلى أخذها إياها من صداقها أدركناهم بأنه لم يدخل بامرأة حتى وفاها مهرها بقوله تعالى : ( إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ( 3 ) ) وقد نسب النبي البيت إلى نفسه فروى الطبري في خبر ابن مسعود أنه عليه السلام قال : غسلوني وكفنوني وضعوني في بيتي على شفير قبري ، واخرجوا عني فإن أول من يصلي علي جبرائيل جليسي وخليلي ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت مع جنوده ثم الملائكة بأجمعها قالت عائشة منكرة عليه : فأين أسكن أنا ؟ فقال : إنما هو بيتي ، فبلغ ذلك عمر فقال : إنما هو بيتك . وقولهم : أدخلوا الحبيب على الحبيب منقوض بما روته عائشة أنه عليه السلام قال : ادعوا لي حبيبي فجئ بأبي بكر ثم بعمر فغطى وجهه منهما فقالت عائشة : ادعوا له عليا فوالله ما يريد غيره ، فأدخله تحت ثوبه وقد سلف ذلك . إن قيل : فالحسن أوصى بدفنه مع جده وفيه ما ذكرتم من المحذور قلنا : لا بل الوارد من طرقنا أنه أوصى الحسين عليه السلام أن يدخله ليجدد به عهدا ثم يدفنه بالبقيع ، فلما أراد ذلك ظنوا أنه يدفنه ، فمنعه مروان وعائشة في قوم من بني أمية حتى قال لها ابن أبي عتيق : نحن إلى الآن ما خلصنا من وقعة الجمل ، فبالله ‹ صفحة 116 › عليك لا تجعليها وقعة البغلة ، ومن العجب العجيب ، تقريب البعيد ، وتبعيد القريب . وكيف ضاقت عن الأهلين تربته * وللأجانب في جنبيه متسع وما جاء في طرقهم من كتاب الفتن من وصية الحسن ، بدفنه مع جده المؤتمن فليس علينا فيه حجة ، لكونه من طرق الخصم المائل عن المحجة ، وقولهم : فتحت من غير فاتح ، فهو من أكبر القبائح ، لأنه كذب على مالك العباد ، حيث لم يرد في متواتر الأخبار والآحاد ، وقد رووا أنها أذنت في دفن عمر في حجرته ، وكان ذلك شكرا منها لنعمته ، حيث شارك أباها في معصيته ، وتمهيد طريق غصبيته بالمسارعة إلى بيعته . تذنيب روى عاصم بن حميد عن صفوان عن الصادق عليه السلام أنهما لم يبيتا معه إلا ليلة ثم نقلا إلى واد في جهنم يقال له : واد الدود قال الضبي : ما ضر جدك أحمدا في قبره * قبر اللذين كلاهما ظلام ولجا عليه بغير إذن نبيه * غصبا وكانا ناكثان غشام وقال آخر : ألا يا معشر الناس * إلى ما هذه البدعة رسول الله مدفون * وشيطانان في بقعه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 114 ›
( 1 ) المائدة : 55 .
( 2 ) الأحزاب : 53 .
( 3 ) الحجرات : 2 .

‹ هامش ص 115 ›
( 1 ) الأحزاب : 33 .
( 2 ) الطلاق : 2 .
( 3 ) الأحزاب : 50 .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس