باقي المراجعة ( 15 ) تراجم الرجال ( ش ص ط ظ )
ش
40 - شريك بن عبد الله - بن سنان بن أنس النخعي الكوفي القاضي ، عده الإمام ابن قتيبة في رجال الشيعة وأرسل ذلك في كتابه المعارف ( 241 ) إرسال المسلمات ، وأقسم عبد الله بن إدريس - كما في أواخر ترجمة شريك من الميزان - بالله أن شريكا لشيعي ( 242 ) . وروى أبو داود الرهاوي - كما في الميزان أيضا - أنه سمع شريكا يقول : " علي خير البشر ( 1 ) فمن أبى فقد كفر ( 243 ) " قلت : إنما أراد انه خير البشر بعد ‹ صفحة 135 › رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما هو مذهب الشيعة ، . ولذا وصفه الجوزجاني - كما في الميزان أيضا - بأنه مائل ولا ريب بكونه مائلا عن الجوزجاني إلى مذهب أهل البيت ، وشريك ممن روى النص على أمير المؤمنين حيث حدث - كما في الميزان أيضا - عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة ، عن أبيه مرفوعا " لكل نبي وصي ووارث ، وأن عليا وصيي ووارثي ( 244 ) " وكان مندفعا إلى نشر فضائل أمير المؤمنين وإرغام بني أمية بذكر مناقبه عليه السلام ، حكى الحريري في كتابه درة الغواص - كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان - : أنه كان لشريك جليس من بني أمية ، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي ابن أبي طالب . فقال ذلك الأموي : نعم الرجل علي ، فأغضبه ذلك وقال : العلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك ( 245 ) ( 1 ) وأخرج ابن أبي شيبة - كما في أواخر ترجمة شريك من الميزان - عن علي بن حكيم عن علي بن قادم ، قال : جاء عتاب ورجل آخر إلى شريك ، فقال له : إن الناس يقولون إنك شاك ، فقال يا أحمق كيف أكون شاكا ، لوددت أني كنت مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم ( 246 ) ومن تتبع سيرة ‹ صفحة 136 › شريك علم أنه كان يوالي أهل البيت ، وقد روى عن أوليائهم علما جما ، قال ابنه عبد الرحمن - كما في أحواله من الميزان - : كان عند أبي عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفي ، وعشرة آلاف غرائب . وقال عبد الله ابن المبارك - كما في الميزان أيضا - : شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان ، وكان عدوا لأعداء علي ، سئ القول فيهم ، قال له عبد السلام ابن حرب : هل لك في أخ تعوده ، قال : من هو ؟ قال : هو مالك بن مغول ، قال ( 1 ) : ليس لي بأخ من أزرى على علي وعمار ، وذكر عنده معاوية فوصف بالحلم ، فقال شريك ( 2 ) : " ليس بحليم من سفه الحق ، وقاتل علي بن أبي طالب " ( 247 ) وهو الذي روى عن عاصم ، عن ذر ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعا : " إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه ( 3 ) " ( 248 ) وجرى بينه وبين مصعب بن عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي العباسي ، فقال له مصعب - كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان - : أنت تنتقص أبا بكر وعمر . . . الخ ( 249 ) : بأنه صدوق ثقة ، وقال في آخر ترجمته : قد كان شريك من أوعية العلم ، حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حديث . ونقل عن أبي توبة الحلبي قال : كنا بالرملة فقالوا ، من رجل الأمة ؟ فقال قوم ابن لهيعة ، وقال قوم : مالك . فسألنا عيسى بن يونس فقال : رجل الأمة شريك وكان يومئذ حيا ( 250 ) . قلت : احتج بشريك مسلم وأرباب السنن الأربعة ( 251 ) ودونك حديثه ‹ صفحة 137 › عندهم ، عن زياد بن علاقة ، وعمار الذهني ، وهشام بن عروة ، ويعلى ابن عطاء ، وعبد الملك بن عمير ، وعمارة بن القعقاع ، و عبد الله بن شبرمة ، روى عنه عندهم : ابن أبي شيبة ، وعلي بن حكيم ، ويونس ابن محمد ، والفضل بن موسى ، ومحمد بن الصباح ، وعلي بن حجر . ولد بخراسان أو ببخارى سنة خمس وتسعين . ومات بالكوفة يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة .
41 - شعبة بن الحجاج - أبو الورد العتكي مولاهم ، واسطي ، سكن البصرة ، يكنى أبا بسطام ، أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين ، وجانب الضعفاء والمتروكين ، وعده من رجال الشيعة جماعة من جهابذة أهل السنة ، كابن قتيبة في معارفه والشهرستاني في الملل والنحل ( 252 ) واحتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم ( 253 ) ، وحديثه ثابت في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي إسحاق السبيعي ، وإسماعيل بن أبي خالد ، ومنصور ، والأعمش ، وغير واحد ، روى عنه عند كل من البخاري ومسلم محمد بن جعفر ، ويحيى بن سعيد القطان ، وعثمان بن جبلة ، وغير واحد . كان مولده سنة ثلاث وثمانين ، ومات سنة ستين ومئة ، رحمه الله تعالى .
ص
42 - صعصعة بن صوحان - بن حجر بن الحارث العبدي ، ذكره الإمام ابن قتيبة في ص 206 من المعارف في سلك المشاهير من رجال الشيعة ، وأورده ابن سعد في ص 154 من الجزء 6 من طبقاته فقال : كان من أصحاب الخطط بالكوفة ، وكان خطيبا ، وكان من أصحاب علي ، وشهد معه الجمل هو وأخواه زيد وسيحان ابنا صوحان ، وكان ‹ صفحة 138 › سيحان الخطيب قبل صعصعة ، وكانت الراية يوم الجمل في يده ( 1 ) فقتل ، فأخذها زيد فقتل ، فأخذها صعصعة ( قال ) وقد روى صعصعة عن علي ، وروى عن عبد الله بن عباس ، وكان ثقة ، قليل الحديث . ا ه . وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال : كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لم يلقه ولم يره ، صغر عن ذلك ( 254 ) . وكان سيدا من سادة قومه - عبد القيس - وكان فصيحا خطيبا ، عاقلا لسنا ، دينا فاضلا بليغا يعد في أصحاب علي رضي الله عنه ، ثم نقل عن يحيى بن معين القول : بأن صعصعة وزيدا وسيحان بني صوحان كانوا خطباء ، وأن زيدا وسيحان قتلا يوم الجمل ، وأورد قضية أشكلت على عمر أيام خلافته ، فقام خطيبا في الناس فسألهم عما يقولون فيها ، فقام صعصعة وهو غلام شاب فأماط الحجاب ، وأوضح منهاج الصواب ، فأذعنوا لقوله ، وعملوا برأيه ، ولا غرو فإن بني صوحان من هامات العرب ، وأقطاب الفضل والحسب ، ذكرهم ابن قتيبة في باب المشهورين من الأشراف ، وأصحاب السلطان من المعارف ( 2 ) . فقال : بنو صوحان هم زيد بن صوحان ، وصعصعة بن صوحان ، وسيحان ابن صوحان ، من بني عبد القيس ( قال ) فأما زيد فكان من خيار الناس روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ، زيد الخير الأجذم ، وجندب ما جندب ، فقيل يا رسول الله أتذكر رجلين ؟ فقال : أما أحدهما فتسبقه يده إلى الجنة بثلاثين عاما ، وأما الآخر فيضرب ضربة ‹ صفحة 139 › يفصل بها بين الحق والباطل - ( قال ) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء ، فقطعت يده ، وشهد مع علي يوم الجمل ، فقال : يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا ، قال : وما علمك بذلك يا أبا سلمان ؟ قال : رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني ، فقتله عمرو بن يثربي ، وقتل أخان سيحان يوم الجمل ( 255 ) قلت : لا يخفى أن إخبار النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها إياه إلى الجنة ، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة ، وآيات الاسلام ، وأدلة أهل الحق ، وكل من ترجم زيدا ذكر هذا ، فراجع ترجمته من الاستيعاب والإصابة وغيرهما ، والمحدثون أخرجوه بطريقهم المختلفة فزيد - على تشيعه - مبشر بالجنة ، والحمد لله رب العالمين . وصعصعة بن صوحان ، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من إصابته . فقال : له رواية عن عثمان وعلي ، وشهد صفين مع علي ، وكان خطيبا فصيحا ، وله مع معاوية مواقف ، ( قال ) وقال الشعبي : كنت أتعلم منه الخطب ( 1 ) وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي ، والمنهال بن عمرو ، و عبد الله بن بريدة ، وغيرهم . ( قال ) وذكر العلائي في أخبار زياد : أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين ، وقيل إلى جزيرة ابن كافان ، فمات بها . ا ؟ . ( 256 ) كما مات أبو ذر من قبله بالربذة . وقد ذكر الذهبي صعصعة ، فقال : ثقة معروف ( 257 ) . ونقل القول بوثاقته عن ابن سعد ، وعن النسائي ، ووضع على اسمه الرمز إلى احتجاج النسائي به ( 258 ) ، قلت : ومن لم يحتج به ، فإنما ‹ صفحة 140 › يضر نفسه ، وما ظلموه ( ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) .
ط
43 - طاووس بن كيسان - الخولاني الهمداني ، أبو عبد الرحمن ، وأمه من الفرس ، وأبوه من النمر بن قاسط ، مولى بجير بن ريسان الحميري ، أرسل أهل السنة كونه من سلف الشيعة إرسال المسلمات ، وعده من رجالهم كل من الشهرستاني في الملل والنحل ، وابن قتيبة في المعارف ( 259 ) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 260 ) وغيرهم ، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن ابن عباس ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وحديثه في صحيح مسلم عن كل من عائشة ، وزيد بن ثابت ، و عبد الله عمرو ، وروى عنه عند البخاري ومسلم كل من مجاهد وعمرو بن دينار ، وابنه عبد الله وروى عنه عند البخاري فقط الزهري ، وعند مسلم غير واحد من الأعلام ، وتوفي حاجا بمكة قبل يوم التروية بيوم ، وذلك في سنة ست ومئة أو أربع ومئة ، وكان يوما عظيما ، وقد حمل عبد الله بن الحسن بن أمير المؤمنين نعشه على كاهله يزاحم الناس في ذلك حتى سقطت قلنسوة كانت على رأسه ، ومزق رداؤه من خلفه ( 1 ) ( 261 ) .
ظ
44 - ظالم بن عمرو - بن سفيان أبو الأسود الدؤلي ، حاله في التشيع والاخلاص في ولاية علي والحسين وسائر أهل البيت عليهم السلام ، أظهر من الشمس ( 2 ) لا حاجة بنا إلى بيانها ، ‹ صفحة 141 › وقد استقصينا الكلام فيها حيث ذكرناه في كتابنا - مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الاسلام ( 262 ) - على أن تشيعه مما لم يناقش فيه أحد ، ومع ذلك فقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( 263 ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن عمر ابن الخطاب وله في صحيح مسلم عن أبي موسى ، وعمران بن حصين ، روى عنه يحيى بن يعمر في الصحيحين ، وروى عنه في صحيح البخاري عبد الله بن بريدة ، وفي صحيح مسلم روى عنه ابنه أبو حرب . توفي رحمه الله تعالى ، بالبصرة سنة تسع وستين في الطاعون الجارف ،
وعمره خمس وثمانون سنة ( 264 ) وهو الذي وضع علم النحو على قواعد أخذها عن أمير المؤمنين ، كما فصلناه في مختصرنا ( 265 ) .
‹ هامش ص 134 ›
( 1 ) قال ابن عدي : حدثنا الحسين بن علي السكوني الكوفي ، حدثنا محمد بن الحسن السكوني ، حدثنا صالح بن الأسود ، عن الأعمش ، عن عطية ، قلت لجابر : كيف كانت منزلة علي فيكم ؟ قال : كان خير البشر . ا ه . نقله بهذا الإسناد محمد بن أحمد الذهبي في
‹ هامش ص 135 › أحوال صالح بن أبي الأسود من الميزان ، ومع شدة نصب الذهبي لم يعلق على الحديث سوى قوله - لعله عنى في زمانه . ( 1 ) قوله نعم الرجل علي ، وإن كان مدحا لكن المتبادر منه في مثل هذا المقام لا يليق بمدحه عليه السلام ، ولا سيما إذا كان صادرا من أذناب أعدائه . فإنكار شريك وغضبه كان بحكم العرف - في محله وشتان بين قول هذا الصعلوك الأموي بعد سماعه تلك الفضائل العظيمة : نعم الرجل علي وقول الله عز وجل : فقدرنا فنعم القادرون ، وقوله تعالى : نعم العبد أنه أواب ، فقياس كلمة هذا الأموي على كلام الله عز وجل قياس مع الفارق عرفا ، على أن الله تعالى ما اقتصر على قوله نعم العبد بل قال : أنه أواب ، فلا وجه للجواب المذكور في وفيات الأعيان .
‹ هامش ص 136 ›
( 1 ) كما في ترجمته من الميزان .
( 2 ) كما في ترجمته من الميزان ووفيات ابن خلكان .
( 3 ) أخرجه الطبري ونقله عنه الذهبي في ترجمة عباد بن يعوب .
‹ هامش ص 138 ›
( 1 ) كما كان أحد الأمراء في قتال أهل الردة فيما ذكره ابن حجر حيث أورد سيحان بن صوحان في القسم الأول من إصابته .
( 2 ) راجع عنه ص 138 .
‹ هامش ص 139 ›
( 1 ) قيل للشعبي - كما في ترجمة رشيد الهجري من ميزان الذهبي - : ما لك تعيب أصحاب علي وإنما علمك عنهم ؟ قال : عمن ؟ فقيل له عن الحارث وصعصعة ، قال : أما صعصعة فكان خطيبا تعلمت منه الخطب ، وأما الحارث فكان حاسبا تعلمت منه الحساب .
‹ هامش ص 140 ›
( 1 ) روى هذا ابن خلكان في ترجمة طاووس من وفيات الأعيان .
( 2 ) وحسبك في إثبات ذلك ما ذكره ابن حجر في أحواله من القسم الثالث من الإصابة
|