عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2015, 02:57 PM   #3
الرحيق المختوم
موالي فعال


الصورة الرمزية الرحيق المختوم
الرحيق المختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1154
 تاريخ التسجيل :  Jan 2015
 أخر زيارة : 06-22-2017 (11:03 AM)
 المشاركات : 406 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي من أجل التقرب إلى الله/ الجلسة الثالثة





الجلسة الثالثة


ليلة الثالث من المحرم1437


جامعة الإمام الصادق(ع)


إن موضوع التقرب إلى الله أهمّ موضوع في عالم الإمكان/ في كل محرّم يجب أن نقف عند أهم الأحداث.


لقد غفل كثير من المؤمنين بشدّة عن موضوع التقرب إلى الله/ وإن هذه الغفلة لمشهودة بوضوح في ثقافتنا أيضا.


تعالوا نعزم على أن نوجد تغييرا وتحوّلا جذريا في داخلنا ثم نقود مجتمعنا إلى هذا التحوّل كذلك. فإذا تجسّد هذا التحوّل في «ثقافة المجتمع»، سوف نتمتّع بثقافة جديدة. وإذا جعلنا هدف التقرب إل الله نصب أعيننا كهدف غائي ورئيس، سوف نحظى بحياة جديدة من نمط آخر.


إنما بالفكر يمكن الإجابة عن سؤال «لماذا خلقنا الله؟» لا بالعلم


إن كانت المدرسة لا تعلّم منهجَ التفكير وأعطت الدرجات على حفظ المعلومات وحسب، لن يتعلّم التلميذ كيف يفكّر.


يعجز بعض الناس عن الفكر في «أسباب خلقه وهدفه في الحياة» بشکل صحيح، وحتى إن فكّر في ذلك فلن ينتهي إلى نتائج صائبة. فإذا سأل نفسه بهذا السؤال، يسأل باعتراض أن: "لماذا خلقني الله وورّطني في هذه الحياة المليئة بالمحن والمصائب؟!" لعلّ أمهات هؤلاء الأشخاص لم يكنّ يراقبن ألسنهنّ وكنّ يبالغن في الشكوى من زوجهنّ أو مجتمعهنّ أو شؤون حياتهنّ، فبدّدوا قوى أولادهنّ. إذا كانت الأمّ تحظى بلسان شاكر وروح قانعة، تستطيع أن تنقل هذه الخصلة إلى أطفالها، وسوف يتسنّى لولدها أن يقف عند هذا الموضوع وهذا السؤال بلا اعتراض ونقنقة.


ما هو الهدف من خلق الإنسان؟ وإلى أين يكون مصيره؟ كأن الله يخاطبنا ويقول: «فکروا وانظروا لماذا خلقتكم؟»


لابدّ لكل امرء أن يفكّر بنفسه ليصل إلى الهدف. فبعد أن تفكّر تضمحلّ باقي الأهداف الصغيرة. هذا سؤال يتبادر إلى ذهن كلّ إنسان حين البلوغ وهو «لماذا خلقني الله؟ لقد خلقني لكي أصل إلى أين؟ ولأي هدف؟» مع الأسف أحيانا يحوم المجتمع حول الشاب المراهق بأنواع الألعاب لكي لا يفكّر بهذه الأسئلة.


هل يمكن أن قد خلقك الله سدى بلا هدف؟ ثم أي كائن ومخلوق جدير بتلبية رغباتك وسدّ احتياجاتك مع أنك أشرف المخلوقات؟ فكّر جيّدا لتعرف أنه لا الدنيا تقوى ولا الآخرة على ذلك. إن لقاء الله هو الهدف الوحيد الذي تسكن إليه وترضى به.


لقد أودع الله في الإنسان الشهوة الجنسية في سنّ البلوغ خلافا للملائكة، وذلك لكي يواجه صراعا في داخله ويتحدّى بعض العقبات ويكشف هدفه الحقيقي بعد التفكير...


يسأل بعض الشباب: «ألا يملّ الإنسان في الجنة؟! وإلى متى نسبح في أنهار اللبن وإلى متى نعانق الحور العين و...؟» هذا سؤال وجيه. فهو يمهّد للوصول ألى أرقى المعارف عبر هذا السؤال اللطيف.


الحقيقة هي أن الجنة بمثابة الفندق، فمهما كان الفندق راقيا ومتطوّرا مع ذلك يملّه الإنسان! لماذا تحجز فندقا في مشهد؟ لكي تزور الإمام الرضا(ع) يوميّا. كذلك الجنة فهي فندق عظيم يسكنه الإنسان ليزور الله ويلقاه يوميّا. لا يرتاح الإنسان ولا يطمئن إلى عند لقاء الله. فما هو هدفكم من الحياة؟ وإلى أين تذهبون؟


إن شهر المحرم شهر التفكر، لأن الشهداء يبعثون الإنسان على التفكّر.


ليس أهمّ آثار الشهداء هو إثارة المشاعر والنوايا المعنوية في الإنسان، بل أهم آثارهم بعث الناس على الفكر وقلعهم عن الدنيا بالفكر. فإذا كان هذا أثر الشهداء فما بالك بأثر سيد الشهداء(ع)؟!


إن هدف حياتنا هو لقاء الله/ فبإمكاننا أن نشتاق هذا اللقاء ونتحكّم في كيفيته ومستواه.


إن كنت تظن أنك تصل إلى هذا الهدف ولهجت بذكره، تعشق هذا اللقاء وتشتاق إليه. فالأمر بيدك، فلا تشغل بالك بالقضايا الأخرى.


ظهور الفرج مرتبة من مراتب لقاء الله/ يودّ المنتظر أن يرى وجه الله ليزداد شوقا إلى الله نفسه.


أحد أهداف الظهور هي أن يرغد عيش الناس ويرتاح بالهم ليفكّروا بلقاء الله.


إن مشتاقي لقاء الله هم الذين يتحقق أمر ظهور الإمام الحجة(عج) على أيديهم.


من هم الذين يتحقّق ظهور الفرج(ع) على أيديهم؟ ألئك هم طلاب الشهادة، فإنما هؤلاء هم الذين يعرفون قدر الظهور. أولئك المشتاقون إلى لقاء الله والذين لا يحبّون البقاء في الدنيا. ليس انتظار الفرج من قبيل القضايا السطحيّة التي يقدر عليها كلّ الناس! إنه من قبيل طلب الشهادة فوّطنوا أنفسكم على ذلك...


قناة سماحة الشيخ بناهيان العربية في تلغرام

http://telegram.me/Panahian_arabic




 

رد مع اقتباس