عرض مشاركة واحدة
قديم 07-17-2010, 01:11 PM   #11
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الادعاء العاشر أن رأس الحسين عليه السلام لم يُبعَث إلـى يزيد بالشام



الادعاء العاشر
أن رأس الحسين عليه السلام لم يُبعَث إلـى يزيد بالشام
يقول الشيخ عثمان الخميس: (بقي أنه ذُكِر أن رأس الحسين أرسِل إلَى يزيد فهذا أيضًا كذب لَم يثبُت بل إنَّ رأس الحسين بقي عند عُبَيد الله في الكوفة) (1).
أقول: قبَّح الله عثمان الخميس، ما أجرأه على الكذب والافتراء، دون أن يشعر بأن الجهل والحمق والغباوة قد ظهروا فِي مقاله بأجلى المظاهر، وأن الكذب الذي ينسبه إلى الشيعة عائد عليه، وقد تبيَّن مِن كل ما تقدَّم أن الخداع والتمويه هُما أفضل الأساليب التي يستخدمها لتشويه التاريخ وإنكار الثابت فيه، والنظرية الميكيافيللية ـ التي تقول إنَّ " الغاية تبَرِّر الوسيلة " ـ تبدو واضحة وجلِيَّة لِمن يقرأ كتابه " حقبة من التاريخ "، فالغاية عند الشيخ عثمان الخميس هي تثبيت شرعية خلافة يزيد بن معاوية وأنه أمير المؤمنين وأن الحق معه وأنه مغفور له، ولِهذا نجد الوسيلة عنده هي تخطئة الإمام الحسين عليه السلام، وإنكار وقوع الكرامات يوم قتله، وافتراء أنه عليه السلام أراد أن يضع يده في يد يزيد، وتكذيب النصوص التِي تنقل فسق يزيد، وتبرئته من قتل الحسين عليه السلام
____________
(1) عثمان الخميس: حقبة من التاريخ ـ ص119.
الصفحة 96
وسبي النساء، وأخيرًا إنكار إرسال رأس الحسين عليه السلام إليه بالشام.
ولكي نزيد مِن غيظ الشيخ عثمان الخميس ننقل بعض الروايات وأقوال علماء أهل السنة التي تثبت إرسال رأس الحسين عليه السلام إلى يزيد ابن معاوية.
قال ابن كثير: (وأما رأس الحسين رضي الله عنه، فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بَعَث به ابن زياد إلى يزيد بن معاوية، ومِن الناس مَن أنكر ذلك، وعندي أن الأول أشهر) (1).
وقال أيضًا: (اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين، هل سيَّره ابن زياد إلى الشام إلى يزيد أم لا، على قولين، الأظهر منهما أنه سيَّره إليه، وقد ورد في ذلك آثار كثيرة) (2).
فعلى قول الشيخ عثمان الخميس يكون ابن كثير كاذبًا، ويكون ما قاله كذبًا.
وقال السيوطي: (ولَمَّا قتِل الحسين وبنو أبيه بَعَث ابن زياد برؤوسهم إلى يزيد) (3).
وعن مُجاهد أنه قال: (لَمَّا جيء برأس الحسين، فوُضِع بين يدَي
____________
(1) ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص163.
(2) نفس المصدر: ج8 ص154.
(3) السيوطي: تاريخ الخلفاء ـ ص166.
الصفحة 97
يزيد، تمثَّل بِهذه الأبيات:

ليت أشياخي ببـدرٍ شهدوا
جزع الخزرج فِي وقع الأسل

فأهلُّـوا واستهلـوا فرحًـا
ثُم قالوا لـي هنيًا لا تسَـل

حيـن حكت بفنـاء بركها
واستحر القتل فِي عبد الأسل

قد قتلنا الضعف من أشرافكم
وعدلنا ميل بـدر فاعتدل) (1)

وجاء في كتاب " سِيَر أعلام النبلاء " عن حمزة بن يزيد الحضرمي أنه قال: (وقد حدَّثني بعض أهلنا أنه رأى رأس الحسين مصلوبًا بدمشق ثلاثة أيام) (2).
ولِهذا قال ابن كثير: (وأمر ابن زياد فنودِي الصلاة جامعة.. ثم أمَرَ برأس الحسين، فنُصِب بالكوفة، وطيف به في أزقتها، ثم سيَّره مع زحر بن قيس ومعه رؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية بالشام، وكان مع زحر جماعة من الفرسان.. فخرجوا حتى قدِموا بالرؤوس على يزيد ابن معاوية) (3).
وقال ابن العماد: (ولَمَّا تم قتله ـ أي الحسين عليه السلام ـ، حُمِل رأسه، وحرم بيته، وزين العابدين معهم إلى دمشق كالسبايا) (4).
____________
(1) ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص154.
(2) الذهبي: سير أعلام النبلاء ـ ج3 ص319.
(3) ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص153. وانظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص436.
وأيضًا الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص338.
(4) ابن العماد: شذرات الذهب في أخبار من ذهب ـ ج1 ص122.
الصفحة 98
وجاء في رواية ابن كثير: (فأوفده إلى يزيد بن معاوية، فوضع رأسه بين يديه، وعنده أبو برزة الأسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب على فيه ويقول:

يفلِّقن هامًـا مِن رجال أعزَّة
علينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك فوالله لَربَّما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعًا فيه على فيه يلثمه) (1).
وبِهذا المعنى جاء عن اليافعي قوله: (ثُم وُضِع الرأس المكرَّم بين يدي يزيد، فأمَر أن يُجعَل في طست..) (2).
وفي تاريخ ابن الجوزي: (ثُم نصب رأس الحسين بالكوفة بعد أن طيف به، ثُم دعى زفر بن قيس، فبعث معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد) (3).
قال ابن حجر: (فقاتل ـ أي الحسين عليه السلام ـ حتى قتِل، وقتله رجل من مذحج وجزر رأسه، فانطلق به إلى عبيد الله بن زياد فوفده إلى يزيد ومعه الرأس، فوُضِع بين يديه..) (4).
____________
(1) ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص158. وانظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص437و 438. وأيضًا الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص298. وأيضًا ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج5 ص342.
(2) اليافعي: مرآة الجنان وعبرة اليقظان ـ ج1 ص109.
(3) ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج5 ص341.
(4) ابن حجر العسقلاني: تهذيب التهذيب ـ ج1 ص531.
الصفحة 99
وقال القسطلانِي: (ولَمَّا قتلوه ـ يعني الحسين عليه السلام ـ بعثوا برأسه إلى يزيد..) (1).
أقول: هذه نبذة لِمَا جاء عن علماء أهل السنة في كتبهم المعتبَرة، وهي تنفي مزاعم الشيخ عثمان الخميس، وتظهِر بوضوح كذبه وافتراءه وتشويهه لِما ثبت في التاريخ الصحيح.
____________
(1) القسطلاني: المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ـ ج3 ص568.


 

رد مع اقتباس