وقد ذهب الكثير من علماء المسلمين إلى حقية وجود الشفاعة مما
لا يسع في هذا البحث الموجز حصره من أقوالهم وآرائهم لضيق المجال .
ويتضح مما تقدم ، أن الشفاعة - واعتمادا على نصوص القرآن الكريم
الصريحة والأحاديث الشريفة المتواترة المنقولة عن النبي الأكرم
محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) - هي من القضايا المقبولة عند أغلب
الفرق والمذاهب الإسلامية ، مع وجود من يناقش في معنى الشفاعة ،
فقد رفض المعتزلة الشفاعة وناقشوا فيها . . حيث يقول أحد أعلامهم وهو
أبو الحسن الخياط وهو يفسر قوله تعالى : * ( أفمن حق عليه كلمة العذاب
أفأنت تنقذ من في النار . . . ) * ( 1 ) : " إن الآية تنص على أن من استحق العذاب
لا يمكن للرسول أن ينقذه من جهنم . . " وفي رد ذلك يقول الشيخ
المفيد ( رضي الله عنه ) : " إن القائلين بالشفاعة لا يدعون بأن الرسول هو المنقذ
للمستحقين النار وإنما الذي يدعونه إن الله سبحانه ينقذهم منها إكراما
لنبيه والطيبين من أهل بيته ( عليهم السلام ) .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإن المفسرين يذهبون إلى أن الذين
حقت عليهم كلمة العذاب هم الكفار ، وإن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يشفع لهم " ( 2 )
ومن هنا يكون هذا الاحتجاج بالآية الشريفة الآنفة على نفي الشفاعة
احتجاجا غير صحيح .
|