ويظهر أن آيات نفي الشفاعة عن المشركين تؤدي وظيفتين ، الأولى
تؤكد أن الشركاء أصناما أو غيرها لا تملك لمن يؤمن بها شيئا تقدمه له يوم
القيامة مع استحقاقه للعذاب بسبب الشرك ، وبهذا فإن تلك الآيات تنفي
قدرة الشركاء على تقديم الشفاعة . . والوظيفة الثانية هي أن المشركين بالله
محرومون من شفاعة الشافعين لأنهم لا يستحقونها .
ومما تقدم يتضح أن الآيات الشريفة المارة كلها ركزت على مفاهيم
واضحة للشفاعة وحددت أولئك الذين لا تنالهم الشفاعة يوم القيامة ،
فالمفاهيم الخاصة التي تدور حولها الآيات الشريفة المارة هي مفاهيم
الكفر والشرك بشتى أنواعهما وأصنافهما ، وأن الكافر والمشرك لن يجد
يوم القيامة من يشفع له ممن أذن الله لهم بالشفاعة .
ومن هنا يتضح أن نفي الشفاعة في القرآن الكريم ليس نفيا مطلقا ، بل
هو نفي خاص لمجاميع خاصة حدد الله صفاتهم وأعمالهم في الحياة
الدنيا .
|