عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-2010, 08:25 PM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي معجزات الامام الكاظم ع ( 3 )



[ معجزات الكاظم ع ]

دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 317 – 322

263 / 6 - وحدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن علي ابن الزبير البلخي ببلخ ، قال : حدثنا حسام بن حاتم الأصم ، قال : حدثني أبي ، قال : قال لي شقيق - يعني ابن إبراهيم ( 2 ) البلخي - : خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلنا القادسية ، قال شقيق : فنظرت إلى الناس في زيهم بالقباب والعماريات ( 3 ) والخيم والمضارب ، وكل إنسان منهم قد تزيا على قدره ، فقلت : اللهم إنهم قد خرجوا إليك فلا تردهم خائبين . فبينما أنا قائم ، وزمام راحلتي بيدي ، وأنا أطلب موضعا أنزل فيه منفردا عن الناس ، إذ نظرت إلى فتى حدث السن ، حسن الوج ، شديد السمرة ، عليه سيماء العبادة وشواهدها ، وبين عينيه سجادة ( 4 ) كأنها كوكب دري ، وعليه من فوق ثوبه شملة من صوف ، وفي رجله نعل عربي ، وهو منفرد في عزلة من الناس ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من هؤلاء الصوفية المتوكلة ، يريد أن يكون كلا على الناس في هذا الطريق ، والله لأمضين إليه ، ولأوبخنه . قال : فدنوت منه ، فلما رآني مقبلا نحوه قال لي : يا شقيق * ( اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ) * ( 5 ) وقرأ الآية ، ثم تركني ومضى ، فقلت في ‹ صفحة 318 › نفسي : قد تكلم هذا الفتى على سري ، ونطق بما في نفسي ، وسماني باسمي ، وما فعل هذا إلا وهو ولي الله ، ألحقه وأسأله أن يجعلني في حل ، فأسرعت وراءه ، فلم ألحقه ، وغاب عن عيني ، فلم أره . وارتحلنا حتى نزلنا واقصة ( 1 ) ، فنزلت ناحية من الحاج ، ونظرت فإذا صاحبي قائم يصلي على كثيب رمل ، وهو راكع وساجد ، وأعضاؤه تضطرب ، ودموعه تجري من خشية الله ( عز وجل ) ، فقلت : هذا صاحبي ، لأمضين إليه ، ثم لأسألنه أن يجعلني في حل ، فأقبلت نحوه ، فلما نظر إلي مقبلا قال لي : يا شقيق * ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) *( 2 ) ثم غاب عن عيني فلم أره ، فقلت : هذا رجل من الأبدال ( 3 ) ، وقد تكلم على سري مرتين ، ولو لم يكن عند الله فاضلا ما تكلم على سري . ورحل الحاج وأنا معهم ، حتى نزلنا بزبالة ( 4 ) ، فإذا أنا بالفتى قائم على البئر ، وبيده ركوة يستقي بها ماء ، فانقطعت الركوة في البئر ، فقلت : صاحبي والله ، فرأيته قد رمق السماء بطرفه ، وهو يقول : أنت ربي إذا ظمأت إلى الماء * وقوتي إذا أردت الطعاما إلهي وسيدي مالي سواها ، فلا تعدمنيها . قال شقيق : فوالله ، لقد رأيت البئر وقد فاض ماؤها حتى جرى على وجه الأرض ، فمد يده ، فتناول الركوة ، فملأها ماء ، ثم توضأ ، فأسبغ الوضوء ، وصلى ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل أبيض ، فجعل يقبض بيده من الرمل ويطرحه في الركوة ، ثم يحركها ويشرب ، فقلت في نفسي : أتراه قد حول الرمل سويقا ؟ ! فدنوت منه فقلت له : أطعمني رحمك الله ، من فضل ما أنعم الله به عليك . ‹ صفحة 319 › فنظر وقال لي : يا شقيق ، لم تزل نعمة الله علينا أهل البيت سابغة ، وأياديه لدينا جميلة ، فأحسن ظنك بربك ، فإنه لا يضيع من أحسن به ظنا . فأخذت الركوة من يده وشربت ، فإذا سويق وسكر ، فوالله ما شربت شيئا قط ألذ منه ، ولا أطيب رائحة ، فشبعت ورويت ، وأقمت أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا ، فدفعت إليه الركوة . ثم غاب عن عيني ، فلم أره حتى دخلت مكة وقضيت حجي ، فإذا أنا بالفتى في هدأة من الليل ، وقد زهرت النجوم ، وهو إلى جانب قبة الشراب ( 1 ) راكعا ساجدا ، لا يريد مع الله سواه ، فجعلت أرعاه وأنظر إليه ، وهو يصلي بخشوع وأنين وبكاء ، ويرتل القرآن ترتيلا ، فكلما مرت آية فيها وعد ووعيد رددها على نفسه ، ودموعه تجري على خده ، حتى إذا دنا الفجر جلس في مصلاه يسبح ربه ويقدسه ، ثم قام فصلى الغداة ، وطاف بالبيت أسبوعا ، ( 2 ) وخرج من باب المسجد ، فخرجت ، فرأيت لهحاشية وموال ، وإذا عليه لباس خلاف الذي شاهدت ، وإذا الناس من حوله يسألونه عن مسائلهم ، ويسلمون عليه ، فقلت لبعض الناس ، أحسبه من مواليه : من هذا الفتى ؟ فقال لي : هذا أبو إبراهيم ، عالم آل محمد . قلت : ومن أبو إبراهيم ؟ قال : موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) . فقلت : لقد عجبت أن توجد هذه الشواهد إلا في هذه الذرية .

( 3 ) 264 / 7 - وحدثني القاضي أبو الفرج المعافى ، قال : حدثنا أحمد بن إسماعيل الكاتب ، قال : كان بحضرة باب الرشيد رجل من الأنصار يقال له ( نفيع ) وكان عريضا ، وكان آدم بن عبد العزيز شاعرا ظريفا ، فاتفقا يوما بباب الرشيد ، وحضر موسى ‹ صفحة 320 › ابن جعفر على حمار له ، فلما قرب قام الحاجب إليه ، فأدخله من الباب ، فقال نفيع لآدم : من هذا ؟ فقال : أو ما تعرفه ؟ قال : لا . قال : هذا شيخ آل أبي طالب اليوم ، هذا فلان بن فلان . فقال : تبا لهؤلاء القوم يكرمون هذا الاكرام من يقصد ليزيلهم عن سريرهم ، أما إنه إن خرج لأسوأنه . قال فقال له آدم : لا تفعل ، إن هؤلاء قوم قد أعطاهم الله ( عز وجل ) حظا في ألسنتهم ، وقلما ناوأهم إنسان ، أو تعرض لهم ، إلا ووسموه بسمة سوء . فقال له : سترى . وخرج موسى فوثب إليه نفيع فأخذ بلجام حماره ، وقال له : من أنت ؟ فقال بوقار : إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله . وإن كنت تريد البيت فهو البيت الذي أوجب الله ( جل ذكره ) على المسلمين كافة ، وعليك إن كنت منهم ، أن يحجوا إليه . وإن كنت تريد المنافرة ، فوالله ما رضي مشركو قومي بمسلمي قومك ( 1 ) أكفاء حتى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش . قال : فاسترخت أصابعه من اللجام وتركه .


( 2 ) 265 / 8 - قال : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا الأعمش ، قال : لحقت موسى بن جعفر الكاظم الغيظ ( عليه السلام ) وهو في حبس الرشيد فرأيته يخرج من حبسه ويغيب ثم يدخل من حيث لا يرى .


( 3 ) 266 / 9 - قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، قال : رأيت كاظم الغيظ ( عليه السلام ) عند الرشيد وقد خضع له ، فقال له عيسى ابن أبان : يا أمير المؤمنين ، لم تخضع له ؟ ‹ صفحة 321 › قال : رأيت من ورائي أفعى تضرب بنابها وتقول : أجبه بالطاعة وإلا بلعتك . ففزعت منها فأجبته .


( 1 ) 267 / 10 - قال أبو جعفر : حدثنا عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثنا غالب ابن مرة ومحمد بن غالب ، قالا : كنا في حبس الرشيد ، فأدخل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، فأنبع الله له عينا وأنبت له شجرة ، فكان منهما يأكل ويشرب ونهنيه ، وكان إذا دخل بعض أصحاب الرشيد غابت حتى لا ترى .


( 2 ) 268 / 11 - قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن وكيع ، قال : قال الأعمش : رأيت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وقد أتى شجرة مقطوعة موضوعة فمسها بيده فأورقت ، ثم اجتنى منها ثمرا وأطعمني .


( 3 ) 269 / 12 - قال أبو جعفر : حدثنا هشام بن منصور ، عن رشيق مولى الرشيد ، قال : وجه بي الرشيد في قتل موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، فأتيته لأقتله ، فهز عصا كانت في يده فإذا هي أفعى ، وأخذت هارون الحمى ، ووقعت الأفعى في عنقه حتى وجه إلي بإطلاقه فأطلقت عنه .


( 4 ) 270 / 13 - قال أبو جعفر : حدثنا علقمة بن شريك بن أسلم ، عن موسى بن هامان ( 5 ) ، قال : رأيت موسى بن جعفر ( عليه السلام ) في حبس الرشيد وتنزل عليه مائدة من السماء ، ويطعم أهل السجن كلهم ثم يصعد بها من غير أن ينقص منها شئ .


( 6 ) 271 / 14 - قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي ، قال : حدثنا عمارة بن زيد ، قال : قال إبراهيم بن سعد : أدخل إلى موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ‹ صفحة 322 › بسباع لتأكله ، فجعلت تلوذ به وتبصبص له ، وتدعو له بالإمامة ، وتعوذ به من شر الرشيد ، فلما بلغ ذلك الرشيد أطلق عنه ، وقال : أخاف إن يفتنني ويفتن الناس ومن معي . ( 1 )
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 317 ›
( 1 ) تقدمت تخريجاته في الحديث الرابع .
( 2 ) في " ع ، ط " : يعني إبراهيم .
( 3 ) جمع عمارية : الهودج الذي يجلس فيه .
( 4 ) أي أثر السجود في الجبهة .
( 5 ) الحجرات 49 : 12 .

‹ هامش ص 318 ›
( 1 ) منزل بطريق مكة ، ينزله الحاج ، دون زبالة بمرحلتين ، معجم البلدان 5 : 354 .
( 2 ) طه 20 : 82 .
( 3 ) قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ، سموا بذلك لأنهم كلما مات واحد منهم أبدل الله مكانه آخر . انظر " النهاية 1 : 107 ، مجمع البحرين - بدل - 5 : 319 " .
( 4 ) قرية عامرة بين واقصة والثعلبية بطريق مكة من الكوفة . معجم البلدان 3 : 129 .

‹ هامش ص 319 ›
( 1 ) في " ع " : بيت فيه الشراب ، وفي " ط " : بيت فيه السراب .
( 2 ) أي سبع مرات .
( 3 ) تذكرة الخواص : 348 ، صفة الصفوة 2 : 185 ، كشف الغمة 2 : 213 ، الفصول المهمة : 233 ، إسعاف الراغبين : 247 .

‹ هامش ص 320
( 1 ) مشركو قومي : أي قريش ، ومسلمو قومك : أي الأنصار .
( 2 ) أمالي المرتضى 1 : 274 ، إعلام الورى : 307 ، أعلام الدين : 305 ، مدينة المعاجز : 452 .
( 3 ) إثبات الهداة 5 : 566 / 117 ، مدينة المعاجز : 427 / 5 .

‹ هامش ص 321 ›
( 1 ) نوادر المعجزات : 163 / 5 .
( 2 ) نوادر المعجزات : 163 / 6 ، إثبات الهداة 5 : 567 / 119 ، مدينة المعاجز : 427 / 7 .
( 3 ) نوادر المعجزات : 164 / 7 .
( 4 ) نوادر المعجزات : 164 / 8 .
( 5 ) في " م " : ماهان .
( 6 ) نوادر المعجزات : 164 / 9 ، إثبات الهداة 5 : 567 / 122 ، مدينة المعاجز : 427 / 8 .

‹ هامش ص 322 ›
( 1 ) نوادر المعجزات : 165 / 10 ، مدينة المعاجز : 428 / 10 . ( 2 ) نوادر المعجزات : 163 / 4 ، مدينة المعاجز : 428 / 11 . ( 3 ) الدراعة : جبة مشقوقة المقدم .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


 

رد مع اقتباس