صورة مفصلة
لقد أشن الغارة معاوية على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام سنة 39 و فرق جيوشه في أصقاع حكومته عليه السلام واختار أناسا ممن لا خلاق لهم لقتل أولئك الأبرياء أينما كانوا وحيثما وجدوا ، فوجه النعمان بن بشير في ألف رجل إلى عين التمر . ووجه سفيان بن عوف في ستة آلاف وأمره أن يأتي ( هيت ) فيقطعها ثم يأتي الأنبار والمدائن فيوقع بأهلها فأتى ( هيت ) ثم أتى الأنبار وطمع في أصحاب علي عليه السلام لقتلهم فقاتلهم فصبر أصحاب علي ثم قتل صاحبهم أشرس بن حسان البكري وثلاثون رجلا ، واحتملوا ما في الأنبار من أموال أهلها ورجعوا إلى معاوية .
ووجه عبد الله بن مسعدة بن حكمة الفزاري ( وكان أشد الناس على علي ) في ألف وسبعمائة إلى ثيماء ، وأمره أن يصدق من مر به من أهل البوادي ويقتل من امتنع ، ففعل ذلك وبلغ مكة والمدينة وفعل ذلك .
ووجه الضحاك بن قيس وأمره أن يمر بأسفل واقصة ويغير على كل من مر به ممن هو في طاعة علي عليه السلام من الأعراب ، وأرسل ثلاثة آلاف رجل معه فسار الناس وأخذ الأموال ، ومضى إلى الثعلبية وقتل وأغار على مسلحة علي ، وانتهى إلى القطقطانة ، فلما بلغ عليا أرسل إليه حجر بن عدي في أربعة آلاف فلحق الضحاك بتدمر فقتل منهم تسعة عشر رجلا ، وقتل من أصحابه رجلان ، وحجز بينهما الليل فهرب الضحاك وأصحابه و رجع حجر ومن معه .
و وجه عبد الرحمن بن قباث بن أشيم إلى بلاد الجزيرة وفيها شيب بن عامر جد الكرماني الذي كان بخراسان ، فكتب إلى كميل بن زياد وهو بهيت يعلمه خبرهم ، فقاتله كميل وهزمه وغلب على عسكره ، وأكثر القتل في أهل الشام وأمر أن لا يتبع مدبر ولا يجهز على جريح . ووجه الحرث بن نمر التنوخي إلى الجزيرة ليأتيه بمن كان في طاعة علي ، فأخذ من أهل دارا سبعة نفر من بني تغلب فوقع هناك من المقتلة ما وقع . ووجه زهير بن مكحول العامري إلى السماوة ، وأمره أن يأخذ صدقات الناس فبلغ ذلك عليا فبعث ثلاثة منهم جعفر بن عبد الله الأشجعي ليصدقوا من في طاعته من كلب و بكر ، فوافوا زهيرا فاقتتلوا فانهزم أصحاب علي وقتل جعفر بن عبد الله .
|