من ادلة امامتهم ع بخصوصهم
ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 3 - ص 292 - 293
( 12 ) وعن علي ( كرم الله وجهه ) قال :
قال رسول الله ( ص ) : الأئمة من ولدي فمن أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم
فقد عصى الله هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله ( جل وعلا ) ( انتهى كتاب
مودة القربى ) .
قال بعض المحققين : إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده ( ص ) إثنا
عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان ،
علم أن مراد رسول الله ( ص ) من حديثه هذا الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته
وعترته ، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه ،
لقلتهم عن اثني عشر ، ولا يمكن أن يحمله على الملوك الأموية لزيادتهم على
اثني عشر ، ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز ، ولكونهم غير بني
هاشم ، لان النبي ( ص ) قال " كلهم من بني هاشم " في رواية عبد الملك عن
جابر ، وإخفاء صوته ( ص ) في هذا القول يرجح هذه الرواية ، لأنهم لا
يحسنون خلافة بني هاشم ، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم
‹ صفحة 293 ›
على العدد المذكور ، ولقلة رعايتهم الآية ( قل لا أسألكم عليه أجرأ إلا المودة
في القربى ) وحديث الكساء ، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة
الاثني عشر من أهل بيته وعترته ( ص ) لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم
وأجلهم وأورعهم وأتقاهم ، وأعلاهم نسبا ، وأفضلهم حسبا ، وأكرمهم عند
الله ، وكان علومهم عن آبائهم متصلا بجدهم ( ص ) وبالوراثة واللدنية ، كذا
عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتوفيق .
ويؤيد هذا المعنى أي أن مراد النبي ( ص ) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته
ويشهده ويرجحه حديث الثقلين ، والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا
الكتاب وغيرها .
وأما قوله ( ص ) : " كلهم تجتمع عليه الأمة " في رواية عن جابر بن سمرة
فمراده ( ص ) أن الأمة تجتمع على الاقرار بامامة كلهم وقت ظهور قائمهم
المهدي ( رضي الله عنهم ) .
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
|