برقيَّة سماحة آية الله السيّد محمود الهاشمي الّتي أرسلها إلى آية الله العظمى الإمام الخامنئيّ يعزّيه فيها بوفاة آية الله العظمى السيّد الكلبيكاني قدس سره
بسم الله الرّحمن الرّحيم
سماحة قائد الثورة الإسلاميّة آية الله الخامنئيّ دامت بركاته
أتقدّم بالتعازي إلى الوجود الشريف والمقدّس لإمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف وإليكم باعتباركم نائبه بالحقّ وإلى الشعب الإيرانيّ عامّة وإلى الحوزات العلميَّة وجميع المسلمين في العالم بمناسبة المصاب الجلل والفاجعة برحيل مرجع العالم الإسلاميّ العظيم سماحة آية الله العظمى الكلبايكاني قدس سره الّذي كان بحقّ أسوة في التقوى والفضيلة والعلم والجهاد وخدمة الإسلام والثورة الإسلاميّة، حيث قضى عمره الشريف والمبارك إلى جانب إمام الأمّة قدس سره في هذا الطريق، وسار على نهج ذلك الرجل العظيم في التاريخ.
إنَّ وفاة هؤلاء الأكابر والأعاظم، مشاعل درب الهداية ونجوم صراط الولاية المضيئة وإن كان خطبًا جللًا ومصابًا عظيمًا وثلمة في الإسلام لا يسدّها سوى طلوع نجم آخر، لكن حيث إنَّ لطف ربِّ العالمين ورحمته والعناية الخاصّة لأهل بيت العصمة والطهارة
105
والإمدادات الغيبيّة لبقيّة الله الأعظم (أرواحنا فداه) شاملة هذه الأمّة دائمًا وأبدًا. فإنَّ سلسلة مراجع التقليد للشيعة ستظلّ مستمرّة وباقية. وكلّما أفل أو غاب نجم طلع نجم آخر يسد الفراغ ويحمل لواء الفقاهة والمرجعيَّة الخفّاق على عاتقه بمزيد من الاستقامة والثبات ومضاعفة في تحمّل عبء المسؤوليّة.
واليوم فإنَّ عيون الأمل للمسلمين الملتزمين في العالم الإسلامي وأهل الخبرة المخلصين والمدافعين عن الأهداف السامية والنبيلة للثورة الإسلامية والودائع الّتي خلّفها الإمام الخمينيّ العظيم رائدة الثورة الإسلاميّة في الزمن المعاصر، متطلّعة إليكم باعتباركم نجم يلمع في طليعة هذه السلسلة المباركة. وتعدّ اللحظات منتظرة تصدّي سماحتكم لشؤون المرجعيّة وإدارة الحوزات العلميّة راجية من محضركم الشريف ملء الفراغ الحاصل في هدا الشأن مستلهمًا العزم والإرادة من معين الولاية لتقرّ عيون المؤمنين بذلك وتطمئنّ قلوبهم.
أسأل الله تعالى لسيّدنا المعظّم طول العمر ودوام التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيّد محمود الهاشمي
19/9/1372 هـ.ش
|