عرض مشاركة واحدة
قديم 07-06-2014, 03:27 AM   #5
أبو حيدر
موالي ملكي


الصورة الرمزية أبو حيدر
أبو حيدر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 763
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 10-24-2020 (11:51 PM)
 المشاركات : 2,288 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الأمر الرابع: انطباعات الصحابة عن شخصيّة الإمام عليّ عليه السّلام
لقد ترك الدورُ الرساليّ والجهد الربّاني الذي أبداه الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام من أجل تحقيق الرسالة وإعلاء كلمة الحقّ، منذ البعثة وحتّى ختم الرسالة، من الآثار والانطباعات الإيجابيّة المؤثّرة في نفوس الصحابة، حيث شكلت خطواتُه موقعاً للقوة والنهوض، سواء في عصر الرسالة أو بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وآله، فهو المرجع للحكّام حيث تضيق بهم الصعاب وتعجز عقولهم عن إدراك أغراض الشريعة وحقائقها، وهذا الأمر لا يحتاج إلى مزيد من الإيضاح والتفصيل، حيث حفلت به كتبُ الصحاح والسِّيَر.
وعلى أي حال، فإنّ انطباعات الصحابة حول الإمام عليّ عليه السّلام والنظرة إليه ما لا يمكن حصره في هذه الفقرة من البحث، لكننا نكتفي ببعض تصريحات الصحابة في حقّه عليه السّلام وأفضليّته على الصحابة كما يلي:
1 ـ أبو بكر بن أبي قحافة
نجد أبا بكر يرجع إلى الإمام في حلّ كثير من المعضلات، فعندما أراد أبو بكر غزوَ الروم شاور جماعةً من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وأخّروا، فاستشار عليَّ بن أبي طالب عليه السّلام فأشار أن يفعل، فقال: فإن فعلتَ ظفرت. فقال: بَشَّرتَ بخير. فقام أبو بكر في الناس خطيباً وأمرهم أن يتجهّزوا إلى الروم (103).
وفي مجال التفسير نجد أبا بكر يعترف بعدم قدرته على تفسير آيات القرآن، فعن أبي مليكة قال: سُئل أبو بكر عن تفسير حرف من القرآن، فقال: أيُّ سماء تظلني، وأيُّ أرض تُقلّني، وأين أذهب وكيف أصنع إذا قلتُ في حرف من كتاب الله بغير ما أراد ؟! (104)
وكان قد سُئل عن قوله تعالى: وفاكهةً وأبّاً (105)، ولمّا بلغ ذلك أميرَ المؤمنين عليه السّلام ما قاله في ذلك، قال: « يا سبحان الله! ما عَلِم أنّ الأبّ هو الكلاء والمَرعى، وأن قوله تعالى: وفاكهةً وأبّاً اعتداد من الله تعالى بإنعامه على خَلْقه بما غَذاهم به، وخَلقَه لهم ولأنعامهم مما يحيي به أنفسهم وتقوم به أجسادهم » (106).
كما صرّح أبو بكر بأنّه لا يقوى على وصف الرسول صلّى الله عليه وآله بالشكل الدقيق، وما زال الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام هو الأقدرَ على ذلك؛ لأنّه الأكثر التصاقاً ومعرفةً بأسرار الرسول والرسالة.
عن ابن عمر: أنّ اليهود جاءوا إلى أبي بكر فقالوا: صِفْ لنا صاحبك، فقال: معشرَ اليهود، لقد كنت معه في الغار كأُصبعيّ هاتين، ولقد صعدت معه جبل حِراء وإن خنصري لفي خنصره، ولكنّ الحديث عنه شديد، وهذا عليّ بن أبي طالب. فأتَوا عليّاً فقالوا: يا أبا الحسن، صف لنا ابنَ عمك، فقال: « لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآله بالطويل الذاهب طولاً، ولا بالقصير المتردّد، كان فوق الربعة، أبيضَ اللّون مُشْرَباً حُمرة جُعْد الشعر ليس بالقطط يضرب شعره إلى أرنبته، صلت الجبين، أدعج العينين دقيق المسربة، برّاق الثنايا، أقنى الأنف، كأنّ عنقه إبريقُ فضّة، له شعرات من لبته إلى سُرّته، كأنهنّ قضيب مسك أسود ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهن، وكان شثنَ الكفّ والقدم، وإذا مشى كأنّما يتقلّع من صخر، وإذا التفتَ التفت بمجامع بدنه، وإذا قام يعتنقونه الناس، وإذا قعد علا الناس، وإذا تكلّم أنصت الناس، وإذا خطب أبكى الناس، وكان أرحمَ الناس بالناس، لِليتيمِ كالأب الرحيم، وللأرملة كالكريم، أشجع الناس وأبذلهم كفّاً وأصبحهم وجهاً، لباسه العباء، وطعامه خبز الشعير، وإدامه اللبن، ووسادُه الأدم محشو بليف النخل، سريره أمّ غيلان مرمل بالشريف. كان له عمامتان إحداهما تُدعى « السحاب » والأُخرى « العقاب »، وكان سيفه ذا الفقار ورايته الغراء، وناقته العضباء، وبغلته دلدل، وحماره يعفور، وفرسه مرتجز، وشاته بركة، وقضيبه الممشوق، ولواؤه الحمد، وكان يعقل البعير ويعلف الناضح، ويرقع الثوب ويخصف النعل » (107).
2 ـ عمر بن الخطّاب
ترك الإمام عليّ عليه السّلام في نفسه من الآثار حتّى اشتهر كلامه في عدة مواضع: « لولا عليٌّ لَهلكَ عمر » (108).
وقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: « ما اكتسبَ مكتسِبٌ مثلَ فضلِ عليّ، يَهدي صاحبَه إلى الهدى، ويردُّه عن الردى » (109).
وعن محمّد بن خالد الضبيّ، قال: خطبهم عمرُ بن الخطاب فقال: لو صرفناكم عمّا تعرفون إلى ما تنكرون، ما كنتم صانعين ؟ قال: فسكتوا، فقال ذلك ثلاثاً، فقام عليٌّ عليه السّلام فقال: يا عمر! إذن نَسْتَتيبك، فإن تُبتَ قَبِلناك، قال: فإن لم أتب ؟ قال: إذن نضرب الذي فيه عيناك، فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الأُمّة مَن إذا اعوجَجْنا أقام أوَدَنا (110).
ثم نجد عمرَ يستشير في الخمر وفي مقدار حدّها، فعن ثور بن يزيد الديليّ أنّ عمر ابن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل، فقال عليّ بن أبي طالب: « ترى تجلده ثمانين، فإنّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى آفترى ». فجلد عمرُ في الخمر ثمانين (111).
وجاء عن اُذينة العبدي قال: أتيت عمر فسألته: من أين أعتمر ؟ قال: إئت عليّاً فسله...
3 ـ عثمان بن عفّان
وله مراجعات كثيرة للإمام عليّ عليه السّلام في القضايا المعقّدة والتي لا يجد لها حلاًّ. فعن بعجة بن عبدالله الجهنيّ قال: تزوج رجل منّا امرأةً من جُهينة فولدت له تماماً لستّة أشهر، فانطلق زوجُها إلى عثمان بن عفّان، فأمر برَجْمها، فبلغ ذلك عليّاً عليه السّلام فأتاه فقال: ما تصنع ؟ قال: وَلَدَتْ تماماً لستّة أشهر، وهل يكون ذلك ؟ قال عليّ عليه السّلام: أما سمعتَ الله تعالى يقول: وحَمْلُه وفصالُه ثلاثونَ شَهْراً (112)، فكم تجده بقيَ إلاّ ستة أشهر! فقال عثمان: ( والله ما فطنتُ لهذا ) (113).
وعن محمّد بن يحيى بن حبّان أنّه كانت عند جده حبّان بن منقذ امرأتان هاشميّة وأنصاريّة، فطلّق الأنصاريّة وهي تُرضِع، فمرت سنة لم تَحِض، ثم هلك، فقالت: أنا أرثه لم أحض. فاختصما إلى عثمان بن عفّان فقضى لها بالميراث، فلامت الهاشميّة عثمانَ بن عفان، فقال لها: هذا عمل ابنِ عمك، هو أشار علينا بهذا، يعني عليَّ بن أبي طالب ) (114).
وعن مسند عثمان أنّ عثمان بن عفّان أتى برجل فجرَ بغلام من قريش، فقال عثمان: أحُصِّن ؟ قالوا: قد تزوج بامرأة ولم يدخل بها بعد، فقال عليّ لعثمان: لو دخل بها لحلّ عليه الرجم، فأما إذا لم يدخل بها فاجلدوه الحدّ. فقال أبو أيوب: أشهد أنّي سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول الذي ذكره أبو الحسن، فأمر به عثمان فجُلِد (115).
4 ـ ابن عباس
قال رضي الله عنه: « واللهِ لقد أُعطي عليُّ بن أبي طالب تسعةَ أعشار العلم، وأيمُ الله لقد شارككم في العُشْر العاشر » (116).
وقال رضي الله عنه: « علمُ النبيّ مِن علم الله، وعلم عليٍّ مِن علم النبيّ، وعلمي مِن علم عليّ، وما علمي وعلم الصحابة إلاّ كقطرةٍ في سبعة أبحُر » (117).
وقال رضي الله عنه: « العلم ستّةُ أسداس، لعليٍّ خمسة أسداس، وللناس سدس، ولقد شارَكَنا في السُّدُس حتّى لَهُوَ أعلم به منّا » (118).
5 ـ ابن مسعود
قال رضي الله عنه: « كنّا نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ » (119).
وقال أيضاً: قُسِّمتِ الحكمةُ عشرةَ أجزاء، فأُعطي عليٌّ تسعة أجزاء والناسُ جزءاً واحداً، وعليٌّ أعلمُهم بالواحد منها » (120).
وقال أيضاً: « الأعلمُ بالفرائض عليُّ بن أبي طالب » (121).
وقال أيضاً: « أفرض أهل المدينة وأقضاها عليّ » (122).
وقال أيضاً: « إنّ القرآن أُنزِل على سبعة أحرف، ما منها إلاّ وله ظهر وبطن، وإنّ عليّ بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن » (123).
6 ـ عَدِيّ بن حاتِم
في خطبة له: « واللهِ لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنّة، إنّه ـ يعني عليّاً ـ لأعلمُ الناس بهما، ولئن كان إلى الإسلام إنّه لأخو نبيّ الله، والرأس في الإسلام، ولئن كان إلى العقول والنحائر إنّه لأشدُّ الناس عقلاً وأكرمهم غَيرة » (124).
7 ـ أبو سعيد الخدري
« أقضاهم علي عليه السّلام » (125).
8 ـ عائشة
« عليٌّ أعلمُ الناس بالسُّنّة » (126).
9 ـ عطاء
« سُئل عطاء: أكان في أصحاب محمّد أعلمُ مِن عليّ ؟ قال: لا واللهِ ما أعلمه » (127).
10 ـ سعيد بن المسيب
قال: « كان عمر يتعوّذ بالله مِن معضلة ليس لها أبو الحسن! » (128).
11 ـ معاوية بن أبي سفيان
قال: « كان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه من عليّ » (129).
وجاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال: سل عنها عليَّ بن أبي طالب، فهو أعلم. قال: يا أمير المؤمنين! جوابك فيها أحبُّ إليّ من جواب عليّ. قال: بئس ما قلت! لقد كرِهتَ رجلاً كان رسول الله يغزره بالعلم غزراً، ولقد قال له: « أنت منّي بمنزلة هارونَ مِن موسى إلاّ أنّه لا نبيَّ بعدي » (130).
12 ـ سعيد بن غفلة
دخلتُ على عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فوجدته جالساً، بين يديه صفيحة فيها لبن، أجدُ ريحَه من شدّة حموضته، وفي يده رغيف أرى آثار قشار الشعير في وجهه وهو يكسره بيده أحياناً، فإذا أعيى عليه كسره بركبته وطرحه في اللبن، فقال: أُدْنُ، فأصِبْ من طعامنا هذا.
فقلت: إنّي صائم.
فقال: سمعت رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: « مَن منَعَه الصيامُ من طعامٍ يشتهيه، كان حقّاً على الله أن يُطعمه من طعام الجنّة ويسقيه مِن شرابها » (131).
13 ـ عبدالله بن عمر
قال: « كان لعليّ بن أبي طالب ثلاثةٌ، لوكانت لي واحدة منهنّ كانت أحبَّ إليَّ من حُمْر النَّعَم: تزويجُه فاطمة ( سلام الله عليها )، وإعطاؤه الرايةَ يومَ خيبر، وآية النجوى » (132).


 
 توقيع : أبو حيدر



رد مع اقتباس