. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس - ج 1 - ص 31 - 33
فيما نذكره من الرواية بان أول السنة شهر رمضان
فمما رويناه في ذلك بعدة أسانيد إلى مولانا الصادق عليه السلام أنه قال : إذا سلم
شهر رمضان سلمت السنة ، وقال : رأس شهر رمضان . ( 1 )
وروينا بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني من كتاب الكافي باسناده إلى أبي
عبد الله عليه السلام قال : إن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق
السماوات والأرض ، فغرة الشهور ( 2 ) شهر الله عز وجل وهو شهر رمضان ، وقلب شهر
رمضان ليلة القدر ، ونزل القران في أوله ليلة شهر رمضان ، وقلب شهر
رمضان ليلة القدر ، ونزل القرآن في أول ليلة شهر رمضان ، فاستقبل ( 3 ) الشهر بالقرآن . ( 4 )
رويناه أيضا عن أبي جعفر بابويه من كتاب لا يحضره الفقيه . ( 5 )
ومن ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى علي بن فضال من كتاب الصيام باسناده إلى ابن
أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : شهر رمضان رأس
وبهذا الاسناد عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا سلم شهر رمضان سلمت
وذكر الطبري في تاريخه ان فرض صوم شهر رمضان نزل به القرآن في السنة الأولى من هجرة النبي صلى الله عليه وآله في شعبانها ( 2 ) .
واعلم انني وجدت الروايات مختلفات في أنه هل أول السنة المحرم أو شهر رمضان ،
لكنني رأيت من عمل من أدركته من علماء أصحابنا المعتبرين وكثيرا من تصانيف
علمائهم الماضين ، ان أول السنة شهر رمضان على التعيين ، ولعل شهر الصيام أول العام
في عبادات الاسلام ، والمحرم أول السنة في غير ذلك من التواريخ ومهام الأنام .
لان ( 3 ) الله جل جلاله عظم شهر رمضان ، فقال جل جلاله : ( شهر رمضان الذي انزل
فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) ( 4 ) . فلسان حال هذا التعظيم كالشاهد لشهر
ولأنه لم يجر لشهر من شهور السنة ذكر باسمه في القرآن وتعظيم امره الا لهذا الشهر ، شهر الصيام ، وهذا الاختصاص بذكره كأنه ينبه - والله أعلم - على تقديم امره .
ولأنه إذا كان أول السنة شهر الصيام ، وفيه ما قد اختص به من العبادات التي
ليست في غيره من الشهور والأيام ، فكأن ( 5 ) الانسان قد استقبل أول السنة بذلك
الاستعداد والاجتهاد ، فيرجى أن يكون باقي السنة جاريا على السداد والمراد ، ظاهر
دلائل المعقول وكثير من المنقول ان ابتداءات الدخول في الأعمال ، هي أوقات التأهب
والاستظهار لأوساطها ولأواخرها على كل حال .
ولان فيه ليلة القدر التي يكتب فيها مقدار الآجال واطلاق الآمال ، وذلك منبه على أن
شهر الصيام هو أول السنة ، فكأنه فتح لعباده في أول دخولها أن يطلبوا أطول ( 1 )
آجالهم وبلوغ آمالهم ، ليدركوا آخرها ويحمدوا مواردها ومصادرها .
وروى محمد بن يعقوب وابن بابويه في كتابيهما - واللفظ لابن يعقوب - عن أبي عبد
الله عليه السلام قال : ليلة القدر هي أول السنة وهي آخرها ( 2 ) .
ولان الاخبار بان شهر رمضان أول السنة أبعد من التقية ، وأقرب إلى أنه مراد
العترة النبوية ، وحسبك شاهدا وتنبيها وآكدا ، ما تضمنته الأدعية المنقولة في أول شهر
رمضان بأنه أول السنة على التعيين والبيان .
ت