وما لأحد عنده من نعمة تجزى
وما لأحد عنده من نعمة تجزى :
ثم إننا نجد النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه يقول : «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة» 46 .
كما أنه «صلى الله عليه وآله» قد رد هدية حكيم بن حزام؛ لأنه كان مشركاً ، قال عبيد الله :
حسبت أنه قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئاً ، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن 47 .
ورد أيضاً هدية عامر بن الطفيل ، لأنه لم يكن قد أسلم بعد .
ورد أيضاً هدية ملاعب الأسنة ، وقال : لا أقبل هدية مشرك 48 .
عن عياض المجاشعي : أنه أهدى إلى النبي هدية فأبى قبولها ، وقال : إني نهيت عن زبد المشركين 49 .
ولم يكن ذلك منه «صلى الله عليه وآله» إلا لأن قبولها يوجب احتراماً ومودة من المهدى إليه بالنسبة لمن أهدى .
ملاحظة : معالجة رواية الكشي :
إلا أن الكشي ذكر رواية تقول : «إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني» 50 .
وهذا إن صح فهو يشير إلى الفرق بين هدية الكتابي وهدية المشرك ، فكان «صلى الله عليه وآله» يرد هدية الثاني ، دون الأول ، وذلك يدل على عدم صحة قوله لهم : إنه «صلى الله عليه وآله» في هدنة الحديبية قد استهدى أبا سفيان أدماً 51 52 .
|