عرض مشاركة واحدة
قديم 06-06-2014, 10:38 AM   #4
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



يطور العلوم الطبيعية و وسائل المعيشة :
تذكر أحاديث المهدي عليه السلام عدداً من الأمور غير المألوفة للأجيال السابقة و لجيلنا المعاصر ، في وسائل الإتصال التي تكون في عصره ، و وسائل الرؤية ، و المعرفة ، و وسائل الحرب ، و أساليب الإقتصاد ، و الحكم و القضاء ، و غيرها .
و يظهر أن بعضها يكون كرامات و معجزات يجريها الله على يديه عليه السلام .
و لكن كثيراً منها تطوير للعلوم الطبيعية و استثمار لقوانين الله تعالى و نعمه ، التي أودعها فيما حولنا من مواد الأرض و السماء .
و تدل أحاديث متعددة و تشير ، إلى أن تطويره عليه السلام لعلوم الطبيعة سيكون قفزة في تقدم الحياة الإنسانية على الأرض في جميع مرافقها . من ذلك الحديث المروي عن الإمام الصادق عليه السلام قال : " العلم سبعة و عشرون حرفاً . فجميع ما جاءت به الرسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة و عشرين حرفاً فبثها في الناس ، و ضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة و عشرين حرفاً " البحار : 52 / 336 . .
و هو و إن كان ناظراً إلى علوم الأنبياء و الرسل عليهم السلام و لكنها تشمل مضافاً إلى العلم بالله سبحانه و رسالته و الآخرة ، العلوم الطبيعية التي ورد أن الأنبياء عليهم السلام علموا الناس بعض أصولها ، و وجهوهم إليها ، و فتحوا لهم جزءا من أبوابها ، كما ورد من تعليم إدريس عليه السلام الخياطة للناس ، و تعليم نوح عليه السلام صناعة السفن و النجارة ، و تعليم داود و سليمان صناعة الدروع ، و غيرها .
فالمقصود بالعلم في الحديث أعم من علوم الدين و الطبيعة ، و المعنى أن نسبة ما يكون في أيدي الناس من العلوم إلى ما يعلمهم إياه عليه السلام نسبة اثنين إلى خمس و عشرين .
و عن الإمام الباقر عليه السلام قال: " أما إن ذا القرنين قد خير السحابين فاختار الذلول ، و ذخر لصاحبكم الصعب " .
قال : قلت : و ما الصعب ؟
قال : " ما كان فيه رعد و صاعقة أو ( و ) برق فصاحبكم يركبه . أما إنه سيركب السحاب ، و يرقى في الأسباب ، أسباب السماوات السبع و الأرضين السبع ، خمس عوامر ، و اثنتان خرابان " 10 .
و عن الإمام الصادق عليه السلام قال : " إن المؤمن في زمان القائم و هو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب . و كذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق " 11 .
و عنه عليه السلام : " إن قائمنا إذا قام مد الله لشيعتنا في أسماعهم و أبصارهم حتى لا يكون بينهم و بينه بريد يكلمهم فيسمعونه و ينظرون إليه و هو في مكانه " 12 .
و عنه عليه السلام قال : " إذا تناهت الأمور إلى صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك و تعالى له كل منخفض من الأرض ، و خفض له كل مرتفع ، حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته . فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها " .
و روي أنه عليه السلام ينصب له عمود من نور من الأرض إلى السماء فيرى فيه أعمال العباد ، و أن له علوما مذخورة تحت بلاطة في أهرام مصر لا يصل إليها أحد قبله " 13 .
إلى غير ذلك من الروايات التي لا يتسع المجال لاستقصائها و تفسيرها . و بعضها يتحدث عن تطور العلوم بشكل عام ، و بعضها عن تطور القدرات الذهنية و الوسائل الخاصة بالمؤمنين ، و بعضها عن وسائل و كرامات خاصة بالإمام المهدي عليه السلام و أصحابه .
من ذلك ما عن الإمام الباقر عليه السلام قال : " كأني بأصحاب القائم و قد أحاطوا بما بين الخافقين ، ليس شيء إلا و هو مطيع لهم ، حتى سباع الأرض و سباع الطير تطلب رضاهم ( في ) ( و ) كل شيء ، حتى تفخر الأرض على الأرض و تقول : مرَّ بي اليوم رجل من أصحاب القائم " 14 .
و في رواية عن الإمام الباقر عليه السلام قال : " إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلاً يقول : عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه و لا تعرف القضاء فيه ، فانظر إلى كفك و اعمل بما فيها " 15 .
و قد يكون ذلك على نحو الإعجاز و الكرامة لهم ، و قد يكون على أساس قواعد علمية ، أو وسائل متطورة .
ملكه أعظم من ملك سليمان و ذي القرنين :
يفهم من أحاديث الإمام المهدي عليه السلام أن الدولة الإسلامية العالمية التي يقيمها أعظم من الدولة التي أقامها نبي الله سليمان و ذو القرنين عليهما السلام ، و بعض الأحاديث تنص على ذلك ، كالحديث المروي عن الإمام الباقر عليه السلام : " إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود ، و سلطاننا أعظم من سلطانه " .
و الحديث الآتي بأنه تسخر له أسباب لم تسخر لذي القرنين ، و الأحاديث التي تدل على أن عنده مواريث الأنبياء عليهم السلام التي منها مواريث سليمان ، و أن الدنيا عنده بمنزلة ، راحة كفه . . .
فدولة سليمان عليه السلام شملت فلسطين و بلاد الشام ، و لكنها لم تشمل مصر و ما وراءها من أفريقيا . كما أنها لم تتجاوز اليمن إلى الهند و الصين و غيرها ، كما تذكر الأحاديث . بل تذكر أنها لم تتجاوز مدينة إصطخر جنوب إيران .
بينما دولة المهدي عليه السلام تشمل كل مناطق العالم ، حتى لا تبقى قرية إلا نودي فيها بالشهادتين ، و لا يبقى في الأرض خراب إلا عمر ، كما تنص الأحاديث الشريفة . بل تنص على شمولها للأرضين الأخرى !
و من ناحية الإمكانات التي تسخر للمهدي عليه السلام ، فهي تشمل الإمكانات التي سخرها الله تعالى لسليمان عليه السلام و تزيد عليها . سواء ما كان منها على نحو الإعجاز و الكرامة الربانية ، أو ما كان تطويراً للعلوم و استثماراً لإمكانات الطبيعة .
و من ناحية مدتها ، فقد كانت مدة دولة سليمان عليه السلام نحو نصف قرن ، ثم وقع الإنحراف بعد وفاته سنة931 قبل الميلاد و تمزقت الدولة ، و وقعت الحرب بين مملكتي القدس و نابلس . كما تذكر التوراة و المؤرخون .
أما دولة الإمام المهدي عليه السلام في حياته و بعده ، فهي تستمر إلى آخر الدنيا ، و لا دولة بعدها ! و المرجح عندنا أنه يحكم بعده المهديون من أولاده ، ثم تكون رجعة بعض الأنبياء و الأئمة عليهم السلام ، و يحكمون إلى آخر الدنيا .

1. البحار :51 / 68 .
2. بحار الأنوار : 52 / 350 .
3. ابن حماد : 98 .
4. a. b. ابن حماد / 99 .
5. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 213 ، الصفحة : 33 .
6. البحار : 52 / 191 .
7. القران الكريم : سورة الرحمن ( 55 ) ، الآية : 64 ، الصفحة : 533 .
8. البحار : 56 / 49 .
9. كشف الغمة : 3 / 250 .
10. البحار : 52 / 321 .
11. البحار : 52 / 391 .
12. البحار : 52 / 236 .
13. كمال الدين : 565 .
14. البحار : 52 / 327 .
15. غيبة النعماني : 319 .


 

رد مع اقتباس